مرصد الإفتاء يرصد أبرز الشائعات.. ويحذر: أحد أسلحة الإرهاب لنشر الرعب وهدم الدول
الإثنين، 30 يوليو 2018 02:00 مزينب عبداللاه
مع الانتصارات التي حققتها مصر وجيشها وقيادتها في مواجهة الإرهاب ودحره وإحباط مخططاته لجأت الجماعات الإرهابية إلى سلاح الشائعات للتأثير على معنويات الشعب المصري وتشكيكه فيما تحقق من انجازات بعد فشل هذه الجماعات في تحقيق أهدافها في تقسيم مصر، كما نجحت في عدد من الدول المجاورة.
ولمواجهة هذه الشائعات أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء تقريرًا يوثِّق محاولات العديد من الجهات والمنظمات نشرَ الكثير من الشائعات والأكاذيب عبر وسائل التواصل الاجتماعي والترويج لها عبر أذرعها الإعلامية المختلفة؛ بهدف إثارة البَلبلة داخل المجتمع المصري، وهزِّ ثقة المصريين في الأداء الحكومي.
وأكد مرصد الإفتاء أن هذه الشائعات تستهدف بث روح الفوضى والاضطراب، بنشر خلال آلاف الشائعات خلال الأشهر الأخيرة، في محاولات للنيل بالسلب من مؤسسات الدولة ومختلف قطاعاتها الرسمية وغير الرسمية.
وأوضح المرصد أن سلاح الشائعات استهدف مؤسسة القوات المسلحة المصرية الوطنية، وأن اللجان الإلكترونية المدعومة من الخارج حاولت تشويه وإثارة حفيظة أبناء الشعب المصري ضد جيشه الوطني، وانتقل الأمر من القوات المسلحة إلى قوات الشرطة المصرية، حيث حاولت العديدُ من هذه الأذرع الإعلامية إثارة قضايا كاذبة حول الاختفاء القسري وأوضاع السجون .
وأكد مرصد الإفتاء أن إثارة مثل هذه القضايا يثبت أن عمليات الاختفاء جزء من آليات هذه الجهات لنفي جريمة الإرهاب عن نفسها.
وتناول مرصد الإفتاء الشائعات التي طالت مجلس النواب والتي جاء على رأسها موافقته على إنشاء صندوق سيادي بـ200 مليار جنيه، مبينا حقيقة هذا القانون، بالإضافة إلى شائعة بيع الجنسية المصرية بـ7 ملايين جنيه وتداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن هذا القانون جاء لينظم وضعية الأجانب داخل مصر وإعطاء فرص حقيقية للمستثمرين الأجانب للدخول إلى السوق المصري بمزيد من الثقة والأمان.
وأشار مرصد الإفتاء إلى أن الشائعات لم تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية فحسب، بل امتدت للشأن الديني ومحاولة تشويه دور مؤسسات الدولة الدينية، بدايةً من إثارة الأخبار الكاذبة حول الخطأ في تقدير هلال شهر رمضان، وهو ما دفع مؤسسات الدولة الدينية لنفي ذلك مؤكدة أن عملية استطلاع الهلال تتم وفق أسس علمية وشرعية منضبطة، وكذلك شائعة إغلاق وزارة الأوقاف لكتاتيب تحفيظ القرآن الكريم؛ مما دفع الدكتور محمد مختار جمعة لنفي هذه الشائعة مؤكدًا أن عدد الكتاتيب المعتمدة من الوزارة والتابعة لها ارتفع في السنوات الأربع الأخيرة إلى أكثر من 200%.
ورصدت دار الإفتاء العديد من الشائعات التي حاولت تشويه المشروعات القومية الكبرى، كمشروع العاصمة الإدارية الذي ثار حوله العديد من الشائعات الكاذبة، ومنها نقل حديقة الحيوان بالجيزة إلى العاصمة و إنشاء سجن جديد بها وهو ما نفته المصادر الرسمية.
وأشار مرصد الإفتاء إلى محاولات تشويه مشروع قناة السويس، الذي طالته العديد من الشائعات بداية من الإعلان كل فترة عن أن هيئة قناة السويس تتجه للحصول على قرض جديد لسداد أحد أبواب العجز وصولًا إلى حوادث تصادم السفن بالقناة وتعطيل الملاحة.
وأكد مرصد الإفتاء أن الشائعات استهدفت إثارة حالة من الرعب داخل مختلف قطاعات المجتمع المصري من خلال تصدير حوادث فجَّة تشكك المواطنين في جدوى النهوض والعمل لإشاعة حالة من الخوف وعدم الأمان، ومنها محاولة استغلال حادثة جثث أطفال المريوطية، وهروب مدير أحد فروع بنك CIBبمبلغ 180 مليون جنيه إلى الخارج، ورصف وتشويه شارع المعز لدين الله ذي الطابع الأثري، وهو ما ثبت عكسه تمامًا عند التحقق من هذه الأخبار.
وحاول المرصد رصد أبرز الشائعات خلال الأشهر الثلاثة الماضية موضحًا الجهات التي استهدفتها والحيز الذي شكَّلته هذه الشائعات عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وجاءت مؤسسة الجيش على رأس ما طالته الشائعات خلال هذه الفترة بهدف تشويه صورة المؤسسة وضرب جسور الثقة بين القوات المسلحة وأبناء الشعب المصري، وإنكار الدور الوطني الذي يقوم به الجيش في مواجهة التحديات التي تواجه الوطن خلال المرحلة الحالية.
وشدد المرصد على أن هذه الشائعات لم تتوقف عند حدود معينة بل امتدت لتصل إلى كافة مؤسسات الدولة الوطنية.
ودعا المرصد كافة فئات المجتمع المصري إلى الحذر في التعامل مع المعلومات والأخبار التي تنشر على وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن التحقق من الأخبار واجب وطني وديني، مشيرا إلى أن المسلم مطالب بالتحقق من الأخبار والمعلومات التي تصله قبل أن ينشرها، وعدم الخوض فيما لا يعلم، وعدم التهاون والتساهل في أمر الشائعة، بل عليه اعتبارها أمرًا عظيمًا، وأحد أدوات الحروب الجديدة وسبل هدم وتدمير الدول والمجتمعات، مؤكدا أن سلاح الشائعات لجأت إليه الكثير من الدول نظرًا لخطورته وتأثيره القوي والمدمر.