أوروبا تواجه خطر الذئاب المنفردة.. هل تنطلق موجة إرهاب من سجون القارة العجوز؟
الإثنين، 30 يوليو 2018 06:00 م
هزائم فادحة مُني بها تنظيم داعش وغيرها من الميليشيات الإرهابية في سوريا والعراق، تبعها عبور مئات من المقاتلين للحدود التركية وصولا إلى أوروبا، ليستقروا في سجون القارة العجوز.
تعاملت أوروبا مع الأمر في بدايته بوضع العناصر العائدة رهن الاعتقال، لكن مع تطور الأمور وقصور المنظومة القانونية وعدم توفر معلومات كافية لإدانة العناصر المذكورة، يخرج كثيرون منهم للواقع. قريبا تُحرر أوروبا مئات منهم، ما يثير مخاطر عديدة حول نمط حياة هؤلاء المقاتلين السابقين، وكيف سيتعاملون مع الساحة الأوروبية؟ وهل يكونون بداية موجة إرهاب وذئاب منفردة جديدة تنطلق من السجون.
وتمثل السجون في جميع أنحاء أوروبا أحدث ساحة لمعركة الحرب ضد الإرهاب، حيث قالت صحيفة واشنطن بوست أن مسئولين يجربون برامج إعادة تأهيل في محاولة للسباق مع الزمن، حيث سيتم إطلاق سراح العديد من السجناء الذين يمثلون قنابل بشرية بالنسبة للدول خلال فترة قليلة من الزمن، وسردت الصحيفة الأمريكية في تقريرها تفاصيل هروب المنضمين لداعش من دولهم الأوروبية حتى عودتهم مرة أخرى ومثولهم أمام المحاكمة، مؤكدة أنه قبل خمس سنوات شهدت الدول الغربية انتقال الآلاف من مواطنيها إلى العراق وسوريا للانضمام لداعش، ومن عام 2016 عاد المئات منهم في ظل وضع مختلف بالداخل.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه بعد تعرض الدول الأوروبية إلى أزمة لاجئين خانقة وهجمات إرهابية، سكلت أوروبا نهج مختلف خاصة منذ 2016، وسنت قوانين مشددة حيال العائدين من العراق وسوريا، تتضع بموجبها هؤلاء تحت اتهامات جنائية تقضى بسجن أى شخص سافر إلى هذه الدول أو سعى لدعم الجماعات الإرهابية فى الخارج، بعدما كانت تسمح في السابق للعائدين من تلك البلاد التي تشهد حروبا العيش أحرار، في حالة عدم توفر دليل على أنهم كانوا مقاتلين أو متورطين فى أعمال إرهابية.
وشهدت أوروبا هجمات إرهابية أدت إلى مقتل العديد من المواطنين، منذ دخول هذه السياسات حيز التنفيذ، لكن يبرز على السطح تصارع المسؤولين الأوروبيين مع مشكلة جديدة وهى كيفية منع تحول السجون إلى مراكز تدريب وتجنيد إرهابيين مستقبليين، حيث أوضحت صحيفة واشنطن بوست أن هناك تجارب تقيمها بعض الدول على أساليب مختلفة للتعامل مع العائدين من سوريا والعراق، من خلال برامح إعادة التأهيل والعزلة شبة الكاملة للسجناء الأكثر تطرفًا، وتقوم أبرزها في بلجيكا وهولندا إلى ألمانيا وفرنسا.
وتقول واشنطن بوست إن العائدين من الحروب المسجونين في الفترة الأخيرة سيستعيدون حريتهم فى أقل من عامين، مما يدفع حكومات الدول لزيادة الجهود الخاصة بإعادة التأهيل لسباق الزمن، ونقلت الصحيفة عن مسؤول بلجيكى، يساعد فى الإشراف على معاملة السجناء الإسلاميين فى السجون الأكبر ببلجيكا : "لقد وصلوا إلى نهاية مدة عقوبتهم، وليس أمامنا من خيار سوى إطلاق سراحهم"، مضيفًا أن بعضًا من هؤلاء قد يكون قنابل بشرية.
وابرز الجهود التي تتم في إطار سبل التأهيل هى تشجيع السجناء على لقاء الائمة والمستشارين الدينيين المعتدلين، ممن يعملون مع السجون على أساس تطوعى، وتوضح فاليرى ليبرون، وهى متخصصة نفسية فى السلوكيات الإجرامية، أنه من الصعب للغاية تغيير أفكار شخص، غير أن محاولة إقناعهم بعدم اللجوء إلى السلاح من أجل الدفاع عن أفكارهم هو أمر أكثر قابلية للتحقق".