حروب التطهير ترد على حروب التيه القطرية: بطولات سيناء.. معركة اقتحام جبل الحلال 2

الإثنين، 30 يوليو 2018 10:00 م
حروب التطهير ترد على حروب التيه القطرية: بطولات سيناء.. معركة اقتحام جبل الحلال 2
جبل الحلال
كتب محمد الحر

رغم توالي الشائعات ومحاولات استهداف الدولة المصرية، والتي كان آخرها فيديو الجزيرة المشبوه تحت عنوان: «حروب التيه»، تشهد الجهود الأمنية وحروب التطهير من الإرهاب بحقيقة ما يحدث في سيناء.
 
في الفيديو المشبوه حاولت قناة الجزيرة- على خلاف الحقيقة- تصوير أن الأمور في سيناء ما زالت متوترة، وأن العناصر الإرهابية تحقق حضورا في المشهد، في وقت تواصل فيه الأجهزة الأمنية نجاحاتها في سيناء، وتحقق العملية الشاملة «سيناء 2018» نجاحات واسعة على صعيد ضبط الأوضاع الأمنية وحصار الميليشيات وقطع خطوط اتصالها وإمداداتها.
 
أوضاع سيناء تُكذّب حروب التيه 
عانت سيناء خلال السنوات الأخيرة، وخاصة ما بعد إنهاء حكم الإخوان من موجه إرهابية حاولت تدمير مقدرات الوطن وهدم مؤسساته الحكومية والحيوية وتحويل شبه جزيرة سيناء لمنطقة صراع لمختلف التنظيمات الإرهابية.
 
وخاضت القوات المسلحة حربا شرسة، في سيناء، ضد التنظيمات الإرهابية التي كانت ترتكب جرائمها بمنطقة الشريط السكاني الساحلي، ومن ثم تعود لتتحصن بمغارات وكهوف جبل الحلال بمنطقة وسط سيناء، حتى أنهت أسطورة الإرهاب بجبل الحلال وفرضت الأمن والأمان بكافة ربوع تلك المناطق.
 
واستخدمت القوات المسلحة خلال حربها على الإرهاب بجبل الحلال جميع أنواع الأسلحة، بالتنسيق بين الأفرع المختلفة، في شهر فبراير من عام (2017)، بعد أن تحول جبل الحلال يمثل ملاذا آمنا للإرهاب وعصابات تقوم بتجارة البشر، بالإضافة إلى وجود جماعات لهم توجهات مختلفة وغالبيتها عصابات متعددة الجنسيات، إرهابية وأخرى تخصصت في تهريب البشر والمخدرات والسلاح.
 
وحسب الشيخ سليمان أبو لهلوب، أحد خبراء الطرق الوعرة بمنطقة وسط سيناء، أن الجبل أصبح ملاذاً للخارجين عن القانون لعدة أسباب؛ أهمها أن تكوين الجبل من الحجر الجيري، ونتيجة لأن منطقة سيناء ممطرة في الشتاء، فيصنع الجبل كهوفاً ومغارات طبيعية، فيُصبح مأوى للهاربين.
 
وأوضح الخبير الأمني والاستراتيجي رشدي غانم، أن التنظيمات التكفيرية التي هربت أواخر التسعينيات من ملاحقات الأمن في مناطق الفيوم وبني سويف جنوبي القاهرة فرّت إلى هذه المنطقة، وحين وقعت خلافات داخل تنظيم الجهاد المصري أواخر التسعينيات أيضًا، فرّ الأشد تطرفًا في التنظيم إلى سيناء أيضا، وكانوا يعرفون آنذاك باسم التكفير والجهاد، ووجد تجار سلاح ومهربو بشر ومخدرات ملاذا آمنا في المنطقة لضعف التواجد الأمني بها نتيجة لأحد بنود اتفاقية كامب ديفيد، التي تجعل ضمن المنطقة (ج) محدودة التسليح.
 
وأشار «أبو لهلوب»، إلى أن منطقة جبل الحلال من المناطق الوعرة جدا في سيناء، ويمتد طول الجبل إلى أكثر من 60 كيلو مترا، وارتفاعه أكثر من ألف متر، ويتميز بكهوفه المتعددة التي يصعب الوصول إليها، كما يصعب استخدام الدبابات والعربات المدرعة، نظرا لصعوبة دخولها، ويقع جبل الحلال في المنطقة (ج) في سيناء.
 
وأضاف أنه سبق اقتحام الجبل من قبل في عام 2004 بعد أحداث تفجيرات طابا، وفي عام 2005، بعد تفجيرات شرم الشيخ، وتم خلال العمليتين اللتين نفذتهما قوات الشرطة آنذاك القبض على عدد من الإرهابيين وعلى رأسهم القيادي الإرهابي سالم الشنوب.
 
وارجع سبب اختيار الإرهابيين جبل الحلال في التخفي أو الاختباء أو تخزين السلاح؟، إلى عورة المنطقة والأعداد الكبيرة من الكهوف كما أن الجبل يقع في المنطقة (ج) في سيناء، وهي طبقا لاتفاقية كامب ديفيد والملحق الأمني بها فان تلك المنطقة لا يسمح أن يوجد بها إلا عناصر من الأمن المركزي وبتسليح معين يصعب من الوصول إلى معظم كهوف الجبل، لذا اعتبرته العناصر الإرهابية المكان المناسب للوجود به وتخزين الأسلحة، وأيضا الاختباء فيه من العمليات العسكرية، أو مطاردات قوات الأمن.
 
وحسب الخبير الأمني والاستراتيجي رشدي غانم أنه عقب ثورة 25 يناير استغلت العناصر الإرهابية الضالة حالة عدم الاستقرار في الدولة المصرية واستطاعت أن تنقل أعدادا ضخمة من الأسلحة والمعدات إلى الجبل بالإضافة إلى دخول العديد من العناصر الأجنبية من الخارج إلى ذلك المكان.
 
 وعندما وصلت جماعة الإخوان الإرهابية إلى الحكم، ساهمت في نقل أعداد ضخمة من الأسلحة والإرهابيين شديدي الخطورة إلى سيناء وبالأخص إلى منطقة جبل الحلال بوسط سيناء.
 
وقال «غانم»، إن محمد مرسى أصدر عفوا رئاسيا عن مجموعات من الإرهابيين القتلة، وأرسلهم إلى سيناء معتقدا بذلك أنه يشكل جيشا موازيا يستطيع به مواجهة الجيش المصري في سيناء، وتم اختيار منطقة جبل الحلال نظرا لطبيعتها واعتمادا على اتفاقية السلام مع إسرائيل، التي تمنع وجود عناصر من الجيش المصري أو سلاح الطيران فوق تلك المنطقة.
 
وأشار إلى أن تلك الجماعات بدأت في التمركز في جبل الحلال واستغلال وديان الجبل في زراعة النباتات المخدرة من أجل بيعها والحصول على أموال- على غرار تنظيم القاعدة في أفغانستان- بجانب الدعم الخارجي الذي يصلهم من بعض الدول.
 
وقال مصدر أمني بشمال سيناء، إن تحركات الإرهابيين لم تكن بعيدة عن أعين القوات المسلحة المصرية، بل أنها كانت تتابع تلك العمليات إلى أن حانت ساعة الصفر لتنفيذ عمليات عسكرية شاملة تطهر بها تدنيس تلك الجماعات للأراضي المصرية، وبعد ثورة 30 يونيو اتخذت القوات المسلحة قرارها بتطهير سيناء، وتم تعليق الملحق الأمنى مع الجانب الإسرائيلي.
 
وتابع المصدر: «استطاعت القوات المسلحة المصرية نشر جميع عناصرها وتشكيلاتها وطائراتها في سيناء بالكامل، وبدأت عمليات حق الشهيد لتطهير سيناء، وبخاصة منطقة المثلث (رفح والعريش والشيخ زويد)، ونفذت خلالها معارك ضارية مع الجماعات الإرهابية وتنظيم أنصار بيت المقدس».
 
وأوضح أن القوات المسلحة ضيقت الخناق على الجماعات الإرهابية في المثلث وقطعت عنهم الدعم اللوجيستي عن طريق تدمير وإغراق الإنفاق التي كانت تمتد من قطاع غزة إلى الجانب المصري، حيث كان يصلهم السلاح والمعدات والعناصر الداعمة، وتمت محاصرة التنظيم، وتكبيده خسائر فادحة، حتى تم هروب من تبقى من تلك العناصر إلى منطقة جبل الحلال وبعد تصفية عدد من الإرهابيين، وتدمير مخازن الأسلحة والمعدات، وإحراق مساحة كبيرة من الزراعات المخدرة في الوديان تم فرض السيطرة الكاملة للجيش المصري على جبل الحلال وكافة المناطق المحيطة به.
 
وبفضل هذه العملية الشاملة والناجحة التي أدراها ونفذها إبطال القوات المسلحة أنهت أسطورة الإرهاب بجبل الحال وعاد الأمن لربوع مناطق وسط سيناء وتم تجفيف منابع وجذور الإرهاب التي كانت نشطة للغاية في تلك المنطقة التي كانت تمثل أهم واكبر البؤر الإرهابية بسيناء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق