أردوغان المنبوذ داخليًا وخارجيًا.. فاشي يتهمه خصومه بالديكتاتور المستبد
السبت، 21 يوليو 2018 07:00 م
أثارت ديكتاتورية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي رسخها عبر قوانين جديدة سيصوت عليها البرلمان التركي في الفترة المقبلة، تمنحه صلاحيات واسعة للسلطة تصل إلى الحكم الاستبدادي، الكثير من الانتقادات حول العالم، فبخلاف مناهضة الصحف العالمية لسياساته، لم يسلم أردوغان من انتقاد السياسيون والقادة بسبب قيادته تركيا لمنعطف خطير.
وكان وزير الخارجية الامريكى مايك بومبيو وصف أردوغان بـ "الديكتاتورى والفاشى الإسلامى الشمولى" ليكون من ضمن أبرز المسئولين الأمريكيين الذين ينتقدوا حكم الرئيس الأمريكي، فبعد إجراءه لقاء مع أردوغان كان مغلقا، ولم يدلى فيه بأي معلومات شهدت العلاقات الأمريكية التركية تدهوراً غير مسبوق، وعلت النبرة التركية المهاجمة لواشنطن، التي كثّفت من دعمها للمليشيات الكردية التى تقاتل تنظيم "داعش"، بالإضافة إلى رفض واشنطن تسليم فتح الله جولن، الذى تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب على حكومة العدالة والتنمية.
الدكتور سعيد الحاج، الكاتب فى الشئون التركية، أكد أن العلاقات الأمريكية التركية وصلت إلى حدّ القطيعة، بعد أن استبشرت إدارة ترامب في أنقرة بها فى البدايات، مؤكدًا أن إقالة تيلرسون، "أحزن تركيا"، حيث وضع مجمل الاتفاقات التي حصلت مؤخّراً بين تيلرسون وجاويش أوغلو فى مهبّ الريح.
ويتضح للجميع أن بومبيو وزير الخارجية الأمريكي الحالي لا يكنّ احتراماً للحكومة التركية الحالية، حيث غضبت واشنطن من العديد من الخطوات التى قامت بها تركيا واعتبرتها استفزازية؛ كشراء نظام صواريخ أرض- جوّ الروسية، في سبتمبر الماضى، وهو إجراء رأت المخابرات الأمريكية، أنه سيقلّل من التزام أنقرة بحلف الناتو وسيقرّبها أكثر من موسكو.
البروفيسور جاى هومنيك كبير باحثى مركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد هو الآخر إنه من الصعب جدا قراءة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غهو متناقض فى كثير من سياساته ويظهر كأنه يرقص فى منتصف الطريق فهو ينقل البلاد بعيداً عن سياسات أتاتورك، مضيفًا في تصريحات صحفية أنه يكسرأحيانا الكثير من قواعد حلف شمال الأطلسي والغرب، ومن جهة يحب أن يكسب الدولارات القادمة من السياحية الإسرائيلية فى الوقت الذى يتحدى الإسرائيليين عبر غزة، وهو يستثمر مع الأكراد فى مجال النفط، لكنه لا يريدهم أن يكتسبوا السيادة.
لم يكن الهجوم المستمر على اردوغان من قبل قادة العالمفقط بل أن الهجوم وصل إلى الداخل حيث انتقد رئيس نقابة القضاة في تركيا مصطفى كاراداغ الرئيس رجب طيب أردوغان واتهمه بتصفية خصومه السياسيين من خلال حركة التطهير القضائي التي اتخذتها بعد فشل الانقلاب ، وقال كاراداغ إن السلطات لم تلق القبض فقط على المتعاونين مع الانقلاب ، بل أيضا على من ينتقدون الرئيس رجب طيب أردوغان، ممن لا علاقة لهم بالانقلاب.
وذكرت بيانات رسمية إن أول إجراء قامت به الحكومة التركية بعد الانقلاب تمثل في القبض على 2800 من الانقلابيين بالقوات المسلحة وعشرة أعضاء بمجلس شورى الدولة التركية وأحد أعضاء قضاة المحكمة العليا بالبلاد.