هل تتحد لندن وواشنطن ضد الإخوان؟.. تحقيقات «العموم» سلاح إدانة التنظيم بالإرهاب

الخميس، 19 يوليو 2018 02:23 م
هل تتحد لندن وواشنطن ضد الإخوان؟.. تحقيقات «العموم» سلاح إدانة التنظيم بالإرهاب
الكونجرس الأمريكي- أرشيفية
كتب- أحمد عرفة

 

يعيد الإجراء الذي اتخذه مجلس الكونجرس الأمريكي، وبالتحديد لجنة الدفاع والأمن القومي، بمناقشة خطر الإخوان على السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية، الأذهان إلى التحقيقات التي أمر بها رئيس وزراء بريطانيا السابق ديفيد كاميرون، حول نشاط الإخوان في بريطانيا، والتي ترأسها السير جون جينكيز، السفير البريطاني السابق بالمملكة العربية السعودية، وما وصلت له من نتائج أكدت ارتبام مفهوم الإرهاب بجماعة الإخوان.


نتيجة التحقيقات البريطانية

نتيجة التحقيقات التي أعلنها رئيس وزراء بريطانيا السابق، تحت قبة العموم البريطاني في ديسمبر 2015، كشفت ارتباط الإخوان بالإرهاب، ولكن دون إصدار قرار يصنف الإخوان كمنظمة إرهابية، إلا أنه أكد وجود ارتباط بين بعض الإرهابيين وبين جماعة الإخوان.

 

التقرير الصادر من اللجنة حينها أكد أن جزءًا من جماعة الإخوان له علاقة غامضة للغاية مع التطرف العنيف، حيث أنه مجرد الانتماء لجماعة الإخوان أو الارتباط بها يعتبر مؤشرا محتملا للتطرف، وطالب حينها التقرير برفض تأشيرات الدخول لأعضاء الإخوان أو المرتبطين بهم ممن لهم تصريحات تؤيد أو تحبذ العنف والتطرف، والتأكد من أنّ المنظمات الخيرية المرتبطة بالإخوان لا تستخدم في تمويل الجماعة وإنما تمارس عملا خيريا فقط، واستمرار متابعة وتدقيق إذا كانت آراء ونشاطات الإخوان تتسق مع القانون البريطاني. 

 

ارتباط الإخوان بالإرهاب

تلك التحقيقات البريطانية أثارت حينها مخاوف كبيرة لدى الجماعة وقياداتها المقيمين ببريطانيا، إلا أنها لم تطبق توصيات تلك التحقيقات على أرض الواقع بسبب المتغييرات التي شهدتها بريطانيا حينها نتيحة ملف بريكست واستقالة ديفيد كاميرون، ثم تولى تيريزا ماي رئاسة الوزراء البريطانية.

 

بعد ما يقرب من عامين ونصف، عادت التحقيقات من جديد ولكن هذه المرة في الكونجرس الأمريكي، حيث تناقش لجنة الأمن القومي نشاط الإخوان وخطره على الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تأتي تلك الخطوة في ظل تزايد وتيرة العمليات الإرهابية ليس في أمريكا فقط بل على مستوى العالم، مما دفع الكونجرس للتوجس من علاقة الإخوان بمنظمات إرهابية، خاصة في ظل ثبوت تورط قياداتها في تنفيذ عمليات إرهابية في عدة دول عربية على رأسها مصر.


هل يستعين الكونجرس بالتحقيقات البريطانية؟

الخطوة التي اتخذها الكونجرس الأمريكي تدفع نحو تساؤل هام ألا وهو هل يستعين الكونجرس بنتائج التحقيقات البريطانية التي أكدت ارتباط التنظيم بمفهوم الإرهاب؟، خاصة أن رئيس لجنة التحقيقات البرلمانية التقى بقيادات إخوانية وعدد من حلفائهم على رأسهم محمود حسين الأمين العام للإخوان، وإبراهيم منير أمين التنظيم الدولي، وعبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، وفي النهاية أسفرت عن هذه النتيجة.


جدية واشنطن في معاداة الإخوان

إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية جادة في تقييم نشاط الإخوان واتخاذ إجراءات ضدتها بعد ثبوت ارتباطها بالإرهاب، فبالتأكيد ستسعين بكل الدراسات والتحقيقات التي أجريت بشأن علاقة الإخوان بالإرهاب، وسيكون التحقيق البريطاني أحد أبرز المصادر الهامة لها لدفعها نحو تصنيف الإخوان منظمة إرهابية.

 

في هذا السياق يؤكد الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في الشؤون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الكونجرس الأمريكي بدأ في عقد جلسات استماع حول ارتباط نشاط الإخوان بالإرهاب بعد أن تعرضت واشنطن نفسها بالإرهاب، وأصبح هناك احتفاء إخواني بالجماعات الإرهابية.

 

الخبير في الشؤون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، إن استعانة الكونجرس الأمريكي بالتقحيقات البريطانية حول نشاط التنظيم وارتباطه بالإرهاب يعتمد على مدى جدية الكونجرس نفسه في مناقشة نشاط الجماعة، وهل لديه نية بتصنيفها جماعة إرهابية من عدمه.

 

وأشار الخبير في الشؤون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،  إلى أن الموقف الدولي تجاه الإخوان أصبح يتغير بشكل كبير خلال الفترة الحالية، خاصة أن فروع التنظيم أصبحت تحتفي بالعمليات الإرهابية بل وتشارك فيها أيضا.

 

وكانت لجنة الأمن القومي في مجلس الكونجرس الأمريكي، قالت إن الإخوان تنقسم لعدة أفرع منها جماعة الإخوان في مصر، وهناك أيضا حزب النهضة في تونس، وحزب العدالة والتنمية في المغرب، حركة الإخوان في الأردن، مشيرة إلى أن حركة الإخوان موجودة في عدد من برلمانات الدول العربية، من بينها الأردن وكذلك تونس، والمغرب، وهناك فروع للإخوان أخرى تمارس العنف، ويجب أن نضع هذه المجموعات ضمن قوائم الإرهاب، بينما يتم ترك باقى المجموعات التي لا تمارس العنف في البلدان الأخرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق