في منتصف العام الجاري، ألعنت بريطانيا أن الدوحة، بدأت في الإجراءات لشراء عشرات الطائرات في طراز يوروفايتر تايفون من المملكة المتحدة، في الوقت الذي كانت قد تملكت بالفعل تملكت به عشرات الطائرات من طرازات إف-15 من الولايات المتحدة، والتي تتفوق كثيرا على الطائرات البريطانية، وهو ما يعد إلقاء للمال على الأرض، بهدف الوصول إلى هدف آخر.
كانت قطر، وبالتحديد في شهر (مايو الماضي)، قدمت طلبا لشراء طائرات يوروفايتر المقاتلة من شركة بريطانية تشاركها شركات ألمانية في إنتاج الطائرة. لكن التحالف الحاكم في برلين يرفض رفضا قاطعا عقد هذه الصفقات مع دول ضالعة في حرب اليمن. فهل توافق ألمانيا على الصفقة؟. وعلى ما يبدو أن اللقاء الأخير لأمير الإرهاب في بريطانيا منحة قبلة الحياة للحصول على الطائرات عديمة الجدوى، بهدف الحصول على خدمات أخرى، ربما تكون الحماية.
كان الكاتب الأمريكي توم روجان، كشف الأسباب الحقيقية التي دفعت النظام القطري لشراء طائرات يوروفايتر تايفون من المملكة المتحدة، في مقال له، موضحا أن الدوحة تسعى من وراء تلك الصفقة إلى استمالة بريطانيا لدعم مصالح قطر على المسرح الدولي.
وأوضح روجان في مقاله بصحيفة «واشنطن إكزامينر»، تحت عوان: «السبب السياسي الرئيسي لقطر في شراء طائرات مقاتلة مختلفة من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة»، قائلا: «كنت تشتري مقاتلات يوروفايتر تايفون في عام 2018، فإما أنك تعد أحمق أو تقوم بذلك بدافع مصالح أخرى».
وتابع: «هذا ما لاحظته في إطار الصفقة القطرية التي تقدر بمليارات الدولارات لشراء 24 طائرة يوروفايتر تايفون من بريطانيا، وضخ مليارات الدولارات في اقتصاد المملكة المتحدة»، موضحا أنه لإتمام الصفقة، سمحت بريطانيا لقطر بتشكيل سرب جوي مشترك مع سلاح الجو الملكي البريطاني. ما يمثل إيماءة سياسية قيّمة لقطر.
أضاف روجان أن التايفون تعد طائرة عديمة القيمة. خصوصا بعد أن اشترت قطر بالفعل عشرات الطائرات من طرازات إف-15 من الولايات المتحدة ورافال من فرنسا. حيث تمثل هذه الطائرات المقاتلة عشرات المليارات من الدولارات فيما يتعلق بالاستثمارات
وأكد أن الطائرات إف-15 ورافال تتفوق على التايفون من ناحية الاستهداف والاشتباك. ومن غير المنطقي لقطر من الناحية العسكرية في أن تقوم في الوقت الحالي باستعمال التايفون إلى جانب أسطول طائراتها من نوع إف-1 ورافال.
كما أشار أنه إذا اضطر المهندسون والميكانيكيون لإصلاح عدد من الطائرات المختلفة فإن ذلك سيقلل عدد قطع الغيار، الأمر الذي سيتسبب في تراجع فعالية القوة الجوية بشكل سريع، وذات المشكلة ستواجه الطيارين: فليس ممكن أن تنقل طيار من طائرة F-15 إلى أخرى من طراز رافال أو تايفون بسهولة.
وأكمل روجان حديثه عن الأسباب والدوافع الحقيقة وراء الصفقة حيث قال : هذا يوضح لنا أن هدف قطر من شراء تلك الطائرات بعيدًا كل البعد عن مسألة الرغبة في التفوق العسكري، بل هو متعلق بمسألة الحمايةالسياسية، موضحا أن طالما استمرت قطر في دعم الجماعات المتطرفة، ستكون الأداة الوحيد لها في تسلحها الدبلوماسي هي المال.
وأكد أن النظام القطري يعتقد بأن ضخ الكم الكافي من مليارات الدولارات في مجالات اقتصادية أجنبية سيجعل تلك الدول أكثر ميلًا لدعم المصالح القطرية على المسرح الدولي، في خطوة تشير إلى نيتها الاستمرار في مساعيها السياسية باستخدام الوسائل التجارية.
كانت «صوت الأمة»، نشرت تقرير، بعنوان: «هنا الدوحة سابقا بريطانيا حاليا.. كيف حول تميم القطريين إلى عبيد؟»، تحدثة فيه عن استمالة قطر، لبريطانية، بهدف ضمان حمايتها، وتضمن التقرير الأتي:-
على ما يبدو أن السياسة المرتبكة، التي يقودها تميم لحماية الدوحة بكافة الطرق الممكنة، أو توفير الدعموالحماية له، خاصة في ظل الغضب العربي تجاه إمارة الإرهاب، بسبب دعمه الجماعات المسلحة، ومحاولة تفتيت المنطقة، باتت قطوق يحكم رقبته ورقاب القطريين كافة، خاصة بعد أن قامت بريطانية بإذلال أمير الإرهاب، والإشارة إلى أن بلادها هي ما تؤمن وتحمي الدوحة.
كان وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسون، كشف الحجم الحقيقي لدولة قطر، حيث قال إن بلاده تقدم لها مساعدات عسكرية توفر الأمان لقطر، لتكون تصريحاته خير تأكيد على صحة ماتم تداوله مؤخرا بأن المقاتلات البريطانية باتت تحتكر الأجواء القطرية.
جاءت تصريحات وزير الدفاع البريطاني بالتزامن مع زيارة أمير قطر تميم بن حمد إلى المملكة المتحدة، حيث نشرت وزارة الخارجية البريطانية تصريحات ويليامسون على موقع تويتر، والتي كشف فيها عن إمداد بلاده لقطر بمجموعة من المساعدات على المستوى العسكري، وأن هدف بلاده من وراء ذلك، حفظ أمن المنطقة من ناحية، بالإضافة لتوفير الأمن في قطر من ناحية أخرى.
وزير الدفاع قال عبر موقع التواصل الاجتماعي للتغريدات القصيرة، أن طائرات تايفون ستعزز مهام الجيش القطري، وأن القوات الملكية الجوية البريطانية لها دور حيوي وأساسي في حماية الأجواء القطرية، وأنه تم تخصيص أكاديميات للتدريب تتولى فيها لندن تحسين قدرات ومهارات ضباط الدوحة.