ما بعد تحرير الهلال النفطي.. الإرهاب القطري ينتقل إلى مصراتة

طالب الجيش الوطني الليبي الأربعاء بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الهجوم على منطقة الهلال النفطي، والتي نجح في تحريرها 25 يونيو الماضي، وسلم الموانئ والحقول النفطية في المنطقة إلى المؤسسة الوطنية للنفط في بنغازي.

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش العميد أحمد المسماري، إن القيادة العامة أصدرت قرارا بتشكيل لجنة تقصي الحقائق بشأن مصادر تمويل الجماعات الإرهابية، موضحًا أن أموال النفط الليبي تحولت إلى دعم الإرهاب عبر مصرف ليبيا المركزي.

معركة الهلال النفطي كان لها تداعيات على الجانب الليبي، بها نجح الجيش الوطني في السيطرة على أكبر ممول للميليشيات الإرهابية المدعومة قطريا وتركيا -بحسب المسمارى - ما يعطي دفعة قوية للجيش.

هجوم الهلال النفطي والذي تصدى له الجيش، شنه الإرهابي إبراهيم الجضران، المدعوم قطريًا في 14 يونيو الماضي، ما أدى لاشتعال النيران في بعض الخزانات والصهاريج النفطية.

أكد المتحدث باسم الجيش تورط «الجضران»، وعرض خلال مؤتمره مساء الأربعاء، أدلة ووثائق وتسجيلات مصورة تظهر الإرهابي وهو يساوم حكومة علي زيدان - المنتهية ولايتها في 11 مارس 2014 - على الحصول على 264 مليون دينار.

وتابع المسماري أن هناك أمر دبر لأن تكون ليبيا قاعدة انطلاق للإرهابيين نحو دول الجوار بعد القضاء على الجيش، مضيفًا أن المليشيات تريد الحفاظ على مكاسبها من 17 فبراير حيث أصبح الميكانيكي صاحب مكانة وأموال.

أحد المسؤولين الليبين قال في تصريحات أول أمس إن  قطر وتركيا تمولان الجماعات الإرهابية غرب ليبيا، وأن مدينة مصراتة باتت أكبر تجمع للإرهابيين المدعومين من الدوحة وأنقرة.

وليد العرفي، رئيس مكتب الإعلام بالإدارة العامة للبحث الجنائي الليبي، أشار إلى احتمالية شن الجيش الوطني عملية عسكرية لتحرير مدينتي «مصراتة» و«طرابلس».

مؤشر أخر أكد تورط قطر في دعم الميليشيات التي كانت تسيطر على الهلال النفطي، فقد أعربت الدوحة عن قلقها الشديد من تطورات الأحداث في منطقة الهلال النفطي شمالي ليبيا.

وزعمت الخارجية القطرية، أول أمس الإثنين، أن الاستيلاء على مصادر النفط الليبية المملوكة لجميع الشعب الليبي دون تمييز بين الفصائل لجعلها تحت سيطرة فصيل سياسي دون غيره لن يسهم إلا في تعميق الهوة وسد الأفق أمام إمكانية تحقيق المصالحة الوطنية التي ينشدها الشعب الليبي ويعيق جهود المجتمع الدولي في هذا الشأن، وذلك على عكس الحقيقة.

الجيش الليبي أعلن تسليم الحقول النفطية بعد تحريرها إلى المؤسسة الوطنية للنفط في بنغازي، العميد المسماري قال إن القيادة العامة للجيش لن تعترض على الاتفاقيات النفطية مع الشركات العالمية.

قالت الخارجية القطرية إن قرارات مجلس الأمن الدولي المتعاقبة وآخرها القرار رقم 2362 لعام 2017، الذي ينص على إدانة محاولات تصدير النفط بشكل غير مشروع ومن خلال مؤسسات موازية للمؤسسات التي تقع تحت سيطرة حكومة الوفاق الوطني.

مصراتة وطرابلس

المسؤول الليبي قال إن الفارين من معارك الهلال النفطي توجهوا إلى مدينة مصراتة، فهي تعد تمركزاً للجماعات الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا، حسب قوله، مضيفًا أن منطقة الهلال النفطي تشهد تواجداً مكثفاً من قبل قوات الجيش لمنع أي هجمات ارتدادية خاصة بعد قرار المشير خليفة حفتر تسليم المنطقة إلى المؤسسة الوطنية للنفط في بنغازي، ومن ثم نقل تبعيتها من المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس.

وأكدت وكالات إخبارية عن مصادر ليبية مطلعة، أن آمر حرس المنشآت النفطية السابق إبراهيم الجضران، فرّ بعد هزيمته في معركة الهلال النفطي إلى مدينة مصراتة.

وتعمل قوات الجضران على تحقيق تحالف جديد مع ميليشيات مصراتة لإنشاء قوة مشتركة، وتحالف بين الطرفين ضد قوات الجيش الليبي، المحتمل أن تشن هجوما عسكريا على مصراتة لتحريرها.