ضرب الإهمال حي الأزبكية بشكل أصبح يحتاج إلى وقفة من محافظة القاهرة والمسئولين عليها، خاصة فى ظل بناء الدولة الحديثة التى يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي، التى تضع التطوير والتنمية والاستثمار والتقدم الحضارى على رأس أولوياتها، لذلك يطرح الجميع أسئلة مهمة على رئيس الحي حول لماذا تحول أحد أقدم وأعرق أحياء العاصمة إلى خرابة؟.. باتت العشوائية تنخر في شوارعه، غابت عنه كافة الخدمات والإصلاحات والحملات الرقابية .
فالأزبكية من حي تاريخي يعد أحد أقدم وأعرق أحياء العاصمة، أنشئ أواخر القرن الرابع عشر أثناء حكم دولة المماليك، وازدهر فى حكم الخديوى بعد إنشاء «القاهرة الخديوية»، ليتحول في فترة رئيس حي الأزبكية اللواء صبر عبدة إلى أسوأ حالته، حيث المظهر السيئ للعقارات التاريخية التى تحولت لمخازن وورش مخالفة، إلى جانب انتشار ظاهرة الإشغالات بجميع شوارع الحى التاريخية، وكثرة محال المأكولات والمشروبات المخالفة، بالإضافة إلى تلك التى تزاول أنشطة تم حظر إصدار التراخيص لها منذ 20 عاما تقريبا، وفى كل الطرقات ستجد المقاهى والورش والمخازن التى حولت عقارات الحى التاريخية إلى قنبلة موقوتة.
ورغم كل ما يظهر على أرض الواقع من غياب للمسئولية وعدم شعور للمواطن داخل الحى الذى يعيش فيه، بما يقدمه رئيس الحى من خدمات لتطوير الحي وإعادته إلى صورته الطبيعية والمعروف عليها على مر التاريخ، لا يتوقف رئيس الحى اللواء صبرى عبده، عن محاولاته لتبيض صورته وتبرئة نفسه، عبر نشر الإعلانات مدفوعة الأجر، دون أي توضيح للاتهامات الموجهة إليه بعدم كفاءته في موقعه، الأمر الذي يطرح تساؤلات مهمة حول من يسدد فواتير إعلانات الدفاع عن رئيس حى الأزبكية، فإذا كانت من المال العام، فيستوجب ذلك المساءلة عن كيفية إهدار هذه الأموال العامة فى الدفاع عن رئيس الحى، وإذا كانت من جيبه الخاص، يستوجب المساءلة من الأجهزة المعنية، وإذا كانت من أشخاص أو شركات سخرت نفسها لمهمة الدفاع فهذا أكبر وأكبر، ومن حق الكثير السؤال: ما مصلحة هؤلاء فى تجميل وجه مسؤول هم يمارسون نشاطهم فى نطاق سلطات عمله؟.
وترك رئيس الحي بإهماله وقصوره الوظيفي العشوائية تضرب في كل جوانب الأزبكية، وحاول أن يبيض وجهه من خلال الإعلانات مدفوعة الأجر، والفضيحة إنها جاءت من رجال أعمال، حيث تلقت صحيفة «اليوم السابع» إعلانا يقوم على تحسين سمعة رئيس الحى بصيغة حق الرد، الأمر الذي يعيد نفس الأسئلة إلى الأذهان: ما مصلحة هذه الجهات فى الدفاع عن رئيس الحى؟.
وكان محمد بشر المحامى تقدم ببلاغ رسمى إلى الأجهزة الرقابية، ضد رئيس حى الأزبكية، بتهمة الإهمال والتقصير فى تطبيق القانون وفقا لنص، المادة 123 من قانون العقوبات، والتى نصت على أنه "يعاقب بالحبس والعزل كل موظف عمومى استعمل سلطة وظيفته فى وقف تنفيذ الأوامر الصادرة من الحكومة أو أحكام القوانين واللوائح أو تأخير تحصيل الأموال والرسوم أو وقف تنفيذ حكم أو أمر صادر من المحكمة أو من أية جهة مختصة.
وأوضح بشر في تصريحات صحيفة أن رئيس حى الأزبكية خالف القانون رقم 140 سنة 1956 فى شأن أشغال الطرق العامة، لتركه الباعة الجائلين وعدم تنفيذ قرار المحافظ، وترك الباعة الجائلين للاستيلاء على حق المواطن، فى الرصيف إضافة أنهم يستولون على حق الدولة ويسرقون الكهرباء على الرغم من، وجود محال تجارية تدفع ضرائب وكهرباء ويتضررون من هؤلاء الباعة الجائلين.
والفوضى وانعدام المسئولية أصبحت جميعها أهم معالم الأزبكية، حيث سقط الحي من مشاريع التطوير والمبادرات التى تدشنها محافظة القاهرة لتطوير المناطق التاريخية والحفاظ عليها، مثل مشروع القاهرة الخديوية، أو مبادرة «الرصيف من حق المشاة»، وغيرها، وهو ما ينعكس على حالة الشوارع المتردية، حيث ترك رئيس الحي المقاهى المخالفة والعشوائية أيضا تهدد العقارات التاريخية بالانهيارات، فبعد ان كان الحى عريق يسكنه الباشوات قديما، أصبح فى حالة يرثى لها، بسبب الإهمال، يفترشه الآن الباعة الجائلون، حيث تحولت عقاراته إلى مخازن لبضائعهم، التى تشتعل بها الحرائق من عام لآخر لتسبب كوارث حقيقية كان آخرها حريق بشارع كلوت بك منذ أيام.
المقاهى المقاهى المخالفة والعشوائية أيضا تهدد العقارات التاريخية بالحرائق والانهيارات، والغريب أنه يمر يوميا بعدة أماكن داخل الحى حتى يصل مقر عمله، ولكنه لم يحرك ساكنا نحو مواقف السيرفيس التى انتشرت فى أكثر من مكان، ولا إهمال وفوضى السائقين الذى استفحل ليعم المنطقة، ولم يرى أيضا تلك الإعلانات المخالفة التى تشوه جدران العقارات التاريخية المطلة على ميدان الأزبكية.
«اليوم السابع» لا تطرح ذلك من دون دلائل أو من باب التجنى على رئيس حى الأزبكية، أو سعيا وراء «فرقعة» فى الهواء، فقد وصل الأمر إلى سعى