في ذكري تسلمه حكم مصر.. سعيد باشا ما له وما عليه بعيدا عن «المكرونة»
الثلاثاء، 24 يوليو 2018 10:00 ص
ما أن يذكر اسم «سعيد باشا»، حتى يتبادر إلى الذهن عشقه لطبق «المكرونة» وكيف أن صديقه الفرنسي فرديناند دليسبس استطاع أن يستغل عشقه لهذه الأكلة التى كانت جديدة على المطبخ المصري وقتها ليحصل منه على امتياز حفر قناة السويس.
بعيدا عن عشق «سعيد باشا» لـ«المكرونة» فإن هناك جوانب سلبية، وأخرى ايجابية فى فترة حكم «سعيد باشا»، والذى استلم الحكم فى مثل هذا اليوم ٢٤ يوليو ١٨٥٤، وظل يحكم حتى ١٨٦.
أصدر محمد سعيد باشا «اللائحة السعيدية» في اغسطس عام 1858م وهى ما توصف بكونها وأول قانون للإصلاح الزراعي في مصر، وبموجبها سمح للفلاحين المصريين بتملك الأراضي الزراعية لأول مرة في التاريخ.
كما منح سعيد باشا الفلاحين حرية الزراعة بعد أن الغى نظام احتكار الحاصلات الزراعية ومنحهم ليتحرروا من التزام زراعة أصناف محددة من قبل الحكومة فلأول مرة استطاع الفلاح المصرى تملك الأرض والتصرف في المحاصيل وبيعها وقبض اثمانها.
ويرجع الفضل إلى سعيد باشا أيضا فى اسقاط ديون الفلاحين عن ضرائب متأخرة تم تقديرها ب800 ألف جنيه وأجل دفع الضرائب لمن لا يستطيع دفعها لحين بيع المحصول. ما ترتب عليه شعور الفلاح بالراحة والتحرر من اعباء الضرائب، ما دعا المواطنين إلى شراء الاراضى واستثمار اموالهم في هذه الأراضى وبذلك استطاع أن يحد من الهجرة إلى المدن.
وفى عهد سعيد باشا صدرت أول لائحة للمعاشات لموظفي الحكومة المتقاعدين، وهى اللائحة الاساسية التى ظلت متبعة فى نظام المعاشات.
ولم تتوقف انجازات سعيد باشا عند هذا الحد فقد كلف مسيو موجيل كبير مهندسي الري بتطهير ترعة المحمود ية ووضع تحت امرته ، 115 الف عامل دوتن أن يموت عامل واحد منهم ، عكش ما كان يجرى فى حفر الترع فى عصر محمد على باشا حيث كان المئات يسقطون صرعى من لهيب الشمس وانتشار الأمراض.
نجاح تطهير ترعة المحمود ية شجع الفرنسي فيردناند ديلسبس ان يعرض عليه مشروع حفر قناة السويس ، وهو ما انتهى باغراق مصر فى الديون فى عهد الخديى إسماعيل والذى صرف مليونا و400 ألف جنيه على حفل افتتاح القناة ، وشيد دار الاوبرا خصيصا بمناسبة هذا الحدث التاريخى فى 5 أشهر فقط بتكلفة 160 ألف جنيه لدرجة أن الأمبراطورة أوجينى قالت :« بأنها لم تر فى حياتها أجمل مما رأت ».
لكن الغريب أنه تردد قوله «إن قيادة شعب من الجهلاء اسهل بكثير من قيادة نظيره من المتعلمين »، مايفسر اهماله للتعليم حيث ألغى ديوان المعارف ومدرسة الطب والمهندسخانة.
كما الغى ارسال الطلاب إلى الخارج ، وأدت سياساته إلى انتشار التعليم الأجنبى فى مصر بعد أن سمح للأرساليات الأجنبية بفتح مدارسها فى مصر.
اللافت إنه فى عهد سعيد باشا دخلت مذاهب مسيحية جديدة مصر من قبيل كالبروتستانتية والكاثوليكية والأدڤنتست على الرغم من أن الكنيسة القبطية المصرية « الأرثوذكسية » كانت سائدة قبل عصره ومنذ مئات السنين.