معصوم مرزوق.. وأوهام العيش في «المراحل الانتقالية» برعاية إخوانية
الإثنين، 06 أغسطس 2018 12:00 مكتب محمود حسن
لدى البعض شغف بالعيش فى "المراحل الانتقالية" لأنمها تشهد أزدهارهم، كما أنها تمنحهم رصيدا وهمياً يمنحهم فرصة للخروج على الشاشات، بغض النظر عما يكون فى هذه المراحل "الانتقالية" من فوضى وانهيار للاقتصاد وانفلات أمنى، وغيرها من المسائل المروعة.
السفير معصوم مرزوق عضو حزب الكرامة يبدو أنه واحد من هؤلاء الذين يعشقون "المراحل الانتقالية"، ويأمل فى أن تعود الفوضى مرة أخرى، حتى ييظهر نجمه، وهو ما يمكن أن نقرأه ببساطة من خلال طرحه الأخير الذى حاول تغليفه بعنوان يغرى به أصدقائه المحبين للفوضى، فهو يريد حل كل مؤسسات الدولة، سواء برلمان أو حكومة، لتبقى مصر بلا مؤسسات، وتمر البلاد بمرحلة انتقالية – ثالثة هذه المرة – يعاد فيها كتابة الدستور للمرة الثالثة، على أن يحكم البلاد مجلس انتقالى للحكم يتشكل من "الأحزاب" والقضاء وغيرهم.
من حق الجميع أن يتكلم وأن يطرح وجهات نظر، لكن من حقنا أيضا أن نضحك من سذاجة طرحه، وتخيلاته وأوهامه، ومن حقنا أيضا أن نتساءل عما جرى خلف الكواليس لهذا الطرح.
• ما علاقة الإخوان بالمبادرة يا سيادة السفير؟
أول ما يجب أن نتوقف عنه فيما أسماه معصوم مرزوق بالمبادرة، هو من يقف وراءها، فمن الغريب حقا أن يكون الموقع الإخبارى الوحيد الذى نشر عن المبادرة ومهد لها منذ البداية، هو موقع قناة الشرق الإخوانية، التى يشرف عليها أيمن نور بتمويل قطرى وتبث من تركيا!، لماذا هم فقط من نشروا أن معصوم مرزوق يعد لمبادرة وسوف ينشرها خلال أيام!.
كيف يعلم أصلا هؤلاء القابعون فى تركيا عن مبادرة يتم إعدادها فى مصر؟، من حقنا أن نستغرب وأن نتساءل ما هى صلة هؤلاء بالمبادرة، لماذا علم الإخوان وحلفائهم بالمبادرة المزعومة؟ قبل أى شخص آخر فى مصر؟، الا اذا كان ما قاله معصوم معد فى مطبخ الإخوان، ولم يكن معصوم مرزوق سوى الوسيلة التى أستخدمتها الجماعة الإرهابية لتعود إلى سطح الحياة السياسية فى مصر من خلال مبادرة، كل هدفها أن تعود مصر مرة أخرى إلى مرحلة الفوضى.
• إحنا نجيب البرادعى.. ونعمل مجلس انتقالى
لسنوات طويلة ضربت فيها ظلت أفكار مثل "المجلس الرئاسى المدنى" ، و"مجلس الحكم الانتقالى" تطرح، ودائما كان يطرح اسم الدكتور محمد البرادعى ليترأس هذا المجلس، بعد سنوات سنكتشف كم كان هذا الطرح ساذجا، وكيف أن هناك مجموعات من البشر منفصلة تماما عن الواقع، تخوض معارك وهمية لا تمت للشارع الذى تعب من المسار الفوضوى الذى سلكته البلاد.
يبدو أن السفير معصوم مرزوق واصدقاؤه المحبين للفوضى، لا يلتفتون إلى أن هذا الوضع الانتقالى أصبح من الماضى السحيق، فلقد أصبح لدينا اليوم مؤسسات واضحة للدولة، برلمان منتخب، رئيس منتخب، دستور توافق عليه الجميع فى لحظة كتابته، فلماذا يعيد الإنسان الكرة من جديد، ولماذا بعدما ابتعدنا عن الفوضى يحاول البعض إعادتنا من جديد لهذه المنطقة؟.
• السياسة على طريقة "النخبة"
لدى مصر "نخب سياسية" تختلف تمام الاختلاف عن مثيلاتها فى أى دولة أخرى، هى نخب مثلا عاجزة عن استكمال 5 آلاف توكيل لتأسيس حزب يعبر عنها، هى نخب بلا أى عمق فى الشارع المصرى، هى نخب عجزت عن ممارسة السياسة وفضلت بدلا منها "الصوت العالى" والهتافات المدغدغة للعواطف.
يمكن للنخب التى لا يعجبها أن تسلك المسار المعروف، فلدينا انتخابات برلمانية يمكن أن يستعدوا لها ستجرى بعد عامين، هل تستطيع هذه النخب أن تقدم ولو 50 مرشحا فيها؟، المشكلة الحقيقية أنهم بلا أى تواجد فى الشارع، مجموعات تحاور نفسها على "فيس بوك" لا تتعدى 50 ألف شخص فى أفضل الأحوال من شعب يبلغ تعداده 100 مليون شخص.
• موقف غامض ومريب من الإخوان
الإخوان أعداء لهذا الشعب، هذه عبارة لا يمكن أن يختلف عليها محب لوطنه، إلا أن المشكلة الحقيقية أن بيان معصوم مرزوق صمت عن مسألة الإخوان، بل تكلم عن "الإفراج عن سجناء الرأى" فى مصر!، هل يعتبر مثلا السفير معصوم مرزوق مرشد الإخوان محمد بديع من "سجناء الرأى"؟.. هل يعتبر إرهابى مثل صفوت حجازى هدد المصريين بالقتل سجناء رأى؟، هل يعتبر أشخاص عليهم أحكام بالسجن هددوا المصريين بالقتل من مهربهم فى تركيا "ضحايا رأى" مثل محمد ناصر المذيع الإخوانى على قناة مكملين مثلا ؟.
• ما الذى لا يعجبكم فى الدستور؟
شيء مضحك للغاية أن يكون أصدقاء معصوم مرزوق هم من شاركوا فى كتابة الدستور، ويكون أول ما يريده السفير فى مبادرته هو تعطيل العمل به، بل وتشكيل لجنة لإعادة كتابته !!، أليس هذا هو الدستور الذى شارك فى كتابته عمرو الشوبكى، ومحمد غنيم، ومسعد ابو الفجر، ومحمد سامى العضو فى حزبكم؟.. اليوم اكتشفت فجأة أنه دستور يحتاج للتعطيل بل والتعديل؟، بقدر ما هو أمر هزلى فهو أمر يفضح طريقة تفكير هذه النخب، النخب التى كتبت الدستور نفسه تريد تعطيله، هو عشق للعيش فى الحالة الفوضوية، تلك الحالة التى لا تتطلب جماهير ولا ديمقراطية ، ولا مؤسسات دولة، بل تطلب فقط الصوت العالى وهذا ما يملكونه.