أغسطس الأسود على أنقرة.. هل يفرض الكونجرس عقوبات على تركيا؟
الجمعة، 27 يوليو 2018 06:00 م
يبدو أن تصعيد الولايات المتحدة الأمريكية ضد تركيا، والذي ظهر في تغريدات الرئيس الأمريكي باعتزام واشنطن فرض عقوبات على تركيا، سيتحول من مجرد تهديدات إلى أمر واقع، وهو ما تخشاه أنقرة خلال الفترة الحالية.
تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية، تأتي في توقيت تعاني منه تركيا من أزمة اقتصادية كبيرة، أثرت على أسعار السلع، وتسببت في ارتفاع نسب التضخم، وارتفاع الديون التركية، وبالتالي فإن أي عقوبة أمريكية على تركيا سينكون لها انعكاس كبير على الوضع الاقتصادي التركي.
ورغم إظهار أنقرة عدم خشيتها من التهديدات الأمريكية، إلا أنها ستضطر في النهاية إلى الرضوخ للمطالب الأمريكية، خاصة أن تركيا لن تكون قادرة على مواجهة أي تصعيد أمريكي خلال الفترة الحالية، أو عقوبات اقتصادية سيتزيد من معاناة أنقرة.
صحيفة «العرب» اللندنية، ذكرت أن التصعيد الأمريكي ضد تركيا يأتي على خلفية استمرارها في اعتقال القس برونسون، هو ما يعكس وجود أزمة ثقة كبيرة بين واشنطن وأنقرة، حيث إن هذا الأمر نتاج لتراكم من الخلافات حول ملفات مختلفة، مما جعل العلاقات الأمريكية التركية تكون في أسوأ أحوالها، خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يراكم الأزمات التي تهدد مصالح أنقرة.
وأكدت الصحيفة، أن مجلس الكونجرس الأمريكي سيبدأ في مناقشة مشروع قانون من الحزب الجمهوري وكذلك الحزب الديمقراطي قدمه 6 من أعضاء مجلس الشيوخ لفرض عقوبات مالية على تركيا من خلال تقليص حجم القروض المقدمة من البنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية وصندوق النقد الدولي، ومن المقرر أن تبدأ تلك المناقشات في شهر أغسطس المقبل.
ولفتت الصحيفة، إلى أن الغرور الذي يسيطر على إدارة رجب طيب أردوغان للسياسة الخارجية لتركيا سيزيد من توتر العلاقة مع إدارة ترامب التي لم تنس التصعيد التركي في قضية منبج، والتلويح باستهداف الجنود الأميركيين فيها، فضلا عن إصراره على التقارب مع إيران، وتحدي إرادة واشنطن في قضية الصواريخ الروسية إس-400.
وأشارت الصحيفة، إلى أن وفد أمريكي زار تركيا منذ أيام قليلة، حيث حذر السلطات التركية من تكرار أخطائها ومخالفة العقوبات المفروضة على إيران بمجرد دخولها حيز التنفيذ في نوفمبر المقبل، وهو ما يمثل تحذيرا للشركات والمؤسسات المالية التركية، ومنها بنك خلق المملوك للدولة، الذي أدين بتورطه في مخطط للالتفاف على جولة العقوبات الأميركية السابقة على إيران في العام 2011.
وأكدت الصحيفة، أن لجوء الولايات المتحدة إلى العقوبات سيدفع بالرئيس التركي إلى مراجعة خطابه التصعيدي مثلما حصل مع روسيا في نوفمبر 2015 على خلفية إسقاط مقاتلة روسية حين اضطر أردوغان لتلافي التصعيد إلى الاعتذار العلني لنظيره الروسي فلاديمير بوتين.