من القاهرة.. دول إفريقيا تتوحد في مواجهة «الجوع»: لا بديل عن الأمن الغذائي
السبت، 11 أغسطس 2018 11:00 م
خلال مشاركتها في ورشة عمل استضافها مجلس النواب، شددت لجنة الزراعة والموارد الطبيعية والأمن الغذائي في برلمان عموم إفريقيا، على أهمية تحقيق الأمن الغذائي للقارة الإفريقية، من خلال تبني سياسات وتشريعات جديدة تعزز التعاون المشترك بين دول القارة، وهو الأمر الذي لقي ترحاب شديدا من النواب المصريين ونظرائهم الأفارقة.
ويعاني نحو 795 مليون نسمة من سوء التغذية في العالم، في الفترة (2011م – 2013م)، بعدما تراجع بنحو 167 مليون نسمة خلال العقد الأخير (منذ 2000م)، أي أقلّ من العدد المسجّل في الفترة (2010م – 2012م)، والذي بلغ 868 مليون شخص، بحسب ما ذكره موقع قراءات إفريقية.
وعليه؛ تشير آخر تقديرات منظمة الأغذية والزراعة إلى أنّه من المحتمل أن يكون شخصٌ واحدٌ من أصل ثمانية أشخاص في العالم قد عانى الجوع المزمن؛ بفعل عدم الحصول على الغذاء الكافي للتمتع بحياةٍ نشطةٍ وصحية. ويعيش أكبرُ عددٍ من الجياع(13) في الأقاليم النامية، حيث يُقدّر انتشار نقص التغذية في إفريقيا بـ (21.2%) في الفترة (2011م – 2013م).
وقال كونيه دوجنون، رئيس لجنة الزراعة والبيئة والموارد المائية بالبرلمان الإفريقي، والذي ترأس ورشة العمل، أهمية تحقيق الأمن الغذائي للقارة الإفريقية من خلال العمل على زيادة الإنتاج الزراعي والتكامل بين دول القارة في هذا الصدد.
وأضاف دوجنون، أن تحقيق الأمن الغذائي في إفريقيا يستدعي سن تشريعات مهمة، مشيراً إلى أن كوت ديفوار تبنت تجربة مثمرة من أجل تعزيز إنتاجها من محاصيل شملت الدقيق والقمح.
وأعاق النمو السكاني الكبير الذي شهدته القارة الإفريقية منذ سنة 2009(14), والذي يمثّل 15% من عدد سكان العالم، النموّ الاقتصادي، فأصبح أكثر بطئاً وأقلّ شمولاً، إلى جانب عدم الاستقرار السياسيّ في بعض الأقاليم النامية، مثل إفريقيا الوسطى؛ ما أدى إلى كبح مسيرة التقدّم والتنمية بشكلٍ كبير.
ويشير تقرير المنظمة العالمية للأغذية والزراعة الصادر سنة 2015م إلى: أنّ الكوارث الطبيعية، وتلك التي من صنع الإنسان، أو عدم الاستقرار السياسي، قد أدت إلى أزماتٍ ممتدة، تتلازم مع زيادة المخاطر وانعدام الأمن الغذائي لدى شرائح واسعة من السكان.
وبالرغم من أنّ عدد ناقصي التغذية في العالم ما فتئ يتراجع في الفترة ما بين (1990م إلى 2013م) ليصل إلى 12%، فلا تزال إفريقيا القارة التي يُسجّل فيها أعلى معدّلٍ لانتشار نقص التغذية؛ بواقع شخصٍ من أصل خمسة أشخاص، ونسبة 21.2%؛ مقابل 13.5% في القارة الآسيوية، و 7% في أمريكا اللاتينية، و 5% في الأقاليم المتقدمة؛ حسب تقرير «حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم» الصادر سنة 2013م عن منظمة الأغذية والزراعة FAO.
بدورها، قالت النائبة مي محمود، أمين سر لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن علاج مشكلات «الجوع» بشكل فعال يجعل من القارة الإفريقية سلة غذاء حقيقية تعطي غذاءها لشعوبها في المقام الأول، مشددة على ضرورة تكاتف كل الدول الإفريقية لتحقيق الأمن الغذائي وإزالة أي حواجز تعترض هذا المسار، والتوصل إلى آلية للتكامل في المحاصيل الزراعية من خلال استخدام التكنولوجيات الحديثة وتوحيد الجهود بين دول القارة في هذا الشأن.
وقال مسئول التدريب وبناء القدرات بمنتدى البحوث الزراعية في إفريقيا (فارا) الدكتور عبد الرازق إبراهيم، إن تحقيق الأمن الغذائي لكافة دول القارة الإفريقية يمثل مهمة أساسية للمنتدى، مشددا على أهمية التعاون وحشد الجهود بين دول القارة لتعزيز الدعم الغذائي للمنتجات الغذائية بحيث يتم بشكل أوسع وأشمل.
وأضاف إبراهيم، أن اجتماع اللجنة في القاهرة يمثل حدثاً تاريخياً في إطار البحث عن موارد جديدة لتنمية الزراعة في كافة الدول الإفريقية، مشيراً إلى أن ورشة العمل تستهدف إطلاق مبادرات جادة وحقيقية بهدف تعزيز الأمن الغذائي في القارة الإفريقية.