إماراة المؤامرات والانقلابات.. تاريخ آل ثاني الأسود من الجد إلى الحفيد

الإثنين، 25 يونيو 2018 07:00 م
إماراة المؤامرات والانقلابات.. تاريخ آل ثاني الأسود من الجد إلى الحفيد
العائلة الحاكمة القطرية
محمد الشرقاوي

في 25 يونيو 2013، استيقظ الخليج العربي على نبأ تولى أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة الثاني للسلطة، خلفًا لأبيه حمد، وهو ما اعتبرته وسائل إعلام دولية انقلابا ناعما، بأمر الشيخة موزة زوجة أمير الدوحة السابق، وهي نفسها التي وقفت وراء انقلاب زوجها حمد على أبيه خليفة بن حمد قبلها بما يقرب من عشرين عاما.

حمد بن خليفة، قال في ذات اليوم في 2013: «إنني اليوم أخاطبكم كي أعلن أني أسلم مقاليد الحكم للشيخ تميم بن حمد آل ثان وأنا على قناعة تامة أنه أهل للمسؤولية وجدير بالثقة وقادر على حمل الأمانة وتأدية الرسالة».

الانقلاب الناعم بقيادة الشيخة موزة، هكذا اعتبره المسؤولون والباحثون، تحدث عنه كتاب «قطر.. أسرار الخزينة»، صدر في باريس عن دار «ميشيل لافون» عام 2013، للصحفيين الفرنسيين، كريستيان تشيسنو، وجورج مالبرون.

قال المؤلفان إن الشيخة موزة كان لها الدور الأكبر في انقلابات العصر الحديث في قطر في 27 يوليو1995، حيث تعتبر المدبر الرئيسي لانقلاب حمد بن خليفة على والده الشيخ «خليفة»، في يونيو 1995، وكذلك في انقلاب «تميم» على والده «حمد» في 2013، ومارست ضغطًا سياسيا على «حمد» ليتنازل لابنها رغبة منها في تحجيم دور ونفوذ رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم.

الكتاب أكد أن على رأس خصوم الشيخة موزة من «المحافظين»، رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم، يقول: «تحركات الشيخة موزة من خلال مؤسسة قطر، أثارت ضدها دوائر المحافظين التقليديين في المجتمع القطري، وعلى رأسهم حمد بن جاسم، ولم يكف رئيس الوزراء أبدا عن انتقاد ومعارضة مبادراتها».

«زوجة الأب لا تختلف حتى لو كانت أميرة»، الحال انطبق على الحالة القطرية وتطلعات الزوجة الرابعة لحمد بن خليفة للسيطرة على مقاليد الحكم، فكان الزواج من «بنت المسند» صفقة سياسية بامتياز بين آل خليفة وآل المسند، الأمر الذي وضع حد لطموحات آل المسند.

ولم تستطع الشيخة «موزة» وحدها التخطيط والتنفيذ، واختارت شخص يتمتع بالحنكة والقوة لهذه المهمة، وكان هذا الشخص هو الشيح حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق.

الانقلاب الناعم تزامن مع ذكرى انقلاب 27 يونيو 1995، حينما غادر الشيخ خليفة قطر إلى أوربا، دون أن يعلم أن حفل الوداع الذي أجري له في مطار الدوحة هو الأخير، وأن الأبن حمد الذي قبل يد والده أمام عدسات التليفزيون، كان قد انتهى من وضع خطته للإطاحة بأبيه واستلام الحكم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق