خالد مجاهد.. المتحدث الذي بدأ حياته بواسطة
الأربعاء، 01 أغسطس 2018 02:47 م
يقول المثل الصيني «علمني الصيد ولا تعطني سمكة»، وبالطبع لا يحتاج القارئ أن أشرح معناه، لكن الغريب أن الصينيين لو اطلعوا على قصة الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، لغيروا رأيهم تماما، ولعلهم ألفوا مثلا آخر يقول «أعطني واسطة وأنا أبقى خالد مجاهد».
في مصر آلافٌ من الأطباء المتميزين، والقادرين على التحدث نيابةً عن وزير الصحة والسكان، حصلوا جميعهم على درجات علمية بعد بكالوريوس الطب بتقديرات عالية، ويتميز أغلبهم بمهارات إدارية، ولدى بعضهم قدرات قيادية، وبالتأكيد أثقلت الخبرة والتجارب المختلفة على مدار سنوات عملهم، مهاراتهم المتعددة.
يستحق أن يكون أحدهم هو المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، ليس هذا الذي حصل على درجة البكالوريوس بتقدير مقبول، «مش عيب المقبول»، لكنه لا يمتلك مهارة إدارية واحدة تمكنه من أداء عمله، بل إنه دائم الشتم والسب بأقذر الألفاظ- وهذه ليست مبالغة، لك أن تتخيل وتسرح بخيالك، ومهما وصلت إليه فأنت أصبت الحقيقة.
بدأ خالد مجاهد حياته المهنية بواسطة، بعد تدخل السيد الوالد الذي تربطه علاقة صداقة بوزير الصحة السابق الدكتور أحمد عماد الدين قبل أن يجلس على كرسي الوزير، وكان آنذاك وكيلا لجامعة عين شمس، وسمحت هذه العلاقة فيما بعد، أن ينادي مجاهد على وزيره في مكان العمل بـ «أونكل» (عادي طالما أنا راضي وأبوها راضي مالك أنت ومالنا يا قاضي)، نرجع لموضوعنا، تدخل «عماد الدين»، وبفعل الواسطة وسحرها انتقل تكليف خالد مجاهد من إدارة القصاصين في الإسماعيلية إلى الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا)، ليأخذ مكان طبيب آخر أفضل منه بمراحل.
ولم يتوقف تدخل الأب عند هذه المرحلة، إلا أنه طلب من الدكتورة (ه.ع) مساعد الوزير أن يحصل نجله «النجيب» على فرصة تدريب معها في ديوان عام الوزارة، (طب وفاكسيرا.. عادي الدفاتر دفاترنا)، المهم تغيب خالد مجاهد عن عمله في المكان الذي أطاحت الواسطة بآخر من أجل «عيونه»، وهذا يوضح طموح الرجل، المشروع بالعمل والاجتهاد، ليس بالواسطة والاعتماد على معارف والده.
فجأة، جاء الدكتور أحمد عماد الدين، وزيرا للصحة والسكان، (أونكل فاكرينه) ليتنفس خالد مجاهد الصعداء، وربما وقف للحظات، بعد القرار أمام ديوان عام وزارة الصحة، متخيلا نفسه مسيطرًا على الوزارة الخدمية الأهم في مصر، وهو الذي لما يتجاوز الثلاثين من عمره، في الوقت الذي يعافر فيه المئات من دفعته داخل المستشفيات، والوحدات الصحية في قرى ونجوع المحروسة، ويكاد يضيع نظرهم بين الكتب والمراجع والأبحاث، حتى يستحق الانتماء إلى مهنته، ويكتسب احترام الآخرين، ويحصل على درجة في سلمه الوظيفي، الذي يحتاج منه عقودا للوصول إلى قمته، إنما نقول إيه «الواسطة».
كيف يؤمن المتحدث الرسمي، وهو قيادة مهمة في وزارة الصحة (بحكم المنصب لا الشخصية) أن يأخذ كل ذي حق حقه، وهو حصل على حقوق الآخرين بالواسطة؟
كيف نأتمنه نحن على حقوق المواطنين وهو سالب حقوق الآخرين؟
كيف تطمأن وزيرة الصحة إلى قراراته وآرائه وهو يكره الشفافية لأنها تكشف الفاسدين؟
بالطبع الإجابات عند المتمسكين بوجود الدكتور خالد مجاهد، في منصبه كمتحدثٍ رسمي.
وللحديث بقية