أكثر انتشارا بأفريقيا.. الالتهاب الرئوي سبب 15% من حالات الوفاة بين أطفال العالم
الخميس، 21 يونيو 2018 06:00 ص
الالتهاب الرئوى ينتج عن الإصابة البكتيرية، أو الفيروسية، أو الفطرية فى الرئتين أو إحداهما، وهو أحد أشكال العدوى التنفسية الحادة التى تصيب الرئتين، حيث تتكون الرئتان من أكياس صغيرة تسمى الأسناخ، وتلك الأكياس تمتلئ بالهواء عندما يتنفس الإنسان السليم، وعندما يصاب بالتهاب رئوى فإنها تمتلئ بالقيح والمواد السائلة، ما يسبب صعوبة التنفس وقلة دخول الأوكسجين.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الالتهاب الرئوى يأتى فى مقدمة أسباب وفاة الأطفال بجميع أنحاء العالم، مؤكدة أنه قتل 920136 طفلا دون سن الخامسة فى عام 2015، ويحتل المرتبة السادسة فى قائمة أكثر أسباب الوفاة شيوعا بالولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعله يمثل 15% من وفيات الأطفال بجميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أنه أكثر انتشارا فى جنوب آسيا وأفريقيا، وجنوب الصحراء الكبرى.
ويؤكد الدكتور خالد زمزم، استشارى أمراض الصدر والحساسية، أن الإصابة بالالتهاب الرئوى تكون غالبا بسبب استنشاق الجراثيم سواء الموجودة فى الهواء والناتجة عن العوادم والمخلفات، أو تلك الناتجة عن شخص مصاب بالمرض عن طريق السعال والعطس والرذاذ الذى يدخل سريعا إلى الرئتين، وأن نزلات البرد أو الأنفلونزا تعزز فرص الإصابة بالمرض أيضا، كما أن الإصابة بأمراض مزمنة مثل الربو أو أمراض القلب أو السرطان أو السكرى يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوى، مشيرا إلى أنه قد تحدث الإصابة بالمرض نتيجة البكتريا، أو الفيروسات الموجودة داخل الفم والحلق، أو الأنف بعد دخولها إلى الرئتين، كما تزداد احتمالية الإصابة بالمرض عند الذين يعانون من أمراض فيروسية، بالإضافة إلى انتشاره بين المدمنين.
أعراض الالتهاب الرئوى كما يسردها استشارى أمراض الصدر والحساسية، تشمل السعال المرتبط بالمخاط "البلغم" أو الدم أحيانا، وارتفاع درجة الحرارة التى قد تصل إلى 40 درجة مئوية، والارتجاف من شدة الإحساس بالبرودة، والتنفس السريع والشعور بالنفس القصير، والشعور بألم فى الصدر يزيد عند السعال، والصداع المستمر وألام العضلات، وفقدان الشهية، وضيق وصعوبة التنفس، إلى جانب القىء والغثيان، والشعور بالتعب الشديد والإجهاد الذى يسبب الخمول.
ويقول الدكتور زمزم، إنه من مضاعفات الالتهاب الرئوى مشكلة «تجرثم الدم»، ويحدث نتيجة تراكم البكتيريا فى مجرى الدم، حيث تكون تلك الحالة قاتلة إذا لم تعالج بسرعة، بالإضافة إلى «الارتشاح البلورى» الذى يحدث بسبب تراكم السوائل والبلغم على بطانة جدار الصدر، وجيوب الرئة الهوائية والمسافات الموجودة بينهما، إلى