بعد غرق 16 شخصا بالشاطئ..
كيف غرق المصطافين في شاطئ النخيل؟.. محافظ الإسكندرية: أسباب الغرق 3
الإثنين، 30 يوليو 2018 12:02 مكتب محمد أبو النور
«شاطئ النخيل»، أصبح الشوكة التي ترعب مصيفي الإسكندرية، خاصة بعد أن شهد العديد من حوادث الغرق، والتي على أثرها أصدر الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، قرارا بغلق الشاطئ، بعد أن بلغ عدد ضحايا هذا الشاطئ، نحو 16 حالة غرق هذا العام.
لم يتوقف دور محافظ الإسكندرية عن إغلاق الشاطئ، فقد قامت المحافظة بإصدار تحذيرات مسبقة ضد نزول المصطافين للمياه، قبل وبعد المواعيد الرسمية، من الساعة (8 صباحا) إلى الساعة (7 مساءً)، ومع كل ذلك، لم تفلح هذه الإجراءات، في وقف تدفق سيل المصطافين الراغبين في السباحة في الماء والتمتع برماله وشمسه وهوائه، حتى ولو كان الثمن هو فقد أبنائهم وفلذات أكبادهم في مياهه العميقة.
أسباب غرق المصيفين
ربما كان لعدم الالتزام بالمحاذير التي أعلنتها محافظة الإسكندرية السبب في غرق المصيفين. فقد أكد محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، أن سبب غرق المصيفين ليس إهمالا من جانب المحافظة، ولكن بسبب الدوامات التي تتسبب في سحب المصيفين إلى داخل المياه.
كمان أن حالات الغرق التي حدثت جميها، كانت ما قبل (8 صباحا)، وما بعد (7 مساء)، أي بعد توقيتات العمل الرسمية لشاطئ النخيل، وكان محافظ الإسكندرية، أكد أن خلال أوقات العمل الرسمية يتواجد الغواصين والمنقذين.
كان اللواء أحمد حجازي، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، أكد على أخذ توقيعات على إقرارات من المصطافين الذين لا يستجيبون للتعليمات ويدخلون الشاطئ وينزلون للمياه بعد أوقات العمل الرسمية من (8 صباحا) إلى (7 مساءً).
شط النخيل حاصد الأرواح
من جانبه أكد الدكتور السيد أبو الخير، أن المادة (١٢٤) من قانون العقوبات، تنص في الفقرة الأولى على أنه: «إذا ترك ثلاثة على الأقل من الموظفين أو المستخدمين العموميين عملهم، ولو فى صورة الاستقالة أو امتنعوا عمداً عن تأدية واجب من واجبات وظيفتهم متفقين على ذلك أو مبتغين منه تحقيق غرض مشترك ، عوقب كل منهم بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تجاوز سنة وبغرامة لا تجاوز ١٠٠جنيه).
وتابع كما تنص الفقرة الثانية من نفس المادة على: «ويضاعف الحد الأقصى لهذه العقوبة إذا كان الترك أو الامتناع من شأنه أن يجعل حياة الناس أو صحتهم أو أمنهم فى خطر أو إذا كان من شأنه أن يحدث اضطراباً أو فتنة بين الناس أو إذا أضر بمصلحة عامة»، وتلك الفقرة تنطبق عليهم، لذلك تضاعف الحد الأقصى للعقوبة، فتكون عقوبتهم سنتين حبس و200 جنيه غرامة فضلاً عن عزلهم من الوظيفة.
وأضاف وتنص الفقرة الثالثة من تلك المادة على: «وكل موظف أو مستخدم عمومى ترك عمله أو امتنع عن عمل من أعمال وظيفته بقصد عرقلة سير العمل أو الإخلال بانتظامه، يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز ستة أشهر أو بغرامة لا تجاوز 500 جنيه. وتنص الفقرة الرابعة من تلك المادة على: «ويضاعف الحد الأقصى لهذه العقوبة إذا كان الترك أو الامتناع من شأنه أن يجعل حياة الناس أو صحتهم أو أمنهم فى خطر أو كان من شأنه أن يحدث اضطراباً أو فتنة بين الناس أو إذا أضر بمصلحة عامة»، وتلك الفقرة تنطبق عليهم أيضا، ولكن الفقرتين الأولى والثانية أولى بالتطبيق عليهم.
زحام على الشاطئ
كان عدد من المواطنين، أكد أن حالة الزحام على الشاطئ، تحول دون أن يرى المنقذين كافة المتواجدين على الشواطئ، خاصة وأن الزحام على الشاطئ لا يتوقف، كما أن الأطفال يشكلون حاجزا بسبب تدافعهم وصراخهم المستمر.
وفي ذات السياق قال أحد المنقذين- رفض ذكر اسمه- إن أسباب الغرق في شاطئ النخيل 4، وهي: إمَا أن تكون هناك أمواج عالية فتقوم بسحب من يتواجد في المياه، حتى ولو كان يستطيع السباحة.. والسبب الثاني وجود وانتشار الدوامات في المنطقة.
والسبب الثالث من الممكن أن تكون هناك منافذ شفاطات، غير ظاهرة وليس عليها ولا قريب منها تحذيرات، بأن المنطقة بها شفاطات، فتقوم بسحب وشفط الذين يسبحون وتغرقهم، وهناك «مارد» أو «شيطان، وجن» البحر، هنا ظننت أنهما قد قلبا الأمور إلى سخرية وضحك، ولكن عندما نظرت إلى تقاطيع وجههما تأكدت أنهما يتحدثان ويتكلمان بصدق، فكان ردى: «تقصدان مارد وجن يسحب الناس في البحر ليغرقهم؟؟»
تابع: «نعم.. مارد البحر أو جان البحر أو شيطان البحر العظيم في أوقات كثيرة لا يريد أحدا في البحر، أو يريد أن يبعد المصطافين عن هذه المنطقة فيسحبهم ويغرقهم، قلت: (مستحيل)». ورد: «ليس مستحيلاً على الجن والشياطين والمارد الأعظم أن يفعلا ذلك غضباً بسبب التعدي على المناطق التي يعيشون فيها أو ممتلكاتهم».
المسحور في بحر يوسف
أعادتنا هذه الرواية والتفسير الجديد لغرق المصطافين إلى حكاية «المسحور»، الذي كان الآباء والأمهات يحكون حكايته، ويقصون قصصه ومغامراته في الخروج من بحر يوسف ببني سويف، ويقوم بسحب الأطفال وأحيانا الشباب الذين يسبحون في المياه، ويختطفهم ويأخذهم عنده ليأكلهم هو وأولاده الذين يعيشون في أعماق البحر ولا نراهم، وغالباً ما يخرج هذا المسحور قبل المغرب وفي بعض الأوقات يخرج في وضح النهار، ولكن في المناطق التي تتميز بالهدوء حسب روايتهما.
الدكتور محمد سلطان