هل إقالة حكومة «روحاني» هو الحل؟.. رئيس «تحرير الأحواز» يفند أزمة إيران
الأحد، 12 أغسطس 2018 03:00 م
تشتد الأزمة الإيرانية يوم بعد يوم إثر قرار الإدارة الأمريكية بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران. هذا إلى جانب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية بطهران، وكثرة الإحتجاجات الشعبية رفضًا للظروف المعيشية والسياسات القمعية التي يُعانون منها مؤخرًا.
ان ما يُعاني منه النظام الإيراني على المستويين الداخلي والإقليمي، يأتي كنتيجة طبيعية لسياساتها القائمة على التطرف والإرهاب والتدخل في شؤون دول المنطقة، بما يهدد أمنها القومي واستقرارها.
اقرأ أيضًا: النظام الإيراني على صفيح ساخن.. وباحث: الأوضاع في طهران مهيأة للتصعيد
يا فرحة ما تمت
رئيس المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز، عباس الكعبي أوضح أن إلغاء العقوبات تدريجيًا عن إيران منذ إعلان الإتفاق النووي، كان قد أسعد الشعب الإيراني إلى حد ما، معتقدًا أن ذلك الأمر سيساهم في تحسين وضعه المعيشي المتدهور نتيجة سوء الإدارة والفساد والإختلاسات في أوساط المسؤولين الإيرانيين، بينما كانوا يوعزون تردّي الأوضاع الإقتصادية إلى العقوبات، على حد تعبيره.
فساد ودعم للإرهاب
وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «إثر رفع العقوبات، تدفقت مليارات الدولارات من أرصدة إيران المجمّدة في الخارج نحو طهران، كما توافدت مئات الشركات الأجنبية على إيران للإستثمار فيها أو التعامل معها، إلّا أن ذلك لم يغير شيء في الأوضاع المعيشية، واستمرت سياسات الدولة الرسمية بالإضرار بكافة المواطنين ضمن ما تسمى بجغرافية إيران، وذلك على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي والسياسي والثقافي وحتى الديني، وقمعت جميع الأصوات المعارضة الفارسية ومقاومة الشعوب غير الفارسية ضمن هذه الجغرافية، وتواصل الفساد والحرمان والظلم والإضطهاد، كما اتسعت أضرار الدولة الإيرانية بالخارج وبدول الجوار وخاصة الدول العربية. وعوضًا عن إستغلال الإتفاق النووي وتحسين العلاقات مع دول العالم وتحسين الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والإصلاحات السياسية؛ عملت الدولة الفارسية على المزيد من نشر الإرهاب والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول الإقليمية ودعم الخلايا والمجاميع الإرهابية في العراق، سوريا، اليمن، البحرين ولبنان وغيرها من الدول، فباتت تزعزع إستقرار دول المنطقة وتهدد أمنها، أما المواطنين ضمن ما تسمى بجغرافية إيران، ففي حين أنهم يئنون من الظلم والإضطهاد من ناحية، وقسوة الحياة من الناحية الأخرى، إلا أنهم يشاهدون كيف أن مئات مليارات الدولار تتناثر إما لدعم الميليشيات الإرهابية في العراق وسوريا، أو دعم عصابات الحوثيين الإجرامية في اليمن، أو دعم حزب الله الإرهابي في لبنان، إضافة إلى سخاء إيران في تمويل الحروب الإقليمية وبدوافع قومية مشبعة بأفكار عنصرية أو طائفية مقيتة».
اقرأ أيضًا: قطر وتركيا وإيران تحت المجهر.. هل تنقلب الإدارة الأمريكية على الحلفاء الثلاثة؟
فقدان الأمل
وأضاف «الكعبي» أنه بإعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عودة العقوبات على على إيران للحدّ من إرهابها وفرض عقبات أخرى في نوفمبر المقبل فقدّ كافة المواطنين بإيران، أي أمل في تحسين أوضاعهم المعيشية، خاصة أن سعر صرف الدولار قد ارتفع من 36 ألف ريال للدولار الواحد في العام الماضي، إلى 110 ألف ريال للدولار في العام الحالي، كما تضاعفت أسعار المواد الغذائية والسلع والبضائع، وهو الأمر الذي جعله يشعر بصعوبة تحمل المزيد من الويلات جرّاء سياسات الدولة الإيرانية الخاطئة وسلوكها الإرهابي.
تصاعد الإحتجاجات
وقال: «لذلك لا نستغرب تصاعد وتيرة المظاهرات الإحتجاجية في مختلف المدن ضمن الجغرافية المشار إليها، وكانت دولة الأحواز العربية المحتلة ومختلف مدنها، السباقة دائمًا في تفجير شرارة المظاهرات والمسيرات الإحتجاجية في بقية المدن، ولعل التحدي الأكبر الذي يواجه الدولة الإيرانية يكمن في تغيير الهتافات من المطالبة بالحريات والحقوق المدنية، إلى رفع هتاف الموت للخميني وخامنئي وحرق صورهم في الشوارع، ولا شك أن أمر كهذا يشكل سابقة خطيرة بالنسبة لهذه الدولة.. ولا ريب أن غالبية دول العالم سوف تقف إلى جانب الولايات المتحدة في تطبيق العقوبات ضد طهران وذلك حفاظًا على مصالحها، وإذا أخذنا الدول الأروبية كمثال، فنلاحظ أن حجم المبادلات التجارية بين أوروبا وإيران لا تتجاوز الـ: 60 مليار دولار سنويًا، بينما تقترب مبادلاتها التجارية السنوية التريليون دولار مع الولايات المتحدة الأمريكية».
الإقالة هي الحل
وأخيرًا، يرى «الكعبي» أن كل ما بوسع طهران حاليًا أن تفعله هو إقالة حكومة حسن روحاني والعودة إلى الحكم الإصلاحي، بهدف تهدئة الأوضاع الداخلية وتحسين العلاقات الخارجية، وأن الأمر حاليًا في ظل التحديات التي تواجه النظام الإيراني محليًا ودوليًا لا يتحمل أي محاولات للمناورة.