رئيس بمخالب حديدية ومنجل من نار.. هكذا حوّل أردوغان سجون تركيا إلى مقابر جماعية
الأربعاء، 01 أغسطس 2018 07:00 م
أكثر من خمس عشرة سنة قضاها رجب طيب أردوغان في السلطة، بين رئاسة الوزراء منذ 2003 حتى 2014، ثم رئاسة الجمهورية حتى الآن، تخللتها تطورات عديدة في رحلة ديكتاتور متلون كالحرباء.
بدأ أردوغان مسيرته مدّعيا احترام الديمقراطية وعلمانية الدولة، لكنه تحوّل شيئا فشيئا، منقلبا على الديمقراطية والعلمانية، وصولا إلى تعديل الدستور خلال العام الماضي ومنح نفسه صلاحيات واسعة، سواء في تعيين الوزراء أو عزلهم أو تعيين القضاة وأعضاء الهيئات الرقابية، واستكمل الأمر برفض المثول أمام البرلمان مؤخرا، بجانب مواصلة التنكيل بمعارضيه، بدءا من الإطاحة بأكثر من 140 ألف موظف وضابط بالأجهزة الأمنية، وإغلاق منصات إعلامية وسجن صحفيين، وصولا إلى تحويل سجون تركيا لمقابر جماعية.
سجون أردوغان مقابر جماعية
في أعقاب تمرير البرلمان قانونًا يسمى بـ"مكافحة الإرهاب" بدلًا من حالة الطوارئ ظن البعض أن الأمر سيهدئ على المستوى الأمني، لكن تحولت السجون التركية إلى مقابر جماعية لمعارضة الرئيس رجب طيب أردوغان، مستغلًا النظام القانون الجديد للبطش بمعارضيه، وفى أحدث واقعة من حالات القمع الذى يقوم بها النظام تجاه معارضيه، توفى معارض تركى داخل سجون أردوغان خلال فترة اعتقاله ضمن عملية مطاردة أنصار حركة الخدمة التابعة للمعارض فتح الله جولن الذى يعيش بالولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذى أثار جدلا واسعا فى الداخل التركى.
صحيفة زمان التركية المعارضة، تناولت تفاصيل الحادث الذي أثار الجدل في تركيا، مؤكدة أن الرجل يعد مدرسًا للثقافة الدينية فى إحدى المدارس الخاصة، واسمه رجب عبدى أوغلو، مؤكدة أنه تم فصله من مدرسته بعد إغلاق المدرسة بموجب حالة الطوارئ إلا أن السلطات التركية اعتقلته وأودعته فى سجن مدينة طرابزون منذ مارس الماضى.
ونقل عبدى أوغلو البالغ من العمر 53 عامًا والذي تخرج فى ثانوية أوردو للأئمة والخطباء، والتحق بكلية الإلهيات بجامعة 9 سبتمبر، ولديه 5 أطفال، إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية، حيث تعرض، لنزيف فى دماغه داخل السجن، وتوفى على الفور داخل المستشفى، ورغم ما يحوم حول مسئولية النظام التركي ، قالت الصحيفة التركية ان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى أكدوا أن جثمانه لم يرسل إلى أسرته قبل الدفن بل قيل لهم تعالوا واستلموا جنازتكم، كما يروى أنه صدر أمر بعدم غسل الجنازة فى المستشفى.
وما يكشف اكتظاظ السجون التركية بالمعارضين وهو ما كشف فى فبراير العام الماضى من جانب رئيس الوزراء التركى السابق والمرشح لرئاسة البرلمان بن على يلدريم عن الذي أكد:"المدانون بعقوبات مخففة قد يتم نقلهم إلى سجون مفتوحة لإفساح المجال العشرات الآلاف من المعتقلين فى أعقاب تحركات الجيش، ثمة بعض الاكتظاظ بسبب الحرب على الإرهاب، لكن سياسات النقل لن تطبق على الجرائم الكبرى مثل الإرهاب أو الجريمة المنظمة".