"تويتر" العظيمة التي فعلت ما لا يجرؤ "مارك" على فعله
الأحد، 15 يوليو 2018 01:11 م
خلال حديث جمعني قبل عام تقريبا مع المتحدثة الرسمية لشركة تويتر بمنطقة الشرق الأوسط، سألتها عن خطة الشركة لزيادة عدد مستخدميها واللحاق بالمنافسة مع فيسبوك، فكان ردها "نحن لم ولن ننشغل بحجم المستخدمين، كل ما يهمنا هو تطوير منصة محترمة وتفاعلية وتناسب أذواق واهتمامات مستخدمينا".
وقتها ظننت أن هذا التصريح هروبا ذكيا من التعليق على الفجوة الكبيرة بين عدد مستخدمي تويتر الذي يقدر بحوالي ٣٣٠ مليون مستخدم، في حين تجاوز عدد مستخدمي فيسبوك ٢.٢ مليار شخص حول العالم.
ولكن ما أعلنته تويتر قبل أيام قليلة، قضى على تلك الظنون السيئة التي راودتني، انظروا ماذا فعلت تويتر! لقد قررت حذف جميع الحسابات المثيرة للشك، أو كما وصفها بيان الشركة "الحسابات التي اكتشفنا تغيرا مفاجئا في سلوكها"، أليس هذا دليلا على ما قالته لي المتحدثة باسم تويتر والتي بدورها تنقل ما تقوم به الشركة وتعتمد عليه من سياسات.
وفي غضون ساعات قليلة من تطبيق قرار "حملة التطهير" كما وصفها خبراء التكنولوجيا، فقد معظم المشاهير ملايين المتابعين، ولكنهم لم يخرجوا بأي تصريحات سلبية تشير لغضبهم من القرار، بل فوجئت ببعض التصريحات التي خرجت من بعضهم يطالبون فيها فيسبوك باتخاذ مثل هذا القرار، ولكني أعتقد أن "زوكربيرج" لا يجرؤ على فعل ما قامت به تويتر.
أعتقد أن تويتر تقصد بالحسابات التي لاحظوا تغيرا في سلوكها، هي تلك الحسابات التي تعتمد على خوارزميات التشغيل الآلي، أو الحسابات التي يتعمد أصحابها مضايقة باقي المستخدمين، فما بالنا إذا حدث ذلك على منصة فيسبوك؟، أعتقد أن زوكربيرج سيفقد ما لا يقل عن ربع مستخدمي شبكته الاجتماعية.
فيسبوك تلهث وراء الإعلانات لتحقيق الأرباح، هذا حق مشروع بالتأكيد، ولكن لو أدى هذا الأمر لمضايقة المستخدمين فهو أمر ليس محمودا، إذا كان لديك صفحة على فيسبوك ستدرك ما أقصده، حيث ستفاجئ بوجود عدد كبير من المتابعين ولكنها حسابات وهمية، "وخد عندك مضايقات من اللي قلبك يحبها".
في النهاية، أرى أن تويتر أعطت لفيسبوك درسا قويا في سياسة احترام خصوصية المستخدمين، وحقهم في التعايش داخل شبكة تواصل اجتماعي ذات ثقة، بعيدا عن اللهث وراء المال، ولو أن فيسبوك تريد حقا أن تقضي على الأخبار المضللة التي انتشرت عبر شبكتها، فعليها حقا أن تقوم بحملة تطهير مشابهة لما قامت بها تويتر.
رسائل قصيرة
# حينما رأيت صورة المهندس أحمد البحيري الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات وهو يصافح المهندس حازم متولي الرئيس التنفيذي لشركة اتصالات مصر بعد توقيع اتفاقيات تعاون مشترك في مجال الاتصالات، وبعدها رأيت صورته وهو يصافح المهندس ياسر شاكر الرئيس التنفيذي لشركة أورنج مصر أيضا بعد توقيع اتفاقيات مماثلة، تذكرت على الفور ما كان يفعله أحد الرؤساء التنفيذيين السابقين للشركة المصرية للاتصالات حينما كان يصف شركات فودافون واتصالات وأورنج بأنها "شركات أجنبية" وأنه يرفض التعاون معهم، شتان الفارق في التفكير بين شخص يدرك أن التعاون هو السبيل الرئيسي للنجاح، وبين من كان يعتقد أن الاحتكار والتغني بالوطنية هو سبيل التمسك بالكرسي، تحياتي للبحيري، أما الآخر فما فعله معك خالد نجم يليق بك.
# منذ تولي الدكتور عمرو طلعت منصبه كوزير للاتصالات، قام بعقد سلسلة من اللقاءات مع وزراء آخرين، والمعتاد أن يصدر بيان صحفي عقب كل لقاء، والمعتاد أيضا أن يبدأ البيان بكلمة وزير الاتصالات، ولكن غير المعتاد أن أجد كل البيانات الصحفية تبدأ بتصريحات الوزير الآخر وبعدها تصريح وزير الاتصالات!! ملحوظة بسيطة ولكنها تحمل معان كثيرة، حقا أيقنت أن المحترم وابن الأصول يكون متواضعا في كل تصرفاته، لما لا وهو من أسرة محترمة، بدءا من جده عبد الوهاب طلعت رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق، ومرورا بوالده أحمد سميح طلعت وزير العدل بحكومة ممدوح سالم عام ١٩٧٦.
# بعيدا عن التكنولوجيا، أدعوكم لتعلم الدرس الذي نراه في كأس العالم لكرة القدم، الفرق الجماعية المنظمة هي التي صعدت للمراحل النهائية، أما الفرق التي اعتمدت على النجم الواحد غادرت المنافسة، هكذا الحياة العملية، التعاون والعمل الجماعي هو السبيل الأضمن للنجاح.