إنتاجها وتسويقها فى رقبة "الزراعة" ومحافظ بنى سويف..
النباتات الطبية والعطرية طريقنا للعالمية وملايين الدولارات لخزانة الدولة
السبت، 21 يوليو 2018 08:00 ص
تتمتع مصر بميزة كبيرة فى زراعة النباتات الطبية والعطرية منذ آلاف السنين، وقد حبانا الله سبحانه وتعالى بطبيعة خاصة فى التربة الزراعية وفى الأراضى الصحراوية أيضا،وجعل المولى تبارك وتعالى أرضنا أرضاً طيبة مباركة،وقد وصفها القرآن الكريم منذ حوالى 1400 سنة،فى كتابه العزيز بأنها "خزائن الأرض"،وكانت فى سنوات المجاعات والقحط ملاذاً للفارين من الجوع والمسغبة،نظراً لكثرة زراعاتها وحاصلاتها،وخاصة القمح ،الذى كان غذاءً و طعاماً لمصر وأهلها ،وكذلك للأمم المجاورة لها منذ آلاف السنين،علاوة على النبات الطبية والعطرية الكثيرة والعديدة والمتنوعة،التى كانت تُستخدم فى الطب والعلاج والدواء.
بداية النباتات الطبية والعطرية
زراعة النباتات الطبية والعطرية
فى البداية ،عانت هذه النوعية من الزراعات كثيراً،نظراً للعشوائية فى زراعتها وجمعها وتسويقها،لأنها ظلت لسنوات طوال بدون أب شرعى يرعاها،من حيث المطالبة بزيادة مساحة زراعتها ،وتذليل العقبات أمام المنتجين لها ،ووضع الخريطة الخاصة بأسواق التصدير وأوقات وشهور الفرص الذهبية ،لتواجد هذه النباتات فى الأسواق العالمية المتعطشة لها،والأهم من ذلك تكوين اتحادات وروابط ترعى المزارعين والفلاحين والمنتجين ، العاملين فى زراعة وإنتاج وتسويق وتصدير هذه الثروات النباتية،التى بدأت مساحة زراعتها قليلة من 10 إلى 20 آلاف فدان،وتظهر على استحياء بجانب الحاصلات الزراعية الاستراتيجية مثل القمح والقطن والأرز والقصب،وكذلك على جانب مُهمل من الحاصلات والزراعات الاقتصادية أو التسويقية،مثل البطاطس والطماطم والفراولة والكنتالوب وغيرها من الفاكهة والخضر،والتى تصل مساحات زراعاتها لمليون ومليونى فدان.
مشروع رائد ببنى سويف
المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف وسط الزراعات
وتُقدر المساحة المزروعة بالنباتات الطبية والعطرية فى مصر بـ 60 – 80 ألف فدان سنوياً، ويتم تصدير من 90 – 95% من إنتاجها ، غير أنه لا يوجد حتى الآن سقف تصديرى لها، وأن عائد البيع منها فى آخر الإحصائية لعام 2014 بلغ حوالى 172.08 مليون جنيهاً،غير أن الأرقام والبيانات التى تلت هذا العام ، بدت جيدة ومُبشرة،من حيث المساحة وكميات واقتصاديات التصدير،حيث تشير الإحصائيات إلى أن محافظة بنى سويف وحدها ،تستهدف زراعة 69 ألف فدان هذا العام، من خلال مشروع واعد يمثل طفرة وقفزة لزراعة النباتات الطبية والعطرية،غير أن ارتفاع أجور العمالة الزراعية فى مراحل زراعة ورعاية وقطف وجمع النباتات وحملها وشحنها من مناطق الزراعة إلى ورش ومصانع استخلاص الزيوت العطرية يتسبب ــ حسب كلام المزارع وصاحب مصنع عادل سعد ببنى سويف ــ فى ضغوط ونفقات عالية ، فى حق المزارعين والمنتجين وأصحاب المصانع ، على الرغم أن قيمة الصادرات تتجاوز حوالى 80 مليون دولار سنويا ، للمواد الخام، ولا يوجد لدينا سوى مصنع حكومى واحد لإنتاج العطور،ويعتمد مشروع محافظة بنى سويف الجديد، على إنتاج وتجارة النباتات الطبية والعطرية، والتوابل، ومن أهم النباتات المزروعة للتصدير البابونج و النعناع و البردقوش و الشمر و الكمون و الريحان و حبة البركة و الأقحوان و حشيشة الليمون و العتر.
خريطة زراعة النباتات الطبية والعطرية
النباتات الطبية والعطرية سفيرنا للعالم
وتمثل هذ النباتات أكثر من 2100 نوع من النباتات البرية ، بما فيها 350 نوعا لها استخدامات طبية، وتأتى محافظة المنيا على رأس المحافظات التى تزرع النباتات الطبية والعطرية بنسبة 34%، تليها محافظة الفيوم بنسبة 20% ثم بنى سويف بنسبة 17% فمحافظة أسيوط بنسبة 10%، وتتوزع نسبة 19% على باقى المحافظات، وبالرغم من أهمية هذه النباتات، إلا أن المساحة المنزرعة لدينا مازالت تمثل نسبة ضئيلة ، حيث تصل إلى 76 ألف فدان وتمثل أقل من 0.8٪ من إجمالى المساحة المنزرعة، وعلى الرغم من ذلك تأتى صادرات الأعشاب والنباتات الطبية والعطرية فى المرتبة الخامسة من الصادرات الزراعية المصرية، ويتم تصدير 90% من إنتاجها بما يمثل حوالى 50 ألف طن سنوياً.
40 سوقاً دولية لصادراتنا
النباتات الطبية والعطرية مصدر للعملات الصعبة
وتحتل الصادرات المصرية من النباتات العطرية والطبية المركز الـ 11 ضمن الدول المصدرة بحوالى 2.23% من حجم السوق العالمية، كما نجحت الصادرات المصرية أيضا فى الوصول لما يقرب من 40 سوقًا دولية بشكل جيد، وتعتبر فرنسا أكبر سوق للمنتجات المصرية تليها الولايات المتحدة الأمريكية خاصة الياسمين، والورد والبنفسج ،ومن أهم النباتات المطلوبة للتصدير الريحان لأسواق ألمانيا – أسبانيا – الولايات المتحدة – فرنسا، والنعناع لأسواق المملكة المتحدة – الولايات المتحدة – فرنسا، و الشمر لأسواق الولايات المتحدة – بلغاريا – ألمانيا – إيطاليا، و الكراوية لأسواق كندا – الولايات المتحدة – تركيا – فرنسا، و الكزبرة لأسواق السعودية – المملكة المتحدة – ليبيا – الأردن، و البابونج لأسواق ألمانيا - إيطاليا - إسبانيا - الولايات المتحدة.