هل تُصلح اليوجا ما أفسدته الحرب؟.. العالم يحتفل برياضة الصحة النفسية وقوة الذاكرة
الخميس، 21 يونيو 2018 06:00 م
يشهد العالم اليوم الخميس، الاحتفال باليوم العالمى لـ"اليوجا" تحت شعار "اليوجا من أجل السلام"، وجاء ذلك بناء على اقتراح مقدم من الحكومة الهندية خلال افتتاح الدورة 69 للجمعية العامة للأم المتحدة.
لاقى هذا الاقتراح استحسانا وتأييدا دوليا، وتعرف اليوجا بأنها مجموعة من الطقوس الروحية القديمة هندية الأصل، وتشير إلى طريقة فنية أو ضوابط محددة من التصوف والزهد والتأمل، مما يرمي إلى خبرة روحية وفهم عميق جدا أو بصيرة فى الخبرات، وأصبحت اليوجا مرتبطة بالممارسة فى وضعية من التمارين "هاثا يوجا"، كما أنها أثرت بشكل كامل فى عائلات تدين بـ"البراهمانية" وممارسات أخرى روحية حول العالم، ولا يشترط لممارس اليوجا أن يتبع الشخص ديانة ما، وفى الأدبيات البوذية يستخدم مصطلح "التأمل" بدلا من مصطلح "يوجا"، إلا أن الغرب والعرب تعودوا على مصطلح "يوجا" حيث أصبح من الصعب إدخال مصطلح آخر بنفس المعنى.
وعن ممارسة رياضة اليوجا، قال مؤسسها الحكيم باتانجالى الفيلسوف، إن هناك ثمانية أطراف لـ"الراجا يوجا" تشكل خطوات تنقية الجسم والعقل خلال رحلته للاستنارة، وهى "الياما" التى تحث على الصدق وعدم العنف وعدم السرقة وعدم الأنانية والاعتدال فى جميع الأمور، و"النياما"، ومن خلالها يكون السعى للنقاء والقناعة والاعتراف بالوجود الإلهى، و"الأسانات" وهى الأوضاع والحركات التى تقوى الجسم وتحافظ على مرونته، و"البراناياما" وهى استخدام التنفس فى مساعدة العقل، و"البراتياهارا" ومن خلالها يمكن السيطرة على العقل، و"الدارانا" وتمثل الخطوة الأولى نحو التركيز، و"الديانا" وهى مرحلة لتوسيع دائرة الوعى، و"الصامادى" وهى الذروة النهائية للسيطرة على العقل والجسم والروح.
وينصح العلماء من يعملون أكثر من 7 ساعات مكتبية بضرورة ممارسة رياضة "اليوجا"، نظرا لأنها تعمل على مكافحة آلام الظهر بكافة أنواعها، وكذلك تريح العيون ومعصم اليد، وتقلل من الضغوط النفسية، كما أن هذه التمرينات تشمل التنفس بعمق لعدة دقائق، بالإضافة إلى التمرينات الأخرى الخاصة بالتأمل ومحاولة تحريك الجسم شمالا ويمينا وتحريك الرقبة والمشى، والتى تساعد على تقوية البدن وزيادة نسبة نشاط الجسم والحيوية.
وأوضحت دراسات حديثة أن اليوجا تعزز من صحة المخ، وتحسن وظائف الإدراك التى تشمل قوة الذاكرة والقدرة على التركيز، وإمكانية اكتساب مهارات التفكير العميق، بالإضافة إلى أنها تحد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وضبط الدورة الدموية فى الجسم، كما أنها تحد من أعراض التهابات المفاصل، وتعمل على تحسين المزاج وتخفيف أعراض الاكتئاب والقلق، حيث إنها تكافح اضطرابات النوم، إلى جانب مساعدة بعض مرضى السرطان فى التخلص مما بداخلهم من القلق وتوتر.
فى يوم الاثنين الموافق 10 نوفمبر عام 2014، عين رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى، وزيرا جديدا لـ"اليوجا"، لتعزيز رياضة اليوجا القديمة، بالإضافة إلى الأنظمة المختلفة للطب التقليدى، حيث كانت هذه الإدارة سابقا جزءا من وزارة الصحة، وكانت حكومة حزب بهاراتيا جانتا قد أعلنت سابقا أن مهمة الإدارة هى تعزيز الطب البديل، مع التركيز على اليورفيدا، والتى تعنى "علم الحياة"، وقالت الحكومة وقتها إنها تعتزم إقامة إدارات ومستشفيات تقدم الطب البديل، لتحسين خدمات الصحة فى البلاد.
وتهدف ممارسة "اليوجا" فى ذاتها إلى إدراك النفس وإدراك الله، وهو شىء قابل للتبادل، مع الإحساس باكتشاف الطبيعة الحقيقية خلال الممارسة، وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمى لليوجا فى الحادى والعشرين من يونيو كل عام، كشفت منظمة الصحة العالمية فى خطة العمل 2018 – 2030، التى تم إصدارها مؤخرا حول النشاط البدنى، أن ممارسة "اليوجا" بصورة روتينية يساعد على الوصول إلى مستوى متقدم من الصحة العامة، مؤكدة أن ممارسة اليوجا تقى من خطر الأمراض غير المعدية المهددة للحياة، مثل ضغط الدم المترفع، والسكتة الدماغية، والنوبات القلبية ومرض السكر، وهى حالات تسبب 8.5 مليون حالة وفاة فى جنوب شرق آسيا سنويا.
وأشارت المنظمة، إلى أن هناك تأييد بالإجماع لاعتبار اليوجا جزءا لا يتجزأ من دفعة أوسع لتعزيز النشاط البدنى كإجراء صحى وقائى رئيسى، مطالبة الدول الأعضاء أن تنتقل من النظرية إلى الممارسة اليومية من خلال إنشاء صالات رياضية فى الهواء الطلق، ومسارات للدراجات والجرى، حيث إن المنظمة تسعى لزيادة معدل النشاط البدنى اليومى بنسبة تصل إلى 15% بحلول 2030.