مجلس التعليم الأزهري قبل الجامعي.. هل يحرك المياه الراكدة في تجديد الخطاب الديني؟
الجمعة، 03 أغسطس 2018 07:00 م
توجه الدولة كافة جهودها من أجل تطوير المنظومة التعليمية، بكافة صورها، وفي الوقت الذي أعلن فيه الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم عن إجراء تغييرات جذرية في المنظومة التعليمية، وكشف عن تفاصيل النظام التعليمي الجديد، يسعى الأزهر الشريف لتطوير التعليم الأزهري قبل الجامعي داخله، وأعلن عن إنشاء مجلساً للتعليم الأزهري قبل الجامعي.
وفي خطوة ربما تفيد في محاولات تجديد الخطاب الديني، وافق الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على إنشاء مجلس للتعليم الأزهري قبل الجامعي، وذلك في إطار الجهود المبذولة للارتقاء بقطاع المعاهد الأزهرية، وإدارة العملية التعليمية وفقا لأحدث الأساليب العلمية والتربوية، ووضع خطط إستراتيجية متكاملة للنهوض بمختلف جوانبها.
ومن المقرر أن يضم المجلس الجديد ممثلين لمختلف الجهات المعنية بإدارة العملية التعليمية، إضافة إلى عدد من المتخصصين والخبراء، في تطوير التعليم قبل الجامعي بما يثري عمل المجلس، ويحقق الاستغلال الأمثل لموارد وإمكانيات المعاهد الأزهرية، ويرتقي بمستوى الطلاب العلمي والتربوي، ويشرف على تطوير المناهج التعليمية وتحديثها بشكل دائم.
ويختص مجلس التعليم الأزهري قبل الجامعي بإصدار القرارات واللوائح المتعلقة بسير العمل في قطاع المعاهد الأزهرية، ووضع خطط الدراسة والمناهج في مختلف المراحل التعليمية، ودراسة احتياجات المناطق الأزهرية المادية والبشرية، وإقرار شروط الالتحاق والقبول بالمعاهد الأزهرية.
وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن قرار إنشاء مجلس للتعليم الأزهري قبل الجامعي، يمثل خطوة مهمة في إطار خطة الأزهر الطموحة لتطوير التعليم الأزهري ليواكب العصر ويعالج مشكلاته، مشيرًا إلى أن هذه الخطة أطلقها شيخ الأزهر قبل خمس سنوات، وبدأت بتطوير المناهج، وهي عملية مستمرة لاستدراك أي قصور قد يظهر أثناء التطبيق، ثم جاءت النقلة النوعية في عملية ضبط الامتحانات، حيث مرت أربعة أعوام بلا أي تسريب، رغم المحاولات المستميتة لصفحات التخريب.
وأضاف شومان أن المعاهد الأزهر شهدت نقلة غير مسبوقة في عمليات الإحلال والتجديد، باعتبارهما أولوية مقدمة على إنشاء معاهد جديدة، فحماية الموجود وجعله في صورة لائقة بالعملية التعليمية وآمنة للطلاب أولى من التوسع وإنشاء معاهد جديدة في إطار الميزانية المتاحة، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بالمعلمين وتدريبهم، وهو ما يتم التوسع فيه عامًا بعد آخر.
وأوضح وكيل الأزهر، أن "مجلس التعليم الأزهري قبل الجامعي" سيضم في عضويته خبراء من المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر ومن خارج الأزهر من المختصين في مجال التعليم، بالإضافة إلى ممثلين لأولياء الأمور، وربما يُدعى لبعض جلساته الطلاب من المصريين والوافدين، ومن تقتضي الحاجة مشاركتهم للوقوف على رأيهم في الموضوعات المطروحة".
وسيقوم المجلس برصد وتشخيص مشكلات التعليم في المعاهد الأزهرية ومعاهد البعوث والمعاهد التي يشرف عليها الأزهر في الداخل والخارج فيما يتعلق بالمناهج وتقويم الأداء، ورفع المقترحات للمجلس الأعلى للأزهر فيما يتعلق بالسياسة التعليمية، واتخاذ قرارات فيما يتعلق بالأمور التنظيمية.
الدكتور شومان أكد على أنه لا تعارض بين عمل المجلس واختصاصات قطاع المعاهد الأزهرية أو اختصاصات المجلس الأعلى للأزهر؛ بل هو داعم لهما، من خلال تشخيص الواقع ووضع مقترحات لحل مشكلاته، معبرًا عن أمله في "إنشاء مجلس أعلى للتعليم في مصر يكون هذا المجلس خير داعم له".
أما الشيخ صالح عباس، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، قال إن إنشاء المجلس يعد خطوة غير مسبوقة للنهوض بالعملية التعليمية بالأزهر، والارتقاء بمختلف جوانبها، وفق خطط إستراتيجية ممنهجة ومنضبطة.
وأضاف الشيخ صالح عباس أن قطاع المعاهد الأزهرية كان بحاجة لمثل هذا المجلس للاستفادة من خبرات المتخصصين في مختلف المجالات، لافتا إلى أن القرار لاقى قبولًا وترحيبًا كبيرًا من جانب القائمين على العملية التعليمية بالأزهر؛ لأن المجلس من شأنه النهوض بالتعليم ما قبل الجامعي بجميع مراحله.
وأشار رئيس قطاع المعاهد الأزهرية إلى أن العملية التعليمية تحتاج دائمًا إلى التطوير والتحديث ومواكبة العصر وهذا ما نعمل عليه دائمًا بالأزهر الشريف تحت قيادة فضيلة الإمام الأكبر الذي شكَّل من قَبلُ «لجنة إصلاح التعليم الأزهري» وأشرف على جهودها، وقد استطاعت هذه اللجنة إنجاز العديد من المهام على رأسها تطوير المناهج الأزهرية، وهو ما نلمس تأثيره على أرض الواقع من تحسن مستوى الطلاب وارتفاع نسب النجاح، فضلا عن الارتقاء بمهارات المعلمين.
وأوضح الشيخ عباس أن تطوير العملية التعليمية لا يعتمد فقط على المناهج؛ وإنما هناك خطط يعمل وفقها قطاع المناهج الأزهرية بشكل دائم، تعتمد على الاهتمام بالمعلمين وتدريبهم، وتأهيل المباني ورفع كفاءتها، وتزويد المعاهد بأحداث المعامل والوسائل التعليمية، إضافة إلى تعزيز الأنشطة الفنية والثقافية والترفيهية.
ولفت إلى أن اختيار قطاع المعاهد الأزهرية "القطاع الأكثر تميُّزًا" بين قطاعات الأزهر المختلفة لهذا العام من قبل المجلس الأعلى للأزهر جاء تتويجًا لجهود القطاع خلال عام كامل، خاصة فيما يتعلق بضبط وتطوير منظومة الامتحانات والقضاء على ظاهرة الغش بمختلف أشكالها، ورفع معدلات الانضباط والتحصيل الدراسي.