«مصايف الغلابة».. مراكب النيل ونافورة «الأزهر بارك» لمن فاتهم «الساحل» ورأس البر
الثلاثاء، 17 يوليو 2018 06:00 ص
بعد أداء امتحانات المدارس والجامعات وظهور النتائج، واطمئنان الأسرة وتخلصها ولو مؤقتاً من أعباء وضغوط كثيرة طوال العام، ومع ارتفاع درجات الحرارة خلال شهري يوليو و أغسطس، تبدأ الأصوات تتعالى: «نريد الذهاب إلى المصيف».
الكلمات سهلة ويسيرة، ولكن تنفيذها على أرض الواقع يحتاج إلى ترتيبات وقبل الترتيبات تحتاج لأموال، وكما يقول المثل الشعبي «على أد لحافك مد رجليك»، يبدأ رب الأسرة أو ربة البيت في المفاضلة بين مصيف وآخر، حسب القدرة والاستطاعة المالية فمصيف جمصة بمحافظة الدقهلية يختلف عن رأس البر في دمياط ومصايف الإسكندرية يختلف عن مصايف مطروح، وكل هذه المصايف والشواطىء تختلف عن مصايف البحر الأحمر وشرم الشيخ بجنوب سيناء من ناحية التكاليف والنفقات.
فى بداية التفكير فى المصيف لابد من تكلفة المواصلات وثمن إيجار الشقة أو الشاليه ثم نفقات المأكل والمشرب والتنقلات الداخلية، وكذلك إيجارات مستلزمات الشاطىء ويمكن الاستراحة من هموم كل ذلك بالاتفاق أو الحجز عن طريق شركة تتكفل بكل شىء من مواصلات وإيجار شقة أو شاليه وما نحتاج إليه فى المصيف.
تقول رانيا جمال -ربة منزل– من الجيزة: «ندفع 3 آلاف جنيها عن 5 أفراد ونذهب لجمصة لنقضى أسبوعاً فى المصيف،ولكن المشكلة أننا نتحمل نفقات الأكل والشرب وطهو الطعام ،وفى ذلك مشقة وتعب على ربة الأسرة التى يضيع جهدها فى إعداد الطعام للزوج والأولاد ،ولا أشعر بالمصيف نتيجة التعب والإرهاق طوال النهار».
أمّا حسام الشهابى ــ موظف ورب أسرة ــ فيرى أن الأفضل فى المصيف هو الحجز عن طريق شركة وفنادق حتى يستريح المصطاف من مشاكل أجرة السفر والتنقلات والأكل والشرب والتردد على المصايف ووسائل الترفيه ونزول البحر، بما يعني أن يتفرغ جميع أفراد الأسرة للفسحة فقط دون الانشغال بأي شيء آخر، وكل ذلك بما لايزيد عن 5 آلاف جنيه لـ 4 أفراد ولمدة أسبوع ، وفى مناطق مميزة فى شرم الشيخ بجنوب سيناء.
هذه وجهة نظر من يملكون أمولاً للذهاب إلى المصايف، حتى ولو كانت هذه التكلفة في نظر البعض بسيطة، من 3 إلى 5 أو 6 آلاف جنيه،غير أن هناك الكثيرون لا يملكون هذا المبلغ أو يملكونه ولكن لديهم ما هو أهم من المصايف فى الأولويات ،فأين تكون وجهتهم فى الصيف؟؟
على شاطىء النيل وتحت كوبرى قصر النيل و 6 أكتوبر بالقاهرة وخلال فصل الصيف يسبح الأطفال والمراهقون طوال النهار وفي المساء تقصد الأسر مراكب النيل للفُسحة من أول الليل وحتى الفجر، هرباً من الجو الحار داخل الشقق السكنية، وحول ميدان ونافورة ثمثال النهضة، وعلى امتداد ميدان جامعة القاهرة بالجيزة، وحتى النافورة تخرج الأُسر يومياً وتظل فى هذه المنطقة لقرب أذان الفجر، الأطفال يلعبون والكبار يسترخون على العشب الأخضر، وهذه فُسحتهم شبه اليومية، فى هذا المكان وغيره على شاطىء النيل أو حدائق الأزهر والأورمان والحيوانات وغيرها.
أمام جامعة القاهرة قالت السيدة أم عبد الرحمن: «لدي 3 أولاد، وأن وزوجي وإذا أردنا الذهاب إلى المصايف نحتاج على الأقل لـ 5 آلاف جنيه، وبعد شهر سوف أكون فى أشد الاحتياج لدفع رسوم الدراسة وشراء مستلزمات المدارس من كُتب وكراسات وزي مدرسي وحقائب، ولذلك قررت الاحتفاظ بما لدينا استعدادا للدراسة، ونقوم بالفُسحة كل يوم فى هذا المكان الهادىء وفى نفس الوقت الأولاد يلعبون ويستمتعون بالجري واللعب».
وبعيداً عن مصايف الغلابة والبسطاء، وسباحة أولادهم في النيل وفي مياه النافورات، أكد محمد المسعود عضو لجنة السياحة بمجلس النواب، أن المصريين ينفقون 10% من دخلهم السنوي على الترفيه في الصيف، وهو ما يقدر بحوالى من 12 إلى 15 مليار جنيه سنويًا، و تزداد هذه المبالغ بشكل سنوي، بسبب الضرائب على المنشآت السياحية وارتفاع نسب التضخم السنوية.
قال طارق متولي، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب إن نقل السياح داخليا يستهلك 20% من تكلفة الرحلة السياحية للفرد، بينما يستحوذ الطعام والشراب على 35% من قيمة الرحلة.