سوق الخضار يتمرد على أردوغان.. هل يفجر "البصل" دموع الديكتاتور في الانتخابات؟
الأحد، 24 يونيو 2018 02:39 م
اهتزاز متواصل بات يسيطر على الأجواء التركية، فيوما بعد يوم يشهد الاقتصاد ارتباكا جديدا، بين تراجع لسعر العملة، أو انخفاض حاد في الصادرات مقابل زيادة في الواردات، وأخيرا زيادة في أسعار السلع الأساسية.
بالتزامن مع اقبال الملايين على صناديق الاقتراع، لاختيار رئيس لتركيا، يقف مئات الاتراك أمام البائعين في الاسواق في محاولة لشراء كليو من البطاطس، أو كيلو من البصل بعد أن شح المنتجين بسبب ارتفاع سعرهما إلى مستويات قياسية، وذلك في إطار الانهيارات المتواصلة التي يعاني منها الاقتصاد التركي.
وسجلت أسعار البطاطس والبصل زيادة كبيرة بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تشهدها تركيا اليوم ويتنافس فيها 6 مرشحين بينهم الرئيس الحالي رجب طيب اردوغان.
وارتفع سعر كيلو البطاطس بواقع 94 % ليصل إلى 6 ليرات، بينما ارتفع سعر الكيلو من البصل بواقع 212 % ليصل إلى 6.5 ليرة ما يعني أن متوسط سعر حبة واحدة من البطاطس يساوي ليرة واحدة.
الزيادة في الاسعار لم تطل البطاطس والبصل فقط، بل ارتفعت أيضا أسعار المنتجات الأخرى في الأسواق، إذ يبدو أن أسعار منتجات الألبان التي سجلت أعلى زيادة خلال عيد الفطر لن تنخفض في المستقبل القريب.
ويمثل وقوع العديد من الشركات الكبرى على شفا حافة الإفلاس نتيجة لارتفاع سعر الدولار واليورو أمام الليرة التركية، والأداء السيء للاقتصاد تهديدا لنظام أردوغان.
ونشرت صحيفة التايمز البريطانية مقالا عن الانتخابات التركية بعنون “أردوغان يعلق آماله الانتخابية على كبح أسعار البطاطس”، وقالت الصحيفة البريطانية إن أسعار المواد الغذائية المتزايدة والوضع الاقتصادي المتدهور عموما قد يؤثران سلبا على نجاح أردوغان في الانتخابات.
وأشارت الصحيفة إلى تعهد الحزب الحاكم في تركيا بخفض أسعار البطاطس والبصل المتزايدة بصورة سريعة، مذكرة بتصريحات وزير الاقتصاد نهاد زيبيكجي قبيل الانتخابات، والتي أوضح خلالها أنهم سيسمحون باستيراد البطاطس والبصل الذين ارتفعت أسعارهما مؤخرا.
وكان زيبكجي ذكر أن مقدار البطاطس والبصل الذي سيدخل تركيا والبلد المستورد منه معلومان لديهم، مشددا أنهم لن يسمحوا بالتلاعب في أسعار البصل والبطاطس.
ويواجه الاقتصاد التركي انهيارات متواصلة، حيث واصلت الليرة التركية انحدارها الحاد مقابل الدولار الأمريكي هذا الأسبوع أيضا، وسط قلق بشأن قبضة الرئيس رجب طيب اردوغان على السياسة النقدية، وتوقعات بارتفاع كبير للدين الوطني التركي من جراء طريقتها في معالجة الأزمة.
وفقدت الليرة التركية هذا الشهر 17 نقطة من رصيدها مقابل الدولار، وما زاد من حدة هبوطها أيضا هو ارتفاع رصيد الدولار في الخزينة المركزية الأمريكية.
ورافق هبوط الليرة أيضاً هبوط سعر صرف عملات دول نامية أخرى مثل البيزو الأرجنتيني، مما دعا المصرف المركزي في الأرجنتين لرفع سعر البيزو إلى 40 % دعما للنشاط النقدي في البلاد.
ونقلت وكالة بلومبرغ في تقرير لها نشرته نهاية الاسبوع الفائت عن البورصة التركية قولها إنه لا توجد بيانات تبرر انخفاض قيمة الليرة، حيث أرجعت هذا سبب هذا الانخفاض إلى "مناهج مضاربة" في سوق الأوراق النقدية تهدف إلى وضع اقتصاد تركيا في خانة الرفض.