لماذا يصمت العالم عن الجرائم التركية على الأراضى السورية؟

بخطوات ثابتة، يمضى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان خطوة خلف الأخرى فى ملف انتهاك حقوق الإنسان على التراب السورى، دون أدنى رادع فى للجرائم المروعة التى يرتكبها هناك، ودون الالتفات للتقارير الدولية التى يتم تداولها عن جرائم هناك.

ففى 20 يناير من هذا العام، اجتاحت القوات المسلحة التركية منطقة «عفرين» شمال سوريا، ترافقها فصائل مما يسمى بـ«الجيش السورى الحر»، في عملية عسكري تشكل انتهاكا للقانون الدولى، وخلال عدة شهور استطاع الجيش السورى بسط سيطرته ونفوذه على منطقة «عفرين» السورية، لتدخل هذه المنطقة تحت سيطرته ولتشمل انتهاكات غير مسبوقة لحقوق الإنسان.

فقد أصدرت منظمة العفو الدولية اليوم الخميس، بيانا دعت فيه تركيا للحد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والتى شملت الاعتقالات التعسفية، والاختفاء القسرى، ومصادرة الممتلكات، كما أشارت المنظمة فى بيان لها أن مجموعات مسلحة استولت على المدارس فى عفرين، الأمر الذى يمنع آلاف الأطفال من مواصلة دراستهم،

وذكرت المنظمة أن هناك عمليات نهب واسعة النطاق نفذت فى عفرين على يد المجموعات المسلحة المتحالفة مع الاتراك، كما أن عشرات المدنيين قتلوا جراء القصف الوحشى للمدينة اثناء العمليات العسكرية المعروفة بعملية «غصن الزيتون».

التقرير تزامن مع آخر صدر عن المرصد السورى لحقوق الإنسان، حول عمليات القتل الممنهج التى يرتكبها «حرس الحدود التركى»، للاجئين السوريين على الحدود التركية السورية، حيث وثق المرصد المعارض، 397 مدنيا على الأقل منذ اندلاع الصراع السورى على يد حرس الحدود، من بينهم 74 طفلا سوريا، و36 سيدة، وذلك بعدما تم إطلاق النار على لاجئين سوريين اثنين قتلا الثلاثاء الماضى.

وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان إنه يمتلك العديد من الأشرطة المصورة التى تظهر اعتداء حرس العدود التركى على شبان ومواطنين سوريين بعد اعتقالهم خلال محاولتهم عبور الشريط الحدودى، والذى يتعمد الاتراك ضربهم وإذلالهم وإهانتهم، بينما هم هاربون من صراع مرير.

إضافة إلى ذلك فإن منظمة هيومان رايتس ووتش كانت قد انتقدت الشهر الماضى ما قالت إنه عمليات ترحيل غير مشروعة للاجئين للاتراك إلى الأراضى السورية، وإعادتهم بشكل قسرى إلى مناطق الصراع، كما تقوم بحرمان اعداد كبيرة من اللاجئين من الرعاية الصحية والتعليم، حيث تمنع السلطات التركية المستشفيات من علاج اللاجئين الذين ليسوا مسجلين لديها.