بعد وصف كوريا الشمالية لموقف أمريكا بـ«حرب العصابات».. هل تروض كوريا الجنوبية الوحش
الجمعة، 27 يوليو 2018 06:00 ص
على الرغم من القلق الذي أبدته كوريا الجنوبية، طوال فترة أزمتها، مع شقيقتها الشمالية، إلا أن المشهد المذاع في العلن، هو تقارب الكوريتين خاصة بعد اللقاء التي تجمع بين البلدين، حتى إن الكوريتان أصبحا يقيما مسابقات فيما بينهم.
ويبقى السؤال المطروح، هل تحاول كوريا الجنوبية أن تلعب دور الوسيط الذي يهدئ الوحش لصالح أمريكا؟.. في ظل الفترة الماضية، وعقب اللقاء الذي جمع بين الرئيسين، دونالد ترامب، وكم جونغ أون، والذي انتهى إلى أن كوريا الشمالية سوف تبدأ في اتخاذ التدابير لوقف العمل على الترسانة النووية، في مقابل بعض الطلبات، المتوقع تنفيذها من قبل الجانب الأخر.
بدأ الوجه الأخر لكوريا الشمالية يظهر، حتى أنها وصفت الجانب الأمريكي، بأنه يدير حرب عصابات، ويريد أن يحصل على كل شيء دون أن يدفع شيئا في المقابل، لم تكن ردود أمريكا على كوريا الشمالية واضحة للعيان، إلا أن كوريا الجنوبي، الشقيقة والجارة المقربة، بدأت في استغلال المصالحة وبدأت في التقارب.
وهو ما يبدو في ظاهره أنه عملا دراميا الهدف منها التقارب لتهدئة الوحش الهائج، كم جونغ أون، حتى أن الكوريتين، اتفقا على إقامة مباراة لكرة القدم لعمال من الكوريتين بمشاركة 65 كوريا شماليا في سول الشهر المقبل. وهي أول فعالية مدنية تقام بعد إعلان «بانمونجوم» التاريخي الذي تم التوصل إليه في لقاء القمة الذي جمع بين رئيسي الكوريتين في أبريل الماضي.
وأعلنت لجنة تنظيم المباراة- في مؤتمر صحفي بسول- حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب»، يوم (الخميس)، أن الوفد الكوري الشمالي المكون من 65 شخصا برئاسة رئيس اللجنة المركزية للاتحاد العام للمهن الكوري الشمالي جو يونج- جيل سيشارك في المباراة، والتي ستقام خلال الفترة من 10-13 من شهر أغسطس القادم في سول.
وأضافت أنه من المنتظر أن يصل الوفد الشمالي إلى الجنوب عبر المعبر الحدودي في منطقة دوراسان غرب البلاد قبل ظهر يوم 10 من أغسطس القادم، وسيعقد الوفد الكوري الشمالي في نفس اليوم مؤتمرا صحفيا مع اتحاد العمال الكوري ونقابة العمال الديمقراطيين في الجنوب.
وأوضحت أنه في ظهر اليوم التالي 11 أغسطس، ستقام مباراة كرة القدم في ملعب كأس العالم لكرة القدم في حي سانج- أم في سول، ومأدبة العشاء المشتركة بين الكوريتين في أحد الفنادق في سول، وفي يوم 12 أغسطس ستجرى اتحادات العمال الثلاثة من الكوريتين مناقشات حول مشاريع مستقبلية لها قبل العودة إلى كوريا الشمالية.
وتعتبر مباراة كرة القدم بين عمال الكوريتين هي الرابعة من نوعها بعد أن أقيمت في بيونج يانج عام (1999) وتشانج وون (الجنوب) عام (2007) وبيونج يانج عام (2015). وتعتبر زيارة الوفد من العمال الكوريين الشماليين الأولى من نوعها منذ 11 عاما.
وأشارت لجنة التنظيم إلى أن المباراة هي أول مشروع تبادل مدني لعصر إعلان «بانمونجوم»، وهي ستكون مثابة مناسبة تعلن عن انطلاق عصر تنفيذ إعلان بانمونجوم بمشاركة القطاع المدني.
وهو ما جاء أيضا في أعقاب تصريحات كوريا الشمالية، التي بدأت تبدو في ظاهرها أنها تنقلب على أمريكا مرة أخرى، حتى أنها بدأت تتخذ مواقف تظهر من خلالها الاعتراض على نتائج اللقاء الذي جمع بين الرئيسين، دونالد ترامب، وكم جونغ أون، خاصة بعد بدأ كوريا الشمالية، (الخميس) في العمل إنتاج المادة الانشطارية.
كان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قال يوم (الأربعاء)، إن كوريا الشمالية تواصل إنتاج المادة الانشطارية التي تستخدم في صنع قنابل نووية برغم تعهدها بالتخلي عن السلاح النووي.
وسئل بومبيو في جلسة للجنة بمجلس الشيوخ عما إذا كان هذا صحيحا، فرد على السناتور الديمقراطي إد ماركي قائلا: «نعم هذا صحيح... نعم، يواصلون إنتاج المادة الانشطارية». وامتنع الوزير عن الرد عندما سئل عما إذا كانت كوريا الشمالية تواصل السعي لامتلاك صواريخ باليستية تطلقها الغواصات.