حتى السجون لم تسلم من أردوغان.. ضابط بحري يكشف أساليب تعذيب معارضي الرئيس التركي
الأحد، 12 أغسطس 2018 06:00 م
تشهد السجون التركية انتهاكات عديدة منذ أن بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يزج بألالاف المعارضين في السجون تحت تهم ومبررات واهية منها محاولة الانقلاب عليه في يوليو 2016، وكذلك وجود علاقة مع حركة "خدمة"، التي يتزعمها فتح الله جولن.
صحيفة "زمان" التابعة للمعارضة التركية، نقلت عن وكالة "دويتشه فيليه" الألمانية، تسليطها الضوء على أحد الضباط الذين اعتقلوا في السجون التركية، ليكشف مراحل القمع والانتهاكات التي يتعرضون لها، إلا أنه تمكن من الفرار من السجون التركية.
وذكرت الصحيفة التركية، أن ضابط البحرية التركي السابق، جعفر توبكايا، وقرر التحدث نيابة عن جميع الذين لا يستطيعون الوصول للصحافة ولا حتى مقابلة محاميهم أثناء وجودهم في السجن ولا يمكنهم إثبات براءتهم، حيث إنه ليس خائفا من أردوغان أو المخابرات التركية، ويريد أن يعرف الغرب ما يحدث في تركيا.
وأوضحت الصحيفة، أن ضابط البحرية التركي السابق، واحد من آلاف الضباط الأتراك الذين يتهمهم أردوغان بدعم رجل الدين التركي فتح الله كولن، حيث يتهم الرئيس التركي فتح الله جولن الذي يعيش في المنفى في ولاية بنسيلفانيا الأمريكية، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب عليه صيف عام 2016، فيما شكل الضباط والجنود الذين يتدربون ويقيمون بمهمات خارج البلاد على وجه الخصوص، هدفا لموجات الاعتقالات العديدة، التي تحدث في تركيا ، حيث أمر أردوغان جميع ضباط الجيش تقريبا بالعودة إلى أنقرة من أجل استجوابهم.
ولفتت الصحيفة التركية، إلى أن الكثيرين فضلوا عدم الانصياع إلى طلب أردوغان والبقاء في الخارج دون أن يكون لديهم ما يسد رمقهم ويكفل معيشتهم، حيث إن الحكومة التركية ردت بتحويلهم إلى ما يشبه المجردين من الجنسية عن طريق إبطال جوازات سفرهم، إلا أن ضابط البحرية التركي السابق، لبى دعوة أردوغان إلى اجتماع عاجل في أنقرة في أكتوبر عام 2016، وذلك انطلاقا من إحساسه العميق بالواجب.
وتابع ضابط البحرية التركي السابق: لم أكن قريبا أبدا من حركة فتح الله جولن، أنا شخص علماني، تربيتي غربية وأحترم جميع الأديان والمعتقدات، لكنني لا أنتمي لأي منها، وبصفتي ضابطا بحريا منذ فترة طويلة مع تصريح أمني كبير من الناتو، فقد شعر بالأمان ولم تكن زوجته ميسكور قلقة أيضا عندما ودع الأسرة واعتقدت بأنها ستكون رحلة قصيرة.
وأشارت الصحيفة التركية إلى أن الاجتماع المزعوم كان مجرد خدعة من أجل جر رجله إلى وزارة الدفاع، حيث تم إبطال جواز سفره وأعتقله رجال الشرطة، منذ تلك اللحظة وصفه زملاؤه السابقون بالإرهابي، زاعمين أنه أساء إلى أردوغان من خلال تغريدة له على حسابه على تويتر، حيث تم احتجازه في البداية في صالة ألعاب رياضية تم تحويلها لسجن، وبعدها تم نقله إلى سجن سنجان سيئ السمعة، وكان ينام في نفس الملابس على الأرضية الإسمنتية لمدة اثني عشر يوما وبالكاد يحصل على أي طعام، وكان زملاؤه السجناء من كبار رجال الجيش والأكاديميين والقضاة ونشطاء المجتمع المدني وحتى من العاملين في المجال الطبي، لكن على الأقل لم يتعرض توبكايا للتعذيب الجسدي والنفسي، كحال السجناء الآخرين، الذي تعرضوا للضرب أثناء استجوابهم، وزوجة أحد الضباط المعتقلين معه كانت تُستدعى دائما للتحقيق ويتم تهديده بأطفاله. كما أُجبر سجين آخر على التوقي، على اعتراف تحت ضغط التعذيب بالصدمات الكهربائية.