لا تزال المجموعات الإرهابية في سوريا تواصل انتهاكها لاتفاقيات وقف إطلاق النار، خاصة في مدينة إدلب التي يسيطر على القوات التركية بجانب مجموعات التابعة لجبهة النصرة. يأتي هذا في الوقت الذي تمكن فيه الجيش السوري خلال الفترة الماضية من تحرير العديد من المدن السورية من المجموعات الإرهابية، بينما يستعد لاقتحام مدينة إدلب، وسط مؤشرات بحدوث صدام بين الجيش السوري والقوات التركية.
انتهاكات المجموعات الإرهابية، كشفها رئيس مركز المصالحة الروسي، أليكسي تسيجانكوف، حيث أكد أن مركز المصالحة في سوريا وثق إطلاق نار على بلدتين في محافظة اللاذقية ومنطقتين في حلب خلال اليوم الماضي.
ففي الوقت الذى يتقدم فيه الجيش السورى بقيادة الرئيس بشار الأسد على الأرض، وتمكنه من هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في العديد من المناطق السورية، يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تأسيس ميليشيا مسلحة بالتنسيق مع المعارضة المدعومة من أنقرة حتى يكون عقبة فى الأمد البعيد أمام استعادة الأسد السيطرة على شمال غرب البلاد.
ويمثل هذا المسعى عنصرا أساسيا فى خطط المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا لتأمين شريط من الأرض يشكل جزءا من آخر معقل كبير للمعارضة فى سوريا وفرض حكمها عليه، وقد ساعد وجود القوات التركية على الأرض فى حماية هذا الشريط من هجوم القوات الحكومية عليه.
ويأتى ذلك بعدما استعاد الجيش السورى كل شبر من الأراضى السورية، ورغم أنه استرد السيطرة على معظم أنحاء البلاد فإن الوجود التركى سيعقد أى حملة عسكرية سورية فى الشمال الغربى، لاسيما إذا نجحت أنقرة فى تشكيل هذه الميلشيات المسلحة بالتنسيق مع المعارضة السورية، لاسيما أن هذه المليشيات تتكون من 35 ألف مسلح.
وكانت وكالة «سبوتنيك» الروسية- نقلت في وقت سابق- عن رئيس مركز المصالحة الروسي، تأكيده أنه على الرغم من نظام وقف الأعمال القتالية، ما زالت تسجل الانتهاكات من قبل الجماعات الإرهابية غير الشرعية، التي تعمل في منطقة خفض التصعيد في إدلب، حيث تم خلال يوم تسجيل قصف لبلدات صفسار مرتين وماموخيا ثلاث مرات في محافظة اللاذقية، وكذلك في منطقتي الشهباء والزهراء ثلاث مرات في مدينة حلب، كما أن المجموعات الإرهابية تقوم بقصف عشوائي للمناطق السكنية خاصة في الليل، وهو أمر محفوف بالخسائر الكبيرة بين السكان.
يأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه وكالة الأنباء السورية، أن الجيش السوري قذف التحصينات الإرهابية ومحاور أمدادها برمايات مدفعية فى قرية لحايا وبلدة اللطمانة نحو 35 كم شمال مدينة حماة، مما نتج عنه تدمير تحصينات هندسية ونقاط تمركز كانت تتخذها المجموعات الإرهابية للرصد والقنص والتسلل نحو مواقع الجيش للاعتداء عليها فى المنطقة، لافتة إلى أن تلك الرمايات أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.
وكانت وكالة الأنباء السورية، كشفت أن الجيش السوري عثر خلال تمشيطه لعدد من قرى ريف القنيطرة على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر ومواد غذائية إسرائيلية الصنع من مخلفات الإرهابيين، موضحة أنه من بين الأسلحة والذخائر التي عثر عليها بنادق وصواريخ «تاو» الأمريكية وذخائر متنوعة وألغاما وقناصات ورشاشات ومعدات لما يسمى «الخوذ البيضاء» كانت مخبأة تحت الأرض إضافة إلى كميات من المواد الغذائية الإسرائيلية الصنع.