هيثم الحريري: نمر من ورق.. يعشق الحياة بوجهين

الإثنين، 06 أغسطس 2018 09:30 م
هيثم الحريري: نمر من ورق.. يعشق الحياة بوجهين
هيثم الحريري- عضو مجلس النواب

 
 
منذ الكشف عن فضيحة النائب البرلمانى هيثم الحريرى، وطلبه الحصول على امتيازات مالية من شركة  سيدى كرير للبتروكيماويات، مستغلاً عضويته بمجلس النواب، وهو يحاول أن يغسل سمعته السياسية قبل المالية، حتى وإن كان على حساب الشعب المصري.
 
 
فى العلن يظهر الحريري رافعاً شعارات المدافع عن الفقراء ومحارب الفساد، لكن الكواليس مليئة بالكثير الذى يجب أن يقال، ويخشاه النائب الذى انتفض رعباً بعد الكشف عن خطاياه فى حصوله على امتيازات مالية غير مستحقة من شركة البترول، ولم يتوان عن تهديد من كشفوا السر الذى حاول إخفاءه حتى لا يفتضح أمره، لكن لأن الحق أحق أن يتبع، تعرى هيثم أمام الجميع، وبات وحيداً ملفوظاً حتى من أقرب الناس إليه، إلا من يعيشون نفس طريقته.
 
 
للحريرى طريقة خاصة فى العيش، فهو شخص يعشق الحياة بوجهين، ثورى وآخر نقيض ما يظهره تماماً، ولأن الوجهين انكشفا لم يجد إلا القنوات الإخوانية علها تعيده مرة أخرى إلى ذلك الوجه الثورى المناضل، الذى يحقق له ما يريد، فذهب إلى قناة «الشرق» الإخوانية التى يديرها الهارب أيمن نور، التى أحسنت استقباله، ووفرت له الغطاء الإعلامى الذى يريده، وبعدها جاء الدور على قناة «العربى الجديد»، الذراع الإعلامى الآخر للمخابرات القطرية والإخوانية، لكى تكون منصته الإعلامية الجديدة.
 
 
لم يلتفت «هيثم» لحقيقة أن هذه القناة يديرها عضو الكنيست الإسرائيلى السابق عزمى بشارة، وأن تعاونه مع عزمى «الإسرائيلى» يناقض كل شعاراته النضالية، لكن للظروف أحكام، فهو الأن لا يبحث عن النضال، بقدر سعيه للحصول على من يوفر له المساحة الإعلامية التى تسمح له بالخروج وقول ما يشاء وقتما يريد، حتى وأن كانت أقواله كلها أكاذيب، فهو يعلم أن «العربى الجديد» ومن قبلها «الشرق» كلها قنوات لا تحيا إلا على الكذب والتضليل ونشر الشائعات، وهو ما يتوافق مع أهواء «هيثم».
 
 
هيثم الحريرى شخصية محيرة لمن لا يعرفه، لكن أصدقائه يقولون إن شخصيته واحدة، حتى وإن حاول تصدير صورة أخرى يكتسب من ورائها تعاطف من هنا أو هناك، فهو شخص يدعو إلى الحرية، لكنه فى نفس الوقت يضيق صدره بالنقد، يرتدى ثوب المعارضين، رغم أننا لم نسمع ولم نشاهد له موقف يدلل على أقواله التى تقول كلها أنه نمر من ورق، يعتمد دوما على سياسة مسك العصا من المنتصف كمحاولة للقيام بأكثر من دور في نفس الوقت وتطبيق شعار إرضاء كل الإطراف، والتي من بينها القيام بدور المعارض الشرس أمام  وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل، وفى نفس الوقت يحافظ علي مكاسب البرلمان من عضوية وحصانة وسفريات وجواز سفر دبلوماسي وراتب ربما لا يرضيه، فبحث عن طرق أخرى لزيادته مثلما فعل مع شركة سيدى كرير للبترول.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق