حتى لا ننسى جرائم الإخوان.. الاقتحام الممنهج لمقار أمن الدولة في يناير 2011 (فيديو وصور)

السبت، 27 يناير 2018 09:00 ص
حتى لا ننسى جرائم الإخوان.. الاقتحام الممنهج لمقار أمن الدولة في يناير 2011 (فيديو وصور)
اقتحام مقار أمن الدولة - أرشيفية
دينا الحسيني

شنت جماعة الإخوان الإرهابية إبان ثورة 25 يناير 2011، هجوما منظما على مقار أمن الدولة بالقاهرة والمحافظات في توقيت واحد بهدف إسقاط هذا الجهاز المعلوماتي الذي كان يحتفظ بالسجل الأسود لتلك الجماعة الخائنة داخل قاعدة بيانات سرية موثقة بالأدلة.

فى مدينة نصر، حرض التابعون لتلك الجماعة الإرهابية من كوادر مكتب الإرشاد، على اقتحام المقر الرئيسي للجهاز بمدينة نصر، حيث اقتحم المبنى ما يقرب من  2500 فرد واستولوا على وثائق رسمية.

وفى الجيزة، تعرض المبنى القديم لفرع أمن الدولة بجابر ابن حيان، للهجوم بالتزامن مع اقتحام المقر الجديد بالشيخ زايد، وحاولت الجماعة الوصول لمكاتب الضباط، وفي تبادل لإطلاق النار وتدخل القوات المسلحة تم التصدي لهذا الهجوم.

وفي الإسكندرية تعرض فرع أمن الدولة بحى الفراعنة للهجوم، ورشق الإخوان المبنى بالحجارة وقنابل المولوتوف وإشعال الحريق بالمبنى وسيارات الشرطة التابعة له، وفي تبادل لإطلاق النار مع القوات المسلحة تم التصدي للهجوم بعد تمكن قلة من تلك العناصر بدخول المقر والاستيلاء على مستندات وملفات تخص عمل ضباط الجهاز.

وفي مرسي مطروح، اقتحم متجمهرون مبنى أمن الدولة هناك، واستولوا على وثائق وأشعلوا النار فى المبنى كما تعرضت أفرع أمن الدولة في الزقازيق، وفى منطقة الدلتا، وفى الفيوم، وكوم أمبو بأسوان لنفس الهجمات.

وفي 5 مارس، وجه النائب العام وقتها عبد المجيد محمود، بتشكيل فريق من أعضاء النيابة العامة، للتحقيق في الأحداث التي شهدتها مقرات جهاز أمن الدولة، واستمعوا لشهود عيان أكدوا أن مئات المتظاهرين اقتحموا مباني أفرع مباحث أمن الدولة بالقاهرة والجيزة والإسكندرية وبعض المحافظات بعد إلقاء قنابل حارقة وإطلاق رصاص منه.

وأَضاف شهود العيان أن الإخوان حاصروا تلك المباني قبل اقتحامها وإشعال النيران فيها وحطموا بعد ذلك زجاج السيارات التابعة لمقار أمن الدولة من بينها مدرعات أمن مركزي تمركزت أمام المقار للحماية، حيث رشقوا تلك المدرعات بالمولوتوف.

ونجحت قوات تابعة للجيش بالتحفظ على العديد من الملفات والأوراق التى كانت موجودة بمقر أمن الدولة بمدينة نصر، تحت إشراف النيابة العامة، وتم وضع الملفات فى سيارات تابعة للجيش، تمهيدا لنقل الملفات إلى إحدى الجهات التابعة للجيش أو إلى جهات تابعة للنيابة العامة.

ومع انتهاء مشهد اقتحام مقار أمن الدولة، فحص من أطلقوا على أنفسهم نشطاء الملفات التى حصلوا عليها لمعرفة كيفية الاستفادة منها، وأشارت التقارير إلى أن عددا من النشطاء باعوا بعض هذه الملفات لجهات خارجية فى مقابل الحصول على مبالغ طائلة فيما استفاد آخرون بتسجيلات لخصومهم السياسيين أو بعض الشخصيات العامة واستخدموها فى تصفية الحسابات حيث شهدت هذه المرحلة عددا ضخما من المساومات بين النشطاء وخصومهم باستخدام التسجيلات والأوراق التى سرقوها من داخل مقار أمن الدولة.

وأشعلت هذه التسجيلات والملفات التى تم سرقتها من مقار أمن الدولة الحرب بين الخصوم السياسيين والعديد من الأطراف وظهرت العديد من التسجيلات الصوتية التى تدين أطرافا كثيرة وتظهر ما خفى خلال هذه الفترة وبدأت حالة الانتقام والاستغلال باستخدام هذه التسجيلات واشتعلت حرب التسريبات.

وأكدت التقارير أيضا أن شباب 6 أبريل وشباب جماعة الإخوان وبعض العناصر السلفية ومن أطلقوا على أنفسهم لقب نشطاء استولوا على ملفات وتسجيلات ضخمة من مقار أمن الدولة وأنهم خططوا جيدا قبل اقتحام مقار أمن الدولة وتوجهوا بعناية إلى المكاتب لجمع الأوراق والأسطوانات لأنهم يعلموا خطورتها والمكاسب التى تدرها عليهم لاحقًا سواء ببيعها أو مساومة الخصوم بها.

وأكدت التحقيقات والمصادر أن قناة الجزيرة القطرية لعبت دورا محوريا فى اقتحام مبانى أمن الدولة بمصر سواء عن طريق شحن الشباب لتنفيذ الاقتحام قبل أيام من الواقعة وذلك من خلال تسليط الضوء على دعوات التظاهر والاقتحام فى 5 مارس 2011  وكذلك وجود مراسلين للقناة القطرية لحظات الاقتحام والبث المباشر الذى قامت به القناة لكل التفاصيل وحصول مراسليها على العديد من الوثائق التى كانت بأيدى المواطنين البسطاء وإقناعهم بتسليمها لهم لفضح نظام مبارك وقتها حيث حصلت القناة القطرية على عدد ضخم من هذه الوثائق.

وظهرت مكالمات هاتفية فى وقت لاحق لاقتحام مقار أمن الدولة بين نشطاء سياسيين وأشخاص بالخارج يتم خلالها التفاوض على إرسال وثائق تم الاستيلاء عليها أثناء اقتحام مبانى أمن الدولة وتهريبها للخارج.

من ناحية أخرى لجأ البعض إلى تزييف عدد من الوثائق والملفات تحت اسم "سرى" والادعاء بأن مصدرها أمن الدولة للضغط على خصومهم السياسيين إلا أن الدقة فى التواريخ الزمنية لهذه الوثائق والتوقيع بأسماء أشخاص لم يكونوا موجودين خلال هذه المرحلة كشف تزييف هذه المستندات وأكد أن الهدف منها تشويه بعض الرموز والشخصيات العامة للتأكيد على أنهم كانوا عملاء للأجهزة الأمنية وقامت بعض القنوات الفضائية بتداول عدد من هذه الملفات على أنها انفرادات دون النظر إلى كونها حقيقية أم مزيفة وهو ما تسبب فى أزمات سياسية واجتماعية خلال تلك  الفترة.

عمرو-فراج-بعد-اقتحام-مباني-أمن-الدولة
 
وبالرغم من أن عددا من النشطاء السياسيين وقفوا ضد إذاعة التسريبات والملفات باعتبار أن هذا الأمر يتناقض مع الحرية والشخصية إلا أن هؤلاء الأشخاص أنفسهم تاجروا بهذه التسريبات والملفات ضد خصومهم وبالرغم من مرور سنوات على اقتحام مبانى أمن الدولة إلا أن هناك عددا ضخما من الملفات والوثائق المهمة لازالت فى أيدى النشطاء يساومون بها غيرهم  ويشعلون بها حرب التسريبات التى نالت الكثيرين.
 
59269-اقتحام-مبنى-امن-الدولة

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق