في ذكرى وفاة أشهر أب بالسينما.. أمل عبدالمنعم مدبولى تفتح خزائن أسرار «بابا عبده» (حوار)
الإثنين، 09 يوليو 2018 10:02 محوار- زينب عبداللاه
بابا عبده، أشهر أب فى السينما المصرية وأكثر من عبر عن الحنان والحب ومشاعر الأبوة الصادقة، الفنان العملاق عبدالمنعم مدبولى الذي تمر اليوم 9 يوليو الذكرى الثانية عشر لوفاته.
جدو عبده ارتبط به الكبار والصغار و استطاع أن يضحكنا ويبكينا، وأبدع فى كل أعماله الراسخة فى أذهان كل الأجيال، ومنها أفلام الحفيد وإحنا بتوع الأتوبيس ومولد يادنيا، ومسلسل أبنائى الأعزاء شكرا، ولا ياابنتى العزيزة، كما قدم أروع أعمال المسرح الذى عشقه واكتشف فيه العديد من نجوم الكوميديا، كما قدم أروع أغانى الأطفال التى تحفظها كل الأجيال «الشاطر عمرو، وتوت توت»، فضلا عن أغانى فوازير «جدو عبده».
في ذكرى وفاته أجرينا حوارا مع نجلته أمل التي فتحت لنا صندوق أسراره، لتكشف العديد من الجوانب الخافية فى حياة بابا عبده، وأسرار طفولته ويتمه، ورحلة كفاحه، فإلى نص الحوار:
- حدثينا عن نشأة الوالد وطفولته؟
نشأ والدي في حي باب الشعرية، ولم تكن طفولته سهلة، فوالده توفى بعد مولده بـ6 شهور، وترك زوجته الشابة وفى رقبتها 3 أولاد أولاد أكبرهم 6 سنوات وأصغرهم 6 أشهر، ولا تملك سوى معاش ضئيل، فنشأ أبي يتيما فقيرا محروما من أشياء كثيرة، وكانت والدته تصطحبه أيام الإجازة إلى محلات النجارة والسباكة والكهرباء لتطلب من الأسطوات أن يعمل معهم ويعلموه الصنعة، ولذلك تعلم والدى منذ صغره كيف يكون عصاميا ويعتمد على نفسه.
- ومتى ظهرت مواهبه الفنية؟
بدأت مواهبه وهو طفل فى الابتدائى، وكانت المنطقة الشعبية التى يعيش فيها تتميز بكثرة الموالد، فكان يرى الفرق المسرحية التى تأتى للمشاركة فى المولد ويحفظ عروضها، ويقدمها فى المدرسة.
- ولماذا التحق بكلية الفنون التطبيقية؟
كان والدي متعدد المواهب، فكان مخرجا ومؤلفا ويحب الرسم والنحت، لذلك التحق بكلية الفنون التطبيقية، حيث لم يكن معهد التمثيل قد بدأ، وبعد تخرجه فى كلية الفنون التطبيقية كان معهد التمثيل بدأ فالتحق به وكان ضمن ثاني دفعة بالمعهد، وعندما كان عمره 17 عاما عمل مع فاطمة رشدى وجورج أبيض، وظلت موهبة الرسم ملازمة له حتى إنه رسم لوحات كثيرة، وعمل معارض كان يحضرها فاروق حسنى وأخذوا بعض لوحاته ووضعوها فى رئاسة الجمهورية وفى وزارة الثقافة، كما أنه شارك فى إصلاح لوحات قصر المانسترلى.
- حدثينا عن قصة زواجه من الوالدة؟
كان والدي ووالدتي جيران، ونشأت بينهما قصة حب وتقدم لها وتزوجها وأنجبني أنا وشقيقي محمد وأحمد.
- كيف كانت شخصية الفنان عبدالمنعم مدبولى فى المنزل.. هل كانت تحمل ملامح شخصية بابا عبده؟
كل الأعمال التى قام بها والدى سواء كوميدية أو تراجيدية تحمل جزءا من شخصيته وانفعالاته وطريقته فى الكلام، فوالدى لم يكن يمثل وكان يشبه فى حنانه شخصية بابا عبده فى مسلسل أبنائى الأعزاء، لكنه لم يكن سلبيا مثله وكانت شخصيته قوية، وكنا نخاف من غضبه، حيث كان عصبيا ولكنه لم يكن عنيفا، ومن كتر عصبيته كان أصدقاؤه يسمونه نيرون.
- وما أكثر الأزمات التى مرت عليه خلال تاريخه الفنى؟
فى أوائل الستينيات أراد البعض إبعاده عن مسرح التليفزيون فحزن حزنا شديدا وشعر بعدم التقدير، وعندما أراد السيد بدير أن يسترضيه، قال: «خلاص بطلت تمثيل وهابيع كشري، وبالفعل توقف فترة عن التمثيل وساءت حالته النفسية.
- وما أشهر المواقف الطريفة التى حدثت معه؟
كان والدي دائما يحب الضحك ويتمتع بخفة ظل كبيرة كما كان على الشاشة، وأتذكر أحد المواقف الطريفة عندما كان في الحج وأثناء وجوده بالحرم ومعه والدتي رآه أحد الحجاج المصريين وسلم عليه وقبل رأسه ويده، وكان هناك وفد آسيوي وعندما رأوا الرجل يفعل ذلك اعتقدوا أن والدي ولي من الألياء وتزاحم الناس عليه، وأخذوا يقبلون يده ورأسه ولم يستطع والدي الخروج من الحرم إلا بالبوليس.
- حدثينا عن أواخر أيامه واشتراكه فى مشاهد قليلة ببعض الأفلام؟
حدث هذا في فيلم عاوز حقي، وكان هناك اتفاق مسبق بألا يظهر اسمه فى الأفيشات لتكون مفاجأة للجمهور على الشاشة، وأن يقول عبارات فيها المعنى الكبير للفيلم، ورحب والدي ليس لأنه كبر ولا يجد أدوارا، فلم يكن يهمه حجم الدور ولكن بقيمته، وكان حريصاً على أن يعمل لآخر لحظة في حياته، وعندما وصل لسن الثمانين، قال لى: «تخيلى واحد بيقوللى بيقول لي أنت بقيت 80 سنة يبقى ترتاح، ده عبيط ولا إيه أنا لو بطلت فن أموت»، وكان لديه القدرة على أن يعمل فى كل الأوقات، وعندما لا يكون لديه عمل تمثيلى يؤلف ويكتب روايات، وله عدد هائل من المسلسلات الإذاعية، وفى آخر شهرين فى حياته كان يقوم بعمل بروفات مسرحية للمسرح القومى رغم حالته الصحية.