هكذا تلاعب «نشطاء السبوبة» بأحداث الوراق.. وهذه حقيقة العجوز التي ادعوا إحالتها للمحاكمة
السبت، 21 يوليو 2018 07:00 م
أضحى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على موعد يومياً مع عشرات الشائعات التي تُبث من الداخل والخارج، لتشير بعض الإحصائيات إلى أن مصر تشهد يومياً نشر ما يقرب من 250 شائعات في كافة المجالات، وهدفها واحد هو بث الإحباط وتأليب الرأي العام على الحكومة، وهدم الدولة المصرية.
طالت الشائعات كافة قطاعات الدولة وأجهزتها وكافة الوزارات والهيئات والمؤسسات، ولم يعد يصدر قرار أو يتم الإعلان عن خبر، إلا وتتسابق بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الممولة من الخارج التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي تبث من الخارج، بالإضافة لإطلاق هاشتاجات من حسابات شخصية بعضها وهمي، وغيرها حقيق يملكها "نشاء السبوبة".
كانت أحد الشائعات تلك التي تم إطلاقها حول إحالة سيدة مسنة قعيدة من بين المحالين إلى المحاكمة بتهمة التظاهر وإثارة الشغب في قضية جزيرة الوراق، تدعى زينب عبد الستار.
وبالكشف عن حقيقة الأمر، تبن لـ"صوت الأمة" أن السيدة الوحيدة المحالة مع 21 آخرين، هي زينب عبد الستار كامل إسماعيل، من مواليد 1978، أي أن عمرها 40 سنة، ليس هذا فقط، ولكنها تتمته بصحة جيدة، ولا تعاني من أية أمراض وليست قعيدة ولا غير ذلك من مواصفات وشائعات أطلقها "نشطاء السبوبة" ليس إلا من أجل تأليب الرأي العام على الحكومة وأجهزة الأمن.
وجاء قرار الإحالة بعد تحقيقات مطولة أجرتها النيابة العامة، في الأحداث التي شهدتها جزيرة الوراق وتحديداً في 26 يوليو 2017 بعد قيام عدد من الأشخاص بالتعدي على القوات المكلفة بتأمين تنفيذ قرار إزالة التعديات على أملاك الدولة والصادر من محافظة الجيزة، وأحال النائب العام 22 متهما في واقعة الاشتباكات التي جرت من أهالي جزيرة الوراق لمحاكمة بتهمة التظاهر وإثارة الشغب.
التحقيقات التى ناشرتها النيابة الكلية بتلك الواقعة، بينت أنه أثناء خروج حملة لإزالة التعديات على أراضى الدولة بمنطقة الوراق، فوجئت القوة الأمنية المرافقة للحملة بخروج عدد كبير من الأهالي لاعتراضها وقاموا بإطلاق أعيرة نارية من بندقية خرطوش تجاه قوات الأمن، بالإضافة إلى رشقهم بالحجارة، ما أسفر عن إصابة 31 ضابط ومجند بينهم 4 كانت حالتهم خطرة ما أدى إلى انسحاب قوات الأمن.
وتسلمت النيابة العامة تحريات مديرية أمن الجيزة التي حددت أسماء المتهمين المحرضين، وفحص فريق النيابة العامة المكلف بالتحقيق في الواقعة عدد من الفيديوهات والصور التى تم تداولها على وسائل الإعلام للتوصل إلى هوية المحرضين وتراوحت أعدادهم ما بين 20 إلى 30 متهما وتم استصدار إذن ضبط وإحضار من النيابة العامة ومن خلال التحقيقات تم إخلاء سبيل بعضهم إلى أن انتهت النيابة العامة بتوجيه التهم لـ22 متهما بتلك الواقعة.
واستمعت نيابة شمال الجيزة الكلية لأقوال الضباط وأفراد الشرطة المصابين خلال اشتباكات وعددهم 16 من رجال الشرطة من بنيهم اللواء رضا العمدة نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، والعميد رشدى همام مفتش مباحث أكتوبر وضباط بالأمن المركزى.
وقالوا خلال التحقيقات أنهم توجهوا برفقة قوات من مباحث الجيزة والأمن المركزى، والأمن العام إلى جزيرة الوراق باستخدام معديات تم الاستعانة بها من شركة المقاولون العرب لتنفيذ قرار محافظة الجيزة بإزالة بعض التعديات على أملاك الدولة، فوجئوا بتجمهر عدد من الأهالي يحاولون منع القوات من أداء عملها.
وأضاف الضباط بتحقيقات النيابة، أن بعضهم فور نزولهم إلى أحد جوانب الجزيرة تعدى عليهم الأهالي فيما كان الجانب الآخر بدأت فيه القوات بالفعل فى تنفيذ الإزالات، وما أن تم إزالة من 4 إلى 5 منازل فوجئت القوات بمجموعات كل منها يتراوح أعدادها من 400 إلى 500 فرد تلتف حول القوات وتتعدى عليها بالضرب، فضلا عن اعتلاء بعض الأهالى أسطح المنازل، وقذفهم بالحجارة والزجاجات الفارغة ما أصاب عدد منهم بكدمات وسحجات وشروخ بالعظام.
وأشار الضباط المصابون أيضاً إلى أنهم عندما تفاقمت الأوضاع وارتفعت أعداد المصابين بين صفوف قوات الشرطة وعدم إمكانية التمكين من تنفيذ القرارات أصدرت القيادة الأمنية قرار بانسحاب القوات من الجزيرة.
وتسلمت النيابة التقارير الطبية الخاصة بحالة الضباط والأفراد المصابين والتى جاء بها إصابة اللواء رضا العمدة بإصابات رشية بالرأس والظهر، وإصابة العميد رشدى همام بكدمة فى الأنف نتيجة قذفه بحجر وأيضا تمثلت باقى الإصابات فى إصابات رشيه نتيجة الضرب بأسلحة خرطوش.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت وقت الحادث عن القبض على 10 من مثيرى الشغب خلال الاشتباكات، وأوضحت الوزارة فى بيان لها أن الأهالى تعدوا على القوات بإطلاق الأعيرة الخرطوش والحجارة، ما دفع القوات لإطلاق الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتجمعين والسيطرة على الموقف.
واستكمل البيان: أسفرت الاشتباكات عن إصابة 8 ضباط بينهم لواءان، و11 فردا، و12 مجندا بكدمات وجروح وطلقات خرطوش، وتم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج ، وأكدت الداخلية أن القوات تمكنت من السيطرة على الموقف واتخاذ الإجراءات القانونية فى إطار الحملات المستمرة التى تقوم بها أجهزة الدولة لإزالة كافة أنواع التعديات على أملاك الدولة.
وتواجه مصر، عشرات الشائعات يومياً، في حملة ممنهجة، وكلف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، المتحدثين الرسميين والمستشارين الإعلاميين للوزارات بضرورة التواصل المستمر مع مختلف وسائل الإعلام، لإبراز جهود وزاراتهم، وتسويق ما يتم إنجازه، وفي الوقت نفسه المساهمة في الرد على استفسارات المواطنين، والعمل على حل مشكلاتهم.
وشدد رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماعه سابق معهم، على ضرورة مواجهة الشائعات التي تبث حاليًا بصورة شبه يومية، وذلك عن طريق الإسراع بتوضيح الحقائق أولًا بأول، مشيرًا إلى أن كثرة ترويج الشائعات في هذه الفترة الهدف منها بث الإحباط، خاصة في نفوس الشباب.