«الشائعات» خنجر مسموم في جسد الوطن.. سياسيون يكشفون كيف تدار حروب الجيل السادس
الأحد، 22 يوليو 2018 11:00 م
أجمع عدد من السياسيون والحقوقيون الشباب على أن الشائعات التى حذر منها الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الأحد، إنما هى تستهدف في المقام الأول الشباب وعموما المواطنين الأقل خبرة وبالتالى يسهل نقل المعلومات المزيفة في أوساطهم دون التحقق من مدي مصداقيتها، مؤكدين على أننا نعيش في حروب الجيل السادس التى تدار عن بعد دون تدخل عسكري مباشر بعد أن فشلت كل مخططات تدمير مصر خلال الـ7 أعوام الماضية.
قال الدكتور أحمد مهران مدير مركز القاهرة للدراسات القانونية، إن الشائعات التى ذكرها الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم في حديثه عن المخاطر التى تحيط بأمن الدولة المصرية، والتى بلغت 21 ألف شائعة خلال الـ3 أشهر الماضية، هى أرقام صحيحة يتم رصدها من خلال الأجهزة المعلوماتية التى تتبع نظم رصد وتتبع لمثل هذه الشائعات التى تستخدم فيما يُعرف باسم "الحرب النفسية" والتى تهدف في المقام الأول لزعزعة ثقة المواطن في قيادته السياسية ليمكن السيطرة عليه في المستقبل، وهى طرق معروفة للمتخصصين.
وأضاف مهران في تصريح لـ"صوت الأمة"، أن مصر دولة مستهدفة من كثير من الجبهات وذلك عبر مخططات تتم وقتي السلم والحرب وليس ذلك من باب الاعتقاد بنظرية المؤامرة والهلاوس السياسية كما يريد أن يروجها البعض لأن ذلك من ضمن الحرب النفسية، فما يحدث على أرض الواقع وكمية الشائعات التى تروج ويتم نفيها فيما بعد على نطاق ضيق، مؤكدًا الشائعات تعتبر سم قاتل في جسد الوطن".
أما عمرو الزمر، المنسق التنفيذي لشباب رواد الأعمال، فقد أكد على أن السياسة المتبعة من الدول الاستعمارية وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ترتكز على تدمير مصر من الداخل، لتنفيذ مشروعها الاستيطاني وتفريغ الشرق الأوسط من الشباب الواعي القادر على الدفاع عن الأرض والعرض، ويجعلوا المجتمعات العربية بأكلمها تابعة للغرب وغير قادرة على الوثوق في نفسها لتظل سيطرة الدول الاستعمارية إلى يوم الدين.
واستطرد الزمر، في تصريح لـ"صوت الأمة": ما نشهده الأن من شائعات سياسية ودينية وقصص مصورة "كوميكس" عبر مواقع التواصل الاجتماعى، إنما هى أدوات لتوجيه أراء الناس حول العالم من خلال وسائل بسيطة توحى للمتلقي أو للمستخدم للمواقع الالكتورنية أنها نابعة من أشخاص مثله، بينما يتم ذلك عن طريق تجنيد جيوش إلكترونية في بعض أجهزة الأمن حول العالم لمحاربة بعضها البعض من خلال شبكات التواصل الاجتماعى، وهو ما دفع مجلس النواب لسن عدد من التشريعات خلال الأشهر القليلة الماضية لحماية أمن معلومات المواطنين.
وأشار إلى أن هذه الحروب تتركز على استهداف المواطنين عبر شبكات التواصل من خلال ما يسمي بفنون الإدارة عن بُعد وتوجيه الرأى العام، عبر أفراد أو مجموعات، وبالتالى تتحول الحرب الآن من حروب الجيوش المنظمة المسلحة لحروب من نوع متطور من خلال الأنظمة الالكترونية التى يتم فيها تسخير ملايين ومليارات الدولارات سنويًا للترويج لأفكار صحيحة ومغلوطة لتحقيق أهداف خبيثة يكون نتائجها فيما بعد تبنى للنموذج الغربي أو الشرقي لتظل سيطرة الدول الكبرى على الدول النامية والأقل دخلًا، ومن يستطيع أن ينتصر هو من سينجو بقوة شعبه لأن القائد يحتاج لشعب واعي وليس مغيب.
