مرحلة جديدة يشهدها ملف التعليم المصري، بدت ملامحها الأولى حينما أعلن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بعضا من تفاصيل تلك المرحلة، والتي تهدف في الأساس إلى بناء الشخصية المصرية والاهتمام بتخريج جيل قادر على مواكبة تطورات العصر، ويتهم بتطبيق مفاهيم المواطنة والمعايشة والاعتماد على الذات، بالإضافة إلى التفكير والإبداع.
تلك المرحلة شهدت ردود أفعال واسعة، وأشاد العديد بها، لاسيما وأن أولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اهتمام خاصا بالتعليم والصحة، في فترة ولايته الثانية، الأمر الذي منح القائمين على التعليم المصري أملا في التغير وحل مشكلاتهم والنهوض بمستوى الخدمات التي يقدمونها ويتلقونها.
«مصر على أعتاب عصر جديد الغلبة فيه للتفكير والإبداع».. هكذا أشاد إبراهيم شاهين، وكيل أول نقابة المهن التعليمية، بنظام التعليم الجديد الذي أعلنه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم.
وقال «شاهين»، إن النظام الجديد للتعليم يعتمد على الإبدع واستخدام التكنولوجيا الحديثة ولطويعها لصالح العملية التعليمية، مشيرا إلى أن النظام القديم أصبح لا يواكب التطورات والابتكارات والاختراعات الهائلة والمتسارعة التي تحدث على العالم، والتي تصل في جزء من الثانية الى جميع انحاء الكرة الأرضية.
وأضاف، أن نقل العلم والمعرفة هو رسالة مقدسة، وأن الكتب الورقية وإن كانت وسيلة جيدة وفعالة؛ إلا أننا أصبحنا في حاجة إلى وصول تلك المعرفة للمتلقي بشكل سلس ومتطور عن طريق التكنولوجيا، بالإضافة إلى توفير مساحة للبحث والابتكار.
وأكد وكيل أول المعلمين، أن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بملف التعليم، يجعل من مصر دولة متقدمة، تعتمد على الخبرات العملية والمعرفية التي تؤهلها للتقدم، مثمنا اعطائه الأولوية مع ملف الصحة خلال الفترة الرئاسية الجديدة، مشيرا إلى أن وزير التعليم يبذل قصاري جهده للدخول سريعاً في المنظومة الجديدة للتعليم، لافتاً الى أن العام القادم يعتبر تجريبي لتقييم تلك التجربة والتي من خلالها سوف يتم التقييم الكامل للنظام التعليمي الجديد.
وأوضح «شاهين» أن المعلم المصري هو من سيتحمل عبئ تنفيذ النظام التعليمي الجديد، مؤكدا على ثقته الكاملة في تقدير الدولة لهذا الدور جيداً، وأن المعلم سوف يحصل على حقه المالي والأدبي خلال الفترة المقبلة.
من جانبها أكدت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، أن نظام التعليم الجديد يقضي على ظاهرة الدروس الخصوصية ويخلص أولياء الأمور من الأعباء المادية التي يتحملونها كل عام.
وقالت «نصر»، إن هذا النظام يعتمد على الفهم والتحليل، بعيدا على الحفظ والتلقين مثلما هو موجود حاليا، وعدم تدخل العنصر البشري في أعمال تقييم الامتحانات حيث يكون الأمر بشكل إلكتروني من خلال التابلت، لافتة إلى أنه سوف يكون له مردد إيجابي في الاهتمام بالتكنولوجيا الحديثة.
وأضافت عضو لجنة التعليم بالبرلمان، أن الرئيس السيسي يعطي أولوية خاصة لملفي التعليم والصحة في فترة ولايته الثانية، وهو مايتيح ويساهم في تطويرهما بشكل جيد.
يذكر أن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، أكد أن الهدف من المشروع القومى للتعليم، هو إعادة بناء المواطن المصري، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، مساندًا وداعمًا للمشروع، وأنه سوف يعلن عنه فى جامعة القاهرة خلال الشهر الحالي.
ويتضمن النظام الجديد بحسب ملامحه التي أعلن عنها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني تقسيم نظام الثانوية العامة إلى شعبيتن علمي وأدبي فقط، ويتم تطبيقها على طلاب الصف الأول الثانوي للعام المقبل، وإلغاء باقي الشعب العلمية والتي كانت تنقسم إلى «علمي علوم - علمي رياضة».
أكد الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، إن السنة الأولى لنظام الثانوية العامة المعدل ستكون تجريبية لهذا النظام المعدل، وخاصة للدفعة الأولى للصف الأول الثانوي هذا العام، وجارى تدريب المعلمين على كيفية الاستخدام الصحيح لهذه المنظومة ليصبح دور المعلم الميسر والمرشد للطلاب، ويكون الطالب هو محور العملية التعليمية.
وأضاف شوقي أن نظام الثانوية العامة المعدل لن يكون به نفس التقسيم القديم للعلمي والأدبي، فيدرس الطالب في الصف الثاني الثانوي شعبتين فقط علمي وأدبي، وأيضًا في الصف الثالث الثانوي نفس الشعبتين دون التشعب لعلمي علوم أو رياضة، كما أنه تم مراعاة المعايير العالمية في وضع الدرجات وتنظيم ساعة دراسة المواد، لتتماشى مع النظام العالمي في التعليم، وتحدث شوقى عن أهمية إعادة التذوق للمواطن وتحسين الذوق العام سواء لغويًا أو فى جميع مناحى الحياة، مشيرًا إلى أن التعليم الجديد فى المراحل الثلاث الأولى رياض الأطفال والصف الأول الإبتدائى، يعتمد على الأنشطة الخاصة بالمهارات الحياتية، وأنه يؤمن بأن جميع المعارف مرتبطة ببعضها البعض، وأنه لا يمكن فصلها.
وأثنى الدكتور عبد الوهاب عزت، رئيس جامعة عين شمس على نظام التعليم الجديد وانتهاء فكرة المادة المنتهية على أن تكون المواد مصاحبة للطلاب طوال العام، مشيرًا إلى أن الطالب يجب أن يكون شغوفًا للعلم والمعرفة، وهى معركة ثقافية لابد من دخولها لتحقيق الهدف من النظام الجديد وهو بناء الإنسان المصري.
وقال الدكتور محمد عمر، نائب الوزير لشؤون المعلمين، إن هناك خطة وضعت بعناية من هيئة الأبنية التعليمية لاستيعاب الطلاب وتوفير المدارس اللازمة لتطبيق النظام الجديد، مشيرًا إلى أنه تم توجيه كل المنح الخارجية لتدريب المعلمين على مدار العام وتجهيز المدارس، وأن الوزارة لا تعتمد كليًا على الموازنة العامة للدولة، بل وفرت في الفترة الماضية حوالي مليار جنيه إلى جانب تمويل الدول والمؤسسات الصديقة، وأنه لابد من عمل خطة متكاملة لتوفير المبالغ التي سوف يستكمل بها مشروع التعليم الجديد على مدار الإثنى عشر عامًا القادمة.
وأشار الدكتور جمال شيحة، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إلى ضرورة توحيد نظام التعليم في مصر، وألا يكون هناك أنظمة تقبع تحت مسميات مختلفة، مابين تعليم حكومي، وياباني، ومدني، وأزهري، مطالبا بوجوب توحيد شخصية التعليم المصري وتطبيقه على الجميع، تعمل على تقديم جرعة واحدة متساوية من القيم والأخلاق وغرسها في نفوس الطلاب، بشكل يؤكد ويعكس الهوية المصرية في التعليم.
واقترح رئيس لجنة التعليم، أن يتم وضع آليات محددة لتطبيق نظام موحد على طلاب المراحل التعليمية المختلفة للقضاء على التمييز الطبقي بينهم، يتلقون نفس المهارات والقيم ويتساى فيها التعليم العام مع الأزهري، مع الاهتمام بحفظ القرأن الكريم، معلقا: «مايحدث الأن من تطبيق أنظمة متعددة يعد خللا يجد التخلص منه حتى يمكننا تحقيق جودة التعليم».