مساكن باشوات مصر في قبضة العشوائية.. حي الأزبكية يئن تحت وطأة الإهمال
الإثنين، 23 يوليو 2018 10:30 م
دمرت العشوائية التى جائت كرد فعل مباشر جراء غياب الرقابة فى حي الأزبكية، الملامح التاريخية للحى الذى كان يوما من أرقى الأحياء فى القاهرة، ومسكنا وعملا لبشوات مصر.
كل ما عليك هو أن تتجول فقط فى الحي، لترى وتلمس وتشعر بالإشغالات فى شوارع الحى التاريخية، بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى كثرة المحال المخالفة، والتى تزاول أنشطة تم حظر إصدار التراخيص لها منذ 20 عام تقريبا، مثل المقاهى والورش والمخازن التى حولت عقارات الحى التاريخية إلى قنبلة موقوتة ستنفجر قريبا.
العشوائية التى ضربت الحى التاريخي، لم تحرك ساكنا لدى المسؤلوين وعلى رأسهم اللواء صبرى محمد عبده، رئيس الحي، فكون أن الحي من أقدم وأعرق الأحياء بالقاهرة ومصر بالكامل، إلا أنه لم يحظى بالاهتمام الذى يليق به كحى تاريخى أنشئ أواخر القرن الرابع عشر أثناء حكم دولة المماليك، وازدهر فى حكم الخديوى بعد إنشاء القاهرة الخديوية، والذى يتميز بعقارات ذات الطراز المعمارى الفريد.
حين تتجول فى شوارع الأزبكية ترى المقاهى العشوائية بمداخل العقارات التاريخية التى تمثل ثروة قومية لمصر، وكانت فى وقت من الأوقات تضاهى مبانى العواصم الأوربية، فوجود المقاهى بهذه العقارات يهدد باشتعال حريق فى أى وقت قد يتسبب فى انهيار العقار، وهو ما حدث بالفعل فى أوقات سابقة، لكن الأحياء لا تتعلم من الأخطاء ولا تسبق الكارثة وتمنع حدوثها، فعلى سبيل المثال شارع كلوت بك، أحد أشهر شوارع مصر، القريب من ميدان رمسيس، يعج بالإشغالات وعربات الباعة الجائلين الذين يفترشون جميع الأماكن، بالإضافة إلى افتراش أصحاب المقاهى الأرصفة وحرمان المواطنين من المرور الأمن.
إضافة إلى انتشار كثيف للمواقف العشوائية بجميع الشوارع المتفرعة من ميدان رمسيس، ما يجعلك تيأس، عندما تفكر أو تتذكر إحدى صور القاهرة التاريخية قبل انتشار فوضى الإشغالات وتراخيص المحال، ففي حال تجولك فى أحد الشوارع التاريخية مثل شارع «كلوت بك»، سترى مشاهد تحزنك، منها أكشاك فى عرض الطريق تغلقه أمام حركة المرور سواء السيارات أو المشاة، وكذلك وجود عدد كبير من الأكشاك العشوائية بمداخل العقارات التاريخية ما يمثل مخالفة صريحة للقانون، بالإضافة إلى تشويه المظهر الحضارى لتلك الأبنية ذات الطراز المعمارى والمسجلة لدى وزارة الآثار، فبدل أن نرمم هذه العقارات للحفاظ عليها نترك كل مظاهر الإهمال تقضى عليها وتتسبب فى انهيارها.
ميدان رمسيس
فى "ميدان رمسيس" بحي الأزبكية، تجد أنه يعج بالمخالفات ويمتلئ بالباعة الجائلين ليلا ونهارا ما يجعله دائما مزدحما، فعلى الرغم من وجود سوق أحمد حلمى على بعد خطوات من الميدان، الذى تم تخصيصة لإنقاذ ميدان رمسيس وتخفيف الزحام، إلا أن الباعة يتركونه ويمرحون بالميدان، نظرا لعدم وجود حملات تجعلهم يستقرون فى السوق، إضافة إلى تشويه العقارات التاريخية المطلة على الميدان، التى تقع فى نطاق القاهرة الخديوية، بالإعلانات المخالفة، نظرا لأنها ذات طراز معمارى فريد وتمثل ثروة قومية لا تقدر بثمن، فإذا كنت من المارة بالميدان سترى تشويه لكل معالمه بداية من الحديقة وصولا إلى شرفات العقارات التى إمتلأت بالإعلانات، بالإضافة إلى إنشاء أكشاك مخالفة وغير مرخصة بمداخل بعض العقارات التاريخية ما أضر بمظهرها الحضارى.
القللي
وفى القللي، حيث محيط حي الأزبكية، لم يحظ باهتمام رئيس الحى نفسه، على الرغم من مروره يوميا على الشوارع المؤدية للحى، دون ملاحظة تلك الشوارع، التى تعج بالإشغالات وتحتاج إلى رصفها أو على الأقل ترميمها، لكن السيارة المريحة التى يستقلها يوميا، لم تجعله يشعر بالمطبات التى ملأت الشوارع.
الفجالة
وفى مخازن منطقة الفجالة، التى تهدد المنطقة بالحرائق، لم يفعل تجاهها رئيس الحى شيئ فجعلها كما هى دون مواجهة أو معالجة حاسمة، أو حملات رقابية بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية، خاصة أنها مخالفة بالكامل وبها مواد شديدة الاشتعال، ودائما ما تحدث حرائق بها بين الحين والآخر، وآخر هذه الحرائق كان منذ نحو عدة أشهر ودمر عدد كبير من العقارات المجاورة له.