تفجير وحرق وتخريب.. نرصد عنف الإخوان لزعزعة الأمن ونشر الفوضى بعد 30 يونيو
السبت، 30 يونيو 2018 07:00 م
بعد نجاح ثورة 30 يونيو وإزاحة حكم الإخوان، تزايدت وتيرة عنف الجماعة الإرهابية فى جميع أنحاء البلاد، وبدأ قيادات الجماعة فى تشكيل المجموعات المسلحة والخلايا العنقودية فى المحافظات، لتنفيذ مخططات التنظيم الدولى الذى استهدف زعزعة الأمن الداخلى المصرى، ومن ثم إسقاط الدولة والانقضاض على الحكم بقوة السلاح والإرهاب.
ومع شروق شمس جديدة فى مصر بعد عزل مرسى، وبدء تنفس الشعب العظيم هواء الحرية من حكم قمعى لو كان استمر أكثر من ذلك لدخلت مصر فى سيناريوهات لا نهاية لها من الفوضى واحتكار السلطة، إلى جانب فقدان قوتها على الصعيدين الإقليمى والدولى، بدأت سلسلة جديدة من العنف والاستخدام المفرط للقوة ضد مؤسسات الدولة الحيوية، وكذلك بعض فئات الشعب المصرى.
ففى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين، لجأت الجماعة لخلاياها فى المحافظات، والتعاون مع جماعات إرهابية أخرى، قد خرجت بالأساس من رحم الإخوان، مثل «بيت المقدس» وغيرها من المنظمات الإرهابية فى الداخل والخارج، من أجل تنفيذ أعمال إرهابية تدمر منشآت الدولة وتستهدف رجال الجيش والشرطة، وكبار رموز الدولة، حي خرجت جماعات مسلحة تنتمى للإخوان، فى 2013 لمحاصرة مركز شرطة العياط، وأحرقوه عن بكرة أبيه.
وكشفت التحقيقات حينها عن أن المتهمين بعضهم من المنتمين إلى العناصر الإجرامية المسجلة، وآخرون منتمون إلى الإخوان، وأن أحد القيادات الإخوانية البارزة حرضهم على حرق مركز شرطة ومحكمة العياط، ووجهت النيابة إلى المتمين اتهامات بالانضمام لعصابة مسلحة، تهدف إلى تكدير الأمن والسلم العام، والتحريض والاشتراك فى إشاعة الفوضى والرعب فى المجتمع، ومحاصرة واقتحام منشآت حكومية وشرطية، إلى جانب حيازة أسلحة نارية وذخائر وقنابل مولوتوف.
كما لجأت الجماعة إلى عدة عمليات إرهابية وتخريبية أخرى كان أبرزها تفجير أبراج الكهرباء، واستهداف خطوط السكك الحديد، وزرع المواد المتفجرة على خطوط القطارات المتجهة إلى الصعيد، لتحميل الدولة أكبر قدر من الخسائر، كما تم الاعتداء على نحو 70 كنيسة ومنشأة قبطية فى محافظات القاهرة، والجيزة، والفيوم، والمنيا، وسوهاج، والسويس، وأسيوط، وبنى سويف، والعريش.
لم تنته جرائم الإخوان عند ذلك، وإنما لجأت الجماعة الإرهابية لسلسلة من التفجيرات من أجل بث الرعب فى نفوس المواطنين، وإحداث حالة من البلبلة فى قطاعات الدولة المختلفة، حيث كلف قيادات الإخوان عناصر الجماعة الأم والجماعات الأخرى المنبثقة عنها، بتكوين مجموعات انتحارية بختلف المحافظات، لتنفيذ المخططات العدائية ضد الدولة المصرية، ومن ثم إحداث حالة من الفوضى العارمة فى أكثر من مكان بالجمهورية وفى وقت واحد.
وخططت الجماعة الإرهابية لاستهداف المنشآت الشرطية الحيوية، وفى سبيل ذلك أعدت الأسلحة النارية مختلفة الأنواع، والقنابل اليدوية والمواد المتفجرة لتنفيذ تكليفات القيادات، حيث تم استهداف مبنى مديرية أمن الدقهلية فى مدينة المنصورة يوم 24 ديسمبر 2013، وتم تفجير المبنى باستخدام سيارة مفخخة، ما أسفر عن استشهاد 14 من رجال الشرطة، وإصابة 130 آخرين.
وأعلن وزير الداخلية بعد الواقعة، تورط تنظيم الإخوان فى التفجير، بالتنسيق مع تنظيم «أنصار بيت المقدس»، بدعم لوجستى كامل من حركة «حماس» فى قطاع غزة، التى تولت تدريب عناصر الإخوان على استخدام الأسلحة المتطورة وأنظمة التشويش، وكيفية استخدام الصواريخ لاستهداف الطائرات، موضحا أن المتورط فى الجريمة الخسيسة تم ضبطه من قبل أثناء مشاركته فى مسيرة للإخوان بمنطقة المطرية.
كما تم ضبط 7 متهمين آخرين أبرزهم يحيى المنجى سعد حسين، وعادل محمود البيلى سالم، وأحمد محمد عبدالحليم السيد بدوى، وأرشدوا عن معمل لتصنيع المتفجرات بمسكن أحمد محمد عبدالحليم، ومجموعة إصدارات تكفيرية متوافقة مع توجهات تنظيم القاعدة، وسلاح آلى ثبت سابقة استخدامه فى إطلاق النار على كمين كوبرى جامعة المنصورة، وحادث سرقة محل «مجوهرات إسكندر» بكفر الشيخ الذى أسفر عن مقتل مالكه، وبيان صادر عن تنظيم أنصار بيت المقدس تعلن فيه الجماعة مسئوليتها عن حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، ومذكرات تتضمن كيفية تصنيع المتفجرات والدوائر الكهربائية وزرع الألغام والتفجير عن بعد وتصنيع أحزمة ناسفة.
استمرت الجماعة الإرهابية فى نشر العنف والفوضى، انتقاما من الشعب الذى لفظ حكمهم، واستكملوا مسيرة التخريب والتدمير باستهداف مديرية أمن جنوب سيناء من خلال سيارة مفخخة بمواد متفجرة شدية الانفجار أدت إلى استشهاد 3 من رجال الأمن بينهم مجندين، بالإضافة لإصابة 50 من المترددين على المديرية وقت وقوع التفجير بينم عميد شرطة، بالإضافة لتحطم 4 سيارات، والواجهات الزجاجية لمديرية الأمن، وبعض المبانى المجاورة كالمدرسة الفندقية، ومبنى ديوان عام المحافظة.
وفى يوم 24 يناير 2014 م، استهدفت الجماعة الإرهابية بالتعاون مع جماعة "أنصار بيت المقدس"، مبنى مديرية أمن القاهرة بسيارة مفخخة تحوى أكثر من نصف طن مواد شديدة الانفجار، ما أدى إلى سقوط 4 حالات وفاة، و76 مصابا، بالإضافة إلى تحطم واجهة وبعض طوابق مبنى المديرية، وتدمير جزء كبير من الداخل، كما أدت الموجة الانفجارية إلى اقتلاع الباب الأمامى للمديرية، ونتج عنها أيضا حفرة فى الأرض بعمق 3 أمتار وقطر 3 أمتار، كما تحطمت واجهة متحف الفنى الإسلامى المقابل لمبنى المديرية من جراء شدة الانفجار، كما تحطم عدد من واجهات المبانى المجاورة للمبنى.
وفى يوليو 2015، استهدفت الإخوان مبنى القنصلية الإيطالية فى وسط القاهرة، بالتعاون مع عناصر بايعت تنظيم داعش الإرهابى، باستخدام سيارة مفخخة تحتوى على كمية كبيرة من المواد المتفجرة، ونتج عن التفجير وفاة شخص وإصابة 9 آخرين، بالإضافة إلى خسائر جسيمة بمبنى القنصلية، وتصدع العديد من المساكن، ومن شدة الموجة الانفجارية للعمل الإرهابى الجبان، تصدعت أجزاء بمبنى نقابة الصحفين الذى يبعد عن القنصلية بعشرات الأمتار.
كما استهدفت الجماعة الإرهابية العديد من المنشآت الدينية الإسلامية والمسيحية، منها تفجير الكنيسة البطرسية داخل مبنى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والذى راح ضحيته 29 شخصا بينما أصيب 31 آخرين، بعد تفجير انتحارى إخوانى نفسه داخل الكنيسة بواسطة حزام ناسف، وتفجير كنيسة مارجرجس فى مدينة طنطا أثناء احتفالات المسيحيين بأحد السعف، والذى راح ضحيته 30 شهيدا وعدد من المصابين، بالإضافة لاستهداف كنيسة مارمرقس بمدينة الإسكندرية فى نفس اليوم، ما أسفر عن استشهاد 18 شخصا بينهم رجال شرطة وأقباط ومسلمين.
اقرأ أيضا:
- كيف تسيطر أجهزة الدولة على أسوق السلع الغذائية؟
- فى ذكرى ثورة 30 يونيو.. نرصد جرائم حركة حسم الإرهابية الذراع المسلح للإخوان
- حتى لا ننسى جرائم الإخوان بعد 30 يونيو.. تكوين خلية «كتائب حلوان» لإرهاب الشعب