280 حرفا تُشعل أجواء موسكو.. هل اعترف ترامب بالتعاون مع روسيا ضد هيلاري كلينتون؟
الأربعاء، 08 أغسطس 2018 12:00 م
جرت الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2016 وفاز دونالد ترامب، ومنذ هذا الوقت لم يتوقف الحديث عن تدخل روسيا في الانتخابات، ولم يتوقف ترامب عن النفي، قبل أن يفجر مفاجأة مؤخرًا.
طوال الشهور الماضية نفت الإدارة الأمريكية ما يُثار عن التعاون مع موسكو أو تدخل الأخيرة في الانتخابات، وتحدث ترامب أكثر من مرة عن تحقيقات المدعي الخاص لوزارة العدل بشأن القضية، روبرت مولر، داعيا لتوقفها ومهاجما ما يصدر عنها، لكنه رغم هذا أفصح مؤخرا عن أسرار تخص الأمر، واعترف بلقاءات جمعت مسؤولين بحملته مع أشخاص مرتبطين بروسيا، مفجرًا مفاجأة بتغريدة لا تتجاوز 280 حرفا تهدد بإشعال الأجواء بين واشنطن وموسكو.
كعادته، يظل دونالد ترامب مثيرًا، مؤخرا شن موجة من الجدل بتغريدته الأحد، اعترف فيها لأول مرة بلقاء تم بين ابنه ومحامية روسية على صلة بالكرملين من أجل الحصول على معلومات مسيئة لمنافسة والده فى الانتخابات الرئاسية هيلارى كلينتون عام 2016.
بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، فإن ترامب قدم اعترافه الأكثر وضوحا والأكثر علنيا بشأن هذا اللقاء، وإنه كان دافع عنه بأنه قانونى تمامًا، ويحدث مثله طوال الوقت فى السياسة.
يحظر القانون الأمريكي على الحملات تلقى تبرعات أو مواد ذات قيمة من الأجانب، تضيف الصحيفة أن اللقاء الذى تم فى يونيو عام 2016 بين دونالد ترامب جونيور والمحامية الروسية ناتاليا فيسلنيتسكايا محل تحقيق الآن من قبل المحقق الخاص روبرت مولر.
وشارك فى هذا الاجتماع إلى جانب ترامب الابن، جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكى، ومدير حملته فى هذا الوقت بول مانافورت الذى يواجه محاكمة الآن لاتهامات تتعلق بالاحتيالى الضريبى والمصرفى.
وتابعت الصحيفة إنه فى حين أن التواطؤ غير مذكور فى القوانين الجنائية الأمريكية، فإن مولر يحقق فيما إذا كان أى شخص على صلة بترامب نسق مع الروس، وهو ما قد يسفر عنه اتهامات جنائية لو دخلت فى مؤامرة لخرق القانون، بما فى ذلك الهجوم الإلكترونى أو التدخل فى الانتخابات.
وقال ترامب فى تغريدته: «تقرير من الأخبار الكاذبة، اختلاق تام بأنى أشعر بالقلق بشأن الاجتماع الذى عقده ابنى الرائع دونالد فى يرج ترامب.. لقد كان هذا اجتماعا للحصول على معلومات عن منافس، وهو أمر قانونى تماما ويتم طوال الوقت فى السياسة، ولم يسفر عن أى شىء»، ردا على تقرير لصحيفة واشنطن بوست، قالت فيه إنه على الرغم من أن الرئيس لا يعتقد أن ابنه الأكبر قد انتهك القانون عمدا، إلا أن يشعر بالقلق من أنه ربما سكون قد علق بشكل متعمد فى مأزق قانونى ومحاصر فى تحقيقات مولر بنسبة كبيرة بسبب صلته بالرئيس.
وقد دافع أحد محامىّ ترامب عن الاجتماع، وقال إنه ليس بالأمر غير القانونى وفقا لأية قوانين فيدرالية.
وقال المحامى جاى سيكولو لقناة ABC News السؤال هو: كيف يمكن أن يكون غير قانونى، مشيرًا إلى عدم وجود قوانين تحذر عملاء الحملة من الاجتماع والعمل مع عملاء أجانب.
وتتعارض تغريدة ترامب مع تصريح ابنه لنيويورك تايمز فى يوليو 2017، حيث أشار إلى أن الاجتماع كان يتعلق بالأساس بقضية تبنى الأمريكيين للأطفال الروس.
وعلقت شبكة «سى إن إن»: «إن تغريدة ترامب تلقى بظلال من الشك على ما سبق وقاله هو ونجله، وما يقولاه الآن.. والقضية الأكبر تتعلق بمدى صعوبة أن يقول ترامب ونجله وكل المتعلقين به الحقيقة الكاملة أو حتى القريبة منها مرات كثيرة فيما يتعلق بمسألة التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية».