تُستخدم"عجينته" فى صناعة ورق الصحف..
بعد جنى القطن وعليك خير.. ماذا سنفعل بمليون و600 ألف طن حطب؟
الأربعاء، 27 يونيو 2018 04:00 ص
على الرغم من الجهودً المحمودة ،التى تبذلها الحكومة ممثلة فى وزارة الزراعة ،ومعهد بحوث القطن لإعادة جانباً ، ولو بسيطاً من هيبة الذهب الأبيض ــ من خلال زيادة مساحة زراعته،والتى بلغت هذا الموسم 320 ألف فدان ، بينما كانت المساحة المنزرعة فى العام الماضى حوالى 219 ألف فدان ، بزيادة تقدر بحوالى 101 ألف فدان ــ إلاّ أن المردود والنتيجة مازالتا دون المستوى المأمول،لسبب بسيط وجوهرى، وهو أن هذه المساحة التى نتغّى بها الآن ،لا تمثل فى أعلى التقديرات ، ما يوازى رٌبع ماكانت تزرعه مصر فى السبعينات والثمانينات ، حيث بلغت المساحة المنزرعة فى الخمسينات والستينات 3 ملايين فدان، ثم أخذت فى الانخفاض والتراجع حتى وصلت لحوالى 2 مليون فدان ،وعاماً بعد آخر تدهورت زراعة القطن ،حتى وصلت إلى هذه المساحات الهزيلة التى لا تعادل مساحة ما كانت تزرعه محافظة واحدة من المحافظات التى تزرع القطن.
مليون و600 ألف طن حطب
كانت مساحات زراعة القطن خلال سنوات ازدهاره ،تعطى إنتاجاً وفيراً من القطن والحطب أيضاً،فعندما كانت المساحة والرقعة المنزرعة 2 مليون فدان ،كانت تنتج حوالى 16 مليون قنطار ،وتعطى حوالى 10 مليون طن من الحطب،أمّا الآن ومن خلال هذه المساحة الحالية ، فسوف تعطى إنتاجاً يُقدّر بحوالى 2 مليون و 560 ألف قنطار، وحوالى 10 مليون طن من الحطب ، كانت فى الماضى تذهب مباشرة إلى منازل وبيوت المزارعين فى القرى،لاستخدامها فى الوقود المنزلى ، وطهى الطعام من خلال ( الأفران البلدى – والكانون – وقمائن الطوب ) ، أمّا الآن فقد تغيرت أوضاع الريف والقرى ،بعد أن دخلتها الكهرباء والبوتاجاز والغاز الطبيعى ،وهنا فلم يعد لحطب القطن أية قيمة بالنسبة للمزارعين،لذلك أمامهم خياران لا ثالث لهما،الأول ترك الحطب فى الحقول وحرقه ، وهذه مشكلة من المشاكل التى نعانى منها فى المخلفات الزراعية،والثانية يمكن استخدامه بعد نقله إلى جهة تشتريه ، وتُعيد درسه وطحنه ــ كما قال أحد الخبراء بالمركز القومى للبحوث بالدقى ــ حتى يتم استخدام العجينة الخاصة به فى صناعة الورق ،التى تعانى أزمات وترتفع أسعارها باستمرار وتهدد الصحافة الورقية.
صناعة الورق
من تدابير المقادير ،أنه فى الوقت الذى تعانى فيه صناعة الورق ،وترتفع أسعارها بصورة خيالية ،بلغت حوالى 200% ، وتهدد بذلك الصحف الورقية ومطابع الكُتب ،فإنّ هذه الطاقة من الأمل ،تظهر من جديد مع عودة مساحات زراعة القطن للزيادة مرة أخرى ،بعد فترة تدهور لسنوات،لتبحث الدراسات المُعدة ــ بالفعل ــ منذ سنوات ، عمن يستفيد بها فى صناعة الورق من عجينة حطب القطن،خاصة وأن هذه الدراسات والأبحاث ليست ببعيدة عن مسؤولى الصحف ولا الشركات،ولا وزراء الحكومة،فأكثر هذه الدراسات فى المركز القومى للبحوث بالدقى ،وتنتظر من يقوم بتحويلها إلى واقع ،من خلال من يقم بتمويل هذه الأبحاث.