«أقوال لا أفعال».. محصلة التهديدات الإيرانية لأمريكا «صفر»
الخميس، 19 يوليو 2018 12:00 م
تصريحات نارية وتهديدات دورية لا تنفذ، تلخص تعامل نظام «ولاية الفقية» منذ اعتلى السلطة فى إيران عام 1979، عقب كل أزمة دولية أو إقليمية أو خلاف مع دولة جارة، يخرج نظام الملالى ليملآ الدنيا صريخا، بأن طهران ستفعل وتفعل، ليكتشف الجميع أن ما يحدث هي فقاعات هواء ما تلبث أن تنزوى.
التهديدات الإيرانية، للتصدير الخارجي لا للاستهلاك المحلي، فقادة طهران يعرفون تماما معنى إقدامهم على محاربة الدول الكبرى، وهو ما ظهر جليا خلال سيل التهديدات مع الولايات المتحدة الأمريكية، فقد تيقن للجميع أن إيران إذا قالت فإنها لا تفعل، وإذا فعلت فإنها تنكر وتنفي، لذا فإن تهديداتها بوضع كل الخيارات على الطاولة لمواجهة العقوبات الأمريكية لن يترجم منها شيئا على أرض الواقع.
الدليل الأكبر على فقاعة التهديدات الإيرانية، ما صرح به مسؤلوها عن إمكانية إغلاق «مضيق هرمز» - بحسب مراقبون - وهو الأمر الذى ينكره واقع ضعف الحرس الثوري على الدخول في مواجهة مع قوى دولية أو إقليمية، والحقيقة تكمن في التفاوض، حيث تسعى إيران بسرية إلى الوصول إلى صفقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقدم فيها طهران ما تريده الولايات المتحدة من تنازلات مقابل حماية نظام الملالي من السقوط.
قديما، وقت إدارة باراك أوباما، هددت إيران باعتراض المصالح الأمريكية لكنها لم تفعل، ورفعت الراية البيضاء وقدمت التنازلات آن ذاك لواشنطن والدول الغربية لإقناعها للتوصل إلى صفقة نووية، ترفع العقوبات عن كاهل طهران بعد أن أوشك النظام الإيراني على السقوط.
أطلق المرشد على خامنئي وأحمدي نجاد وقادة الحرس الثوري والكثير من رموز النظام الإيراني السياسيين والعسكريين والدينيين، مئات التهديدات العلنية، لكنهم حققوا صفقات سرية بالتزامن مع تلك التصريحات.
ويبدو أن الحرس الثوري الإيراني لا يعلم تداعيات تصريحاته الجهورية هو أيضا، فقد سارع قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري إلى توريط الرئيس الإيراني حسن روحاني في تثبيت وتسجيل تهديد له بإغلاق مضيق هرمز حين صرح روحاني أنه من غير المعقول أن يتم وقف تصدير النفط الإيراني وتبقى دول المنطقة مستمرة في تصدير نفطها.
روحاني لم يذكر صراحة أن بلاده سوف تقوم بإغلاق مضيق هرمز، لأنه يعلم يقينا أنها غير قادرة على ذلك، ومن المعيب إطلاق تصريحات وتهديدات فارغة من الصعب تنفيذها أو ترجمة جزء منها على أرض الواقع، والأمر نفسه ينطبق على ما هدد به العميد إسماعيل كوثري، نائب قائد قاعدة «ثار الله» بالحرس الثوري، في مقابلة مع وكالة «نادي المراسلين الشباب»، حيث قال إن إيران لن تسمح بمرور أي شحنة نفط في مضيق هرمز إذا كانوا يريدون وقف صادرات النفط الإيراني، وعقب كل هذه التهديدات، نجد أن أرض الواقع له رأي أخر وهى أن محصلة تلك التهديدات تساوي صفر، ولم تنفذ.