قصة 3 مدن أمريكية صنعت بسرية من أجل صناعة قنبلة نووية
الخميس، 28 يونيو 2018 06:00 ص
بُنيت ثلاث مدن أمريكية من الصفر في العام 1943 كجزء من مشروع مانهاتن، لتصنيع قنابل نووية، وقد احتاج بناء المدينة الواحدة لتبنى من الصفر إلى125 ألف شخص.
وبنيت المدن بسرية تامة وكانت بمثابة أرضية لاختبار مبادئ معمارية جديدة، هي لوس ألاموس في نيو مكسيكو، وأوك ريدج في تينيسي، وهانفورد ريشلاند في ولاية واشنطن، كما أنها لم تكن موجودة على الخرائط، ولم يعرف أحد من سكانها أنهم كانوا يعملون على صنع قنبلة من نوع جديد.
وفى 6 أغسطس 1945 ، عندما ألقيت القنبلة الملقبة بـ "ليتل بوي" على مدينة هيروشيما اليابانية ، تم الكشف عن الطبيعة الحقيقية لهذه المدن للعالم وللناس الذين عاشوا فيها، وقد صممت هذه المدن لاحتضان منشآت ضخمة لصقل المواد المشعة وبناء الأسلحة. وفي عام ١٩٤٢، بدأت حكومة الولايات المتحدة في الحصول على مساحات واسعة من الأرض لإقامة سكان هذه المدن.
كشف سر هذه المدن، مارتن مولر، أمين معرض عاصمة واشنطن بكتابه «المدن السرية: العمارة والتخطيط في مشروع مانهاتن» قائلا إن السرية مثيرة للإعجاب، وأن الحكومة لم تعترف قبل الحرب بوجود هذه المدن.
وقد استغلت الولايات المتحدة الأمريكية فى اختيار المواقع المختارة جميع الحواجز الطبيعية لتعزيز الأمن والسرية وكانت على بعد 25 إلى 35 ميلاً من المراكز السكانية الموجودة، وكان السبب الرئيسي المعطى لضرورة انتقال الناس من بلداتهم يتمثل بخطط هدمها، ما جعل الناس يشعرون بالخوف ويهرعون للانتقال إلى أماكن أخرى، وظل عشرات الآلاف الذين عاشوا وعملوا في المدن لايعلمون حقيقتها.
ويقول مويلز فى كتابه: « شعر قادة مشروع مانهاتن أنه حتى تسير الأمور بسلاسة، فإن العمال وخاصة العلماء والمهندسين بحاجة إلى الشعور بأنهم في وطنهم"، مضيفاً: "لذلك شرعوا في بناء منازل عائلية واحدة، طرق متعرجة ومجتمعات مخططة بمساحات خضراء. بعض الناس الذين كانوا يعيشون هناك ، حتى أثناء الحرب ، يتحدثون عن جمال المكان الذين عاشوا فيه».
وعلى بعد ١٠٠ ميل من لوس ألاموس، وقع أول تفجير لقنبلة نووية في صحراء نيو مكسيكو في يوليو ١٩٤٥. وأطلق الفيزيائي الذي قاد مشروع مانهاتن روبرت أوبنهايمر، على القنبلة اختبار (ترينيتي)، واستخدم أوبنهايمر القنبلة كوسيلة للتحقق من تصميم سلاح أكثر تعقيداً كان سيستخدم فيما بعد في القنبلة التي أُطلقت على ناغازاكي.
وقال مولر: «أعلن الرئيس ترومان الهدف من المدن الثلاث السرية»، مشيراً إلى أنه كانت هناك مجموعة من ردود الأفعال بين السكان إذ شعر بعض الناس بالإثارة والفخر بأنهم عملوا على هذا السلاح الجديد الذي اعتقدوا أنه أنهى الحرب.