خالد مجاهد.. المتحدث الذي لا يتكلم
الخميس، 19 يوليو 2018 04:43 م
كنت أتعجب كثيرا من موقف الدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة السابق، بشأن متحدثه الرسمي الدكتور خالد مجاهد، والذي يتعامل مع معظم الصحفيين والإعلاميين، بتكبر وعجرفة شديدة وغير مفهومة، على الرغم أنهم حلقة الوصل بينه وبين الجمهور الذي يقدم لهم الخدمة، باعتباره متحدثا باسم وزارة الصحة، اللهم إلا مجموعة من الصحفيين أو المعدين اختارهم الرجل بعناية لسهولة التعامل معهم، أو لغرض ما في نفس يعقوب، قد يصل إليك وأنت تقرأ هذا المقال.
«المتحدث المسنود» بوعد لم يتحقق بعد، امتد تعامله السيء مع الصحفيين إلى الموظفين معه في إدارة الإعلام، خاصة وأنه سليط اللسان، ودائم التطاول عليهم- على حد وصف موظفة سابقة في إدارة الإعلام تم نقلها في إدارة أخرى حاليا- ولم يتحمله زملاؤه في الإدارة، وقدموا شكاوى ضده، بعد ارتكابه عددا من الجرائم الإدارية والأخلاقية، وهو ما تفاعلت معه النيابة الإدارية في هذا التوقيت، تحديدا في ديسمبر 2016 ، أي بعد عام واحد من تعيينه متحدثا رسميا باسم الوزارة، بوقفه عن العمل احتياطيا لثلاثة أشهر مع صرف نصف راتبه خلال مدة الوقف.
«مجاهد» وبعد اقتراب انتهاء عامه الثالث في منصبه، أثبتت كل حواراته ومداخلاته الهاتفية، أنه متحدث غير لبق، ولا يعرف كيف يدير الحوار، وأشعل كثيرا من الأزمات بين وزارة الصحة- وكأنها العزبة الخاصة به- وبين عدد من مؤسسات الدولة، وهو ما حدث مثلا مع نقابة الصيادلة.
لا يتعامل الرجل بمنطق المؤسسة التي يمثل واجهتها، ولكن بمنطق العزبة التي يمتلكها، ولما لا ولا أحد يستطيع إيقافه عند حده، وإلزامه برؤى الوزارة في شتى القضايا، ليخرج معبرا عنها، لا عن رؤيته الفذة وتصوراته العبقرية التي لا تنم عن ثقافة حتى بمجال عمله- لا أعلم أصلا هو دكتور في إيه.
الغريب أن خالد مجاهد يتجاهل يوميا عشرات الاتصالات الهاتفية من الصحفيين المعنيين بأخبار وزارته، ويفضل عليها بعضا من الاتصالات القادمة من معدي القنوات الفضائية التي ستسمح له بالظهور، وأعتقد بالنظر إلى شخصيته أنه يفكر جيدا فيما كيف ستكون طلته، لتحقيق أي مكسب من المداخلة الهاتفية، أو تلك التي يتم تصويرها في مكتبه الأنيق، دون النظر إلى ما يهم المشاهد، أو ما يعود بالنفع على المواطنين، فقط خالد مجاهد وبس.
ولن أخفيك سرًا، أنه فور علمي بتغيير وزير الصحة السابق، واستبداله بالدكتورة هالة زايد، لم أفكر سوى في أن عصر خالد مجاهد انتهى إلى غير رجعة، وعلى الوزيرة الجديدة، أو ربما هي تدرك ذلك، أنه عليها أن تحسن اختيار ممثلها على صفحات الجرائد وداخل استوديوهات القنوات الفضائية، لتبدأ حقبة جديدة مع متحدث آخر لوزارة الصحة يأتي متعلما الدرس، وعاقدا العزم على أن لا يكرر تجربة سلفه.
وأصابني الإحباط ككثيرين من الزملاء المعنيين بتغطية أخبار وزارة الصحة، والإداريين الذين تواصلت معهم لمعرفة من القادم بعد خالد مجاهد، الإحباط كان سببه خبر الإبقاء عليه في منصبه، ليخرج مجددا المتحدث الصامت معلنا انتصاره على الجميع في معركةٍ الخاسر الوحيد فيها هو المريض.
لا أعلم، هل تدرك الدكتورة هالة زايد، بكل ما أثير حول الرجل أو لا، والأغلب أنها تعلم، وطالما تعلم، لابد أن تأخذ موقفا حاسما من أسوأ قضية في وزارة الصحة عمرها ثلاث سنوات.