وزير خارجية كوريا الشمالية يزور إيران.. وساطة أم تضامن؟
الأحد، 05 أغسطس 2018 06:00 ص
كرئيسه يبدو سبب زيارة وزير خارجية كوريا الشمالية رى يانج هو المرتقبة إلى دولة إيران محير وغامض. ويتوقع أن تبدأ الزيارىة بعد انتهاء فعاليات اجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان»، المنعقد حاليا فى سنغافورة.
تأتى الزيارة لتقوية العلاقة بين البلدين، التى امتدت لسنوات، خاصة مع تقارب الظروف والتطورات الدولية التى أحاطت بهما، فكلا من الدولتين عانى من الحصار الاقتصادى والعزلة الدولية بسبب ملفاتهما النووية ورفضهما الرضوخ للقوى الغربية وعلى رأسها أمريكا.
لكن توقيت الزيارة يبدو ملفتا للانتباه خاصة وأنها تأتى فى الوقت الذى تشهد فيه العلاقة الأمريكية الكورية الشمالية تطورا غير مسبوق، بينما تعود العلاقات بين واشنطن وطهران لطبيعتها المتوترة، منذ الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى، فى مايو الماضى، إضافة إلى حرب التصريحات التى اندلعت بين دونالد ترامب، وعدد من قيادات الحرس الثورى الإيرانى فى الأيام الماضية، ما يطرح تساؤلات حول الهدف من وراء الزيارة فى مثل هذا التوقيت.
وتتزامن الزيارة المثيرة للجدل مع الدعوة التى أطلقها الرئيس الأمريكى الأسبوع الماضى لعقد قمة مع نظيره الإيرانى حسن روحانى، وهى الدعوة التى تعد بمثابة تكرارا للسيناريو الذى تبناه ترامب مع بيونج يانج، إلا أن التعنت الرسمى من جانب مسئولى طهران ربما يعرقل أو على الأقل يطيل أمد الصراع الكلامى بين البلدين، ما يفتح الباب أمام المسئول الكورى الشمالى للقيام بدور «الوسيط» بين طهران وواشنطن لإنهاء الأزمة الإيرانية وتمهيد الطريق أمام المفاوضات بين الجانبين فى المرحلة المقبلة.
ويبدو أن التطور الملموس فى العلاقة بين واشنطن وبيونج يانج ساهم فى إخراج الأخيرة من عزلتها الدولية، وهو ما بدا واضحا فى حضور وزير الخارجية الكورى الشمالى لاجتماع «آسيان» فى سنغافورة، خاصة بعدما أوفت كوريا الشمالية بوعدها للولايات المتحدة بإعادة رفات الجنود الأمريكيين الذين قتلوا فى الحرب الكورية، وهو الأمر الذى لاقى إشادة واضحة من قبل الرئيس ترامب على حسابه بموقع «تويتر» الخميس الماضى، حيث أبدى تطلعه مرة أخرى للقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، وهو ما يؤهلها للقيام بدور دبلوماسى أكبر فى الأزمات الدولية الراهنة.
حالة الجدل حول مدى التزام بيونج يانج بالتعهدات التى قطعها زعيم كوريا الشمالية، خلال قمته مع الرئيس الأمريكى فى سنغافورة، فيما يتعلق بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية ربما تثير الشكوك فى إمكانية قيام المسئول الكورى بهذا الدور خلال زيارته لإيران، خاصة مع التلويح الأمريكى المتواتر بمواصلة الضغط على بيونج يانج، وعدم رفع العقوبات عنها، انتظارا لما ستسفر عنه المفاوضات، الأمر الذى يقوض ثقة بيونج يانج فى النوايا الأمريكية.
وتتشابه الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الكورى إلى طهران، مع الزيارة التى أجراها رئيسه كيم جونج أون إلى الصين، سواء فى الظروف أو التوقيت، حيث جاءت تلك الزيارة بعد حوالى أسبوع من قمة سنغافورة التى جمعته بترامب، والتى تعد بمثابة نقطة تحول فى العلاقة بين واشنطن وبيونج يانج.
كما أنها جاءت فى توقيت اتجهت خلاله الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات تجارية تصعيدية ضد بكين فزيارة كيم لبكين آنذاك بمثابة رسالة لواشنطن مفادها أن بيونج يانج لن تتخلى عن حلفائها الأصليين لكسب الدعم الأمريكى، وهى الرسالة نفسها التى ربما تسعى كوريا الشمالية إلى تقديمها للولايات المتحدة من جديد، ولكن هذه المرة عبر البوابة الإيرانية، خاصة مع استمرار حاجة النظام الكورى الشمالى لدعم حلفائه فى ظل استمرار العقوبات الأمريكية.