الحرب التجارية تبلغ ذروتها.. لماذا تعادي الصين أمريكا وتستكمل تجارتها مع إيران؟
الأحد، 12 أغسطس 2018 11:00 ص
حتى الآن مازالت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة مشتعلة، ومازال العالم يترقب ما سيقدم عليه ترامب بعد الرسوم التي فرضها والرسوم المقابلة التي فرضتها الصين، ولكن من ينتصر أولا هذا هو السؤال؟. كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن مبكرا عن انتصاره، عبر موقع التدوينات المصغر «تويتر»، مشيرا إلى أنه بدأ في جني ثمار ما يزرعه على حد زعمه. على خلاف ما يشهده الاقتصاد الصيني، على الرغم من فرضه ضرائب موازية لما فرضها النظام الأمريكي.
ولكن على ما يبدو أن الصين بدأت في اتخاذ تدابير أخرى، من شأنها معادات الرئيس الامريكي دونالد ترامب، حيث قالت وزارة الخارجية الصينية إن علاقات الصين مع إيران في مجال التجارة والطاقة لا تضر مصالح أي دولة أخرى. جاء ذلك بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الشركات التي تتعامل مع إيران سيتم منعها من الولايات المتحدة، بحسب رويترز.
ودافعت الصين بالفعل عن علاقاتها التجارية مع إيران بوصفها صريحة وشفافة مع بدء سريان العقوبات الأمريكية على إيران رغم مناشدات حلفاء واشنطن. وأكدت وزارة الخارجية الصينية في بيان صدر في ساعة متأخرة من مساء الجمعة اعتراضها على فرض عقوبات من جانب واحد و«فرض المحاكم المحلية سلطتها القضائية على الأجانب».
وقالت وزارة الخارجية الصينية: «يوجد بين الصين وإيران تعاون صريح وشفاف وطبيعي منذ فترة طويلة في مجالات قطاع الأعمال والتجارة والطاقة يتسم بأنه منطقي وعادل وقانوني». وأضافت: «هذا لا يشكل خرقا لقرارات مجلس الأمن الدولي أو التعهدات الدولية التي وعدت الصين بالالتزام بها ولا يلحق الضرر بمصالح أي دولة أخرى ولا بد من احترامه وحمايته».
في وقت لاحق بدأت إيران في الترويج للاستثمارات بينها وبين الصين- وكأنها تخرج لسانها للرئيس الأمريكي- حيث قال مسؤول إيراني في قطاع النفط إن عقد شركة توتال الفرنسية و«سي.إن.بي.سي» الحكومية الصينية لم يتغير، بحسب ما ذكره موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت «شانا».
ذكرت وكالة «رويترز» (السبت)، أن إعلان المسؤول الإيراني جاء بعد ساعات من تقرير لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء يقول إن الشركة الصينية استحوذت على حصة توتال في مشروع «بارس الجنوبي» الإيراني.
ونقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية عن محمد مصطفوي مدير الاستثمار في شركة النفط الوطنية الإيرانية «إن.آي.أو.سي» قوله إن دور أعضاء الكونسورتيوم، الذي يطور هذا المشروع متوافق مع بنود العقد ولم تطرأ أية تغييرات رسمية على هذه البنود.
وكانت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء نقلت عن مصطفوي قوله، في وقت سابق، إن شركة «سي.إن.بي.سي» استحوذت على حصة توتال في مشروع بارس الجنوبي الإيراني العملاق للغاز الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات. وقالت «رويترز» إنه ليس هناك تفسير للتباين الواضح.
ووقعت توتال عقدا في عام 2017 لتطوير المرحلة الثانية من حقل بارس الجنوبي باستثمارات مبدئية قدرها مليار دولار، ليصبح هذا أول استثمار غربي كبير في البلاد بعد رفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها في عام 2016، لكن الشركة الفرنسية قالت إنها ستنسحب ما لم تضمن إعفاء من العقوبات الأمريكية.
ورفضت متحدثة باسم توتال التعليق، وفي الوقت نفسه لم يصدر تأكيد فوري من الشركة الصينية على تقرير وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء. وكانت الشركة تسيطر في وقت سابق على حصة نسبتها 30% في المشروع قبل أن تستحوذ الآن على حصة توتال البالغة نسبتها 50.1% وفقا لما ذكرته الوكالة، بينما النسبة المتبقية بحوزة شركة «بتروبارس» الإيرانية.