بعد اجتماع مجلس الدفاع الوطنى العراقى.. هل ينجح العبادي في تهدئة الشارع المشتعل؟
الإثنين، 23 يوليو 2018 02:00 م
تطرح اجتماعات مجلس الأمن الوطنى العراقى برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادى، اليوم الأحد، والتي بحثت التظاهرات التى تشهدها معظم المحافظات العراقية، تساؤلات عدة حول نجاحها في تخفيف حدة التوتر المشتعلة في أعقاب بدء مظاهرات شعبية تطالب الحكومة بمزيد من الإصلاحات.
وكانت بدأت التظاهرات في العراق بعدما انطلقت الشرارة الأولي في مدينة البصرة، التي تعد أغنى محافظات العراق بالنفط في الثامن من يوليو الجاري، رافعة شعارات تطالب بالحد من البطالة وتردي الخدمات المعيشية، لتمتد بعد ذلك إلى عدة محافظات جنوبية وتشهد اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الأمن.
وبحث مجلس الأمن الوطنى العراقى صباح اليوم برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادى التظاهرات التى تشهدها معظم المحافظات العراقية، مؤكدا أن التظاهر السلمى حق للمواطنين للتعبير عن مطالبهم الحقة، وقال مكتب العبادى - إن الاجتماع شهد مناقشة عمليات التطهير التى تقوم بها القوات الأمنية فى صحراء الأنبار الغربية، لملاحقة ما تبقى من الخلايا الإرهابية واستمرار هذه العمليات للقضاء بالكامل على الإرهاب.
كما بحث الاجتماع بحسب بيان صادر صباح اليوم أيضا التظاهرات، والتأكيد على أن التظاهر السلمى حق للمواطنين للتعبير عن مطالبهم والتى يجرى العمل على تنفيذها فى خلية الأزمة الخدمية والأمنية، والتأكيد أيضا على أن القوات الأمنية تبذل كل جهودها لتوفير الحماية للمتظاهرين وإبعاد المخربين عن التظاهرات.
ورغم ما بحثه الاجتماع الأخير إلا أن يشير متابعون أنه لم يكون قادر على الحد من التظاهرات والتوترات التي تحدث في العراق مؤخرًا، لاسيما بع تشكيك السلطات العراقية وأجهزتها الأمنية في المظاهرات في اعقاب رصدها مجاميع مندسة صغيرة ومنظمة تحاول الاستفادة من التظاهر السلمي للمواطنين للتخريب ومهاجمة مؤسسات الدولة والممتلكات الخاصة".
ورغم أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قد عاد مسرعا إلى العراق قادما من بروكسل بعدما زادت الاحتجاجات من وتيرتها، بدا واضحًا أن المتظاهرين لم يقبلوا بتصريحات العبادي، التي أدلى بها بعد لقائه بشيوخ ووجهاء العشائر في البصرة، وقال فيها إن هناك عناصر مندسة وسط المتظاهرين، مؤكدا حرص حكومته على توفير الخدمات في البصرة بشكل سريع، فقد حاصر المتظاهرون مقر إقامته في الفندق مطالبين بإصلاحات حقيقية لظروفهم المعيشية السيئة.
واعتبر محللون مختصون بالشأن العراقي، بحسب بي بي سي بالعربي أن تظاهرات هذه المرة تبدو مختلفة عن كل ما سبقها من احتجاجات، وأن العراقيين المشاركين فيها يبدون وقد نفد صبرهم في ظل استمرار تردي الأوضاع المعيشية، وانهيار الخدمات من مياه وكهرباء في ظل صيف عراقي قائظ تصل فيه درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية.