الإخوان عن مسيرات المثليين في إسطنبول.. ودن من طين وأخرى من عجين
الأربعاء، 04 يوليو 2018 12:00 ص
أظهرت المسيرات التي نظمها المثليين في مدينة إسطنبول التركية، التناقض الشديد الذي تعيشه جماعة الإخوان، فالمسيرات التي خرجت في المدينة التي يقبع فيها قيادات الإخوان الهاربة من مصر، لم تشهد أي اعتراض من قبل الجماعة التي دائما ما تزعم بأنها ترفع شعار الإسلام.
أزمة الإخوان
الجماعة لم تريد إحراج رجب طيب أردوغان، بالخروج بتصريحات تهاجم تلك المسيرات، خشية أن تنقلب السلطات التركية عليها، لذلك أصرت قيادات الجماعة وشيوخها على الصمت وتجاهل هذه المسيرات، وكأن شيئا لم يحدث في تلك المدينة التركية.
ولعل هذه الواقعة ليست الأولى التي تظهر فيها الجماعة تناقضا شديدا في أفكارها، فالاحتفالات التي يقيمها الرئيس التركي كل عام في ذكرى أتاتورك مؤسس الدولة العلمانية، بل تشهد تلك الاحتفالات أحيانا مشاركة بعض قيادات الجماعة، رغم أن الإخوان تخرج دائما في المنطقة العربية وتهاجم العلمانية.
إحراج الإخوان لأردوغان
ولعل عدم اعتراض قيادات الإخوان على مسيرات المثليين، يؤكد ما قاله إبراهيم منير أمين التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، الذي اعترف في 2016 خلال لجنة استماع بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم البريطاني، بأن الجماعة تحافظ على حقوق الشواذ، ولا تهاجمها.
وحول أسباب عدم اعتراض الإخوان على مسيرات المثليين في إسطنبول، قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن الجماعة اختارت الصمت وعدم الاعتراض حتى لا يحرجوا نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته من جهة وحتى لا يحرجوا أنفسهم من جهة أخرى لأنهم مشاركون بشكل غير مباشر في نظام أردوغان وهم من بايعوه خليفة وزعيمًا للمسلمين.
تناقض الإخوان
وأضاف الباحث الإسلامي في تصريحات لـ"صوت الأمة"، أن الإخوان بذلك يتلاعبون بالدين لتحقيق مصالحهم التي ترتكز حاليًا في يد أردوغان وعليه يجدون أنفسهم يبيحون كل ما يبيحه أردوغان وحكومته وليس ما يبيحه الإسلام.
جدير بالذكر أن المثلية الجنسية ليست جريمة في تركيا، وخاصة أن «أردوغان»منذ توليه الرئاسة في 2014، معروف بدعمه لهذا الملف، على الرغم مما يدعيه دائمًا من أنه على خلفية إسلامية على غرار حزبه الحاكم، كما أنه في مؤتمر صحفي سابق أعلن عن ذلك صراحة، مؤكدًا على حقوق المثليين وضرورة حمايتهم بموجب القانون.