من جانبه، أكد المحامى محمد حسن عبده عضو المجلس الرئاسة لتكتل شباب الأحزاب «إرادة جيل»، على أن جزء كبير من الشائعات ساهم خلال السنوات القليلة الماضية في إثارة الرأى العام ضد القيادة السياسية وتم نفيه، ضاربًا مثال بما تداولته صحيفة الجارديان البريطانية ونقله صحفيين مصريين عن أن ثروة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تبلغ 70 مليار دولار، وهو ما نفته الصحيفة فيما بعد لكن ظلت التهمة ملتصقة وتتداول في مصر، كذلك ما حدث مؤخرًا من ترويج قناتى الشرق ومكلمين الممولتين من تركيا ضمن الأدوات الإعلامية لتنظيم الإخوان الإرهابي، لشائعات ساذجة مثل الأرز البلاستيك والدواجن البلاستيك، واختلاق تسجيلات فيديو وإذاعتها وترويجها على مواقع التواصل الاجتماعى من أجل تغيب عقول البسطاء.
وتابع محمد حسن، في تصريح لـ"صوت الأمة": بلغت السذاجة في إطلاق الشائعات الأسبوع الماضي وحده، إلى تداول تصريحات لبعض المسئولين في وزارة الصحة ووزارة الأوقاف والأزهر الشريف حول تقليل خصوبة المصريين للتغلب على الزيادة السكانية وما تمثله من أضرار على الاقتصاد، وتم ترويجها على أنها حقائق مُسلم بها وأن القيادة السياسية تريد أن تُطهر أرض مصر من الشعب وهو ما يتنافي مع العقل والمنطق وكل القواعد البشرية والشيطانية أيضًا.
وأوضح عضو المجلس الرئاسة لتكتل شباب الأحزاب «إرادة جيل»، أن الفترة القادمة ستقوم العديد من الحركات السياسية التى تُعد ظهيرًا سياسيًا لمؤسسات الدولة والأحزاب، في توعية الشباب بطرق الكشف عن الشائعات ومحاربة الأفكار المتطرفة والإرهاب، لأن ما يتم تنفيذه الأن ضد مصر وشعبها هو حروب الجيل السادس، بعد نجاح الجيش والشرطة في إجهاض مخططي حروب الجيلين الرابع والخامس، الذين اعتمدا على زعزعة الأمن والاستقرار وإحداث فوضي خلاقة ومن ثم إحداث نزاعات مسلحة واقتتال وحرب أهلية في مصر.
من جانبه، انتقد الدكتور مجدي البطران، أمين عام حزب المصريين الأحرار في محافظة الجيزة، مكابرة البعض على إنكار وجود شائعات تروج من أجل زعزعة أمن الوطن، مؤكدًا على أن المخططات التى تستهدف مصر كلها أمور موجودة وليست درب من دروب الخيال وأن أى شاب يمكن أن يبحث على الانترنت بكل سهولة عن حروب الشائعات أو الحروب النفسية وسيتأكد بنفسه، لافتًا إلى أننا في مصر نعانى من آفة خطرة وهى عدم الرغبة في الاعتراف بالحقيقة وتصديق الشائعات لتفريغ طاقة سلبية داخل البعض.
وأكد البطران، في تصريح لـ"صوت الأمة"، على أن البعض يتلذذ في العيش في وهم الشائعات وتصديقها وتداولها بينما البعض الأخر يأخذ الشائعة ويطورها ليدعي أنه مُطلع على كافة الأمور ولديه من المعلومات والحكمة ما يمكنه أن يدخل في أى نقاش ويقول معلومات جديدة من وجهة نظره، لكن كل هذه الممارسات بالتأكيد تضر الوطن والمواطنين أنفسهم ويجب التصدي لذلك من خلال تشجيع الشباب على الاندماج في الكيانات السياسية الرسمية والثقافية وتأهيلهم من خلال المناهج العلمية ومن خلال وسائل الإعلام لمكافحة الشائعات من المنبع.