التنين ينفخ النار في وجه ترامب.. 20 سنة تكشف فداحة الخطر الصيني على أمريكا
الثلاثاء، 24 يوليو 2018 06:00 م
ما زالت الولايات المتحدة الاقتصاد الأول عالميا، بفارق يبدو كبيرا نسبيا عن أقرب منافسيها (كان المنافس الأقرب سابقا ألمانيا واليابان) لكن الأزمة أن هذا الفارق آخذ في التقلص.
في الآونة الأخيرة تصاعدت أجواء التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والأخيرة نجحت في غضون سنوات قليلة في القفز من موقعها السابق كسادس أكبر اقتصاد في العالم، إلى مقعد الاقتصاد الثاني، تالية لواشنطن، مع تحقيق معدلات نمو ضخمة ومستدامة، سجلت في الربع السابق من العام الجاري 6.7%، ما دفع البعض للقول إن غرض ترامب من الحرب التجارية تعطيل مسيرة التنين الصيني السريعة، بينما قد تشير الأرقام إلى أن التنين ماضٍ في طريقه، وسينفخ النار في وجه ترامب والولايات المتحدة.
انتقال الاقتصاد الصني من سادس أكبر اقتصاد في العالم إلى الثاني عالميًا لم يكن وليد جهد خلال السنوات القليلة الماضية فقط، بل بدأ التخطيط له منذ عام 2000، حيث تشير التقديرات إلى أن التنين الصيني سيكون الأول عالميًا خلال العشرة سنوات المقبلة، فبعد أن كان يشكل نسبة 4% من الاقتصاد العالمي بحجم ناتج 1.2 تريليون دولار قبل 18 عامًا، وصل في عام 2018 إلى 12.2 تريليون دولار مسجلًا المركز الثاني بعد الولايات المتحدة التي سجلت 19.4 تريليون دولار في المركز الأول على مستوى العالم وفقًا للبنك الدولي.
توالي نجاح الاقتصاد الصيني تكشفه الدراسات والإحصائيات، حيث من المقرر أن يصل إلى المركز الأول عالمًا بحلول 2029 مسجلًا ناتج 25.6 تريليون دولار متفوقا على الاقتصاد الامريكى الذى سيسجل وقتها 24.6 تريليون دولار محتلا المركز الثانى على مستوى العالم، وقالت منظمة التجارة العالمية، إن صعود الاقتصاد الصينى جاء بعد التركيز على التحول إلى مجتمع صناعى بعدما كان زراعيًا، حيث أصبحت الصين اليوم أكبر مصدر للسلع فى العالم بــ2.3 تريليون دولار بنسبة 13 % من الصادرات العالمية.
وبلغت حصة الصين من الاستثمار الأجنبى المباشر فى عام 2017 إلى 136 مليار دولار، محافظة على المركز الثانى عالمية، في حين تخطط الصين للوصول إلى المركز الأول عالميا، من خلال التركيز على الاستهلاك الداخلى وخطة "صنع فى الصين 2025"، التي تستهدف امتلاكها تصاميم للسيطرة على التكنولوجيات المتطورة مثل الرقاقات المتقدمة، والذكاء الصناعى، والسيارات الكهربية، من بين أشياء أخرى كثيرة، على مدى عقد من الزمان. وتعمل الصين على تجنيد بعض من كبار شركات التكنولوجيا العالمية لخدمة خططها الطموحة.
من ناحية أخرى تحاول الصين جاهدة أن تنفذ مبادرة الحزام والطريق مع الدول العربية، والتي تتمحور حول التواصل والتعاون بين الدول، وخصوصا بين الصين ودول أوراسيا، تتضمن فرعين رئيسيين، وهما "حزام طريق الحرير الاقتصادى" البرى و"طريق الحرير البحرى"،
وتنفق الصين حاليا حوالى 150 مليار دولار سنويا فى الدول الـ 68 التى وافقت على المشاركة فى المبادرة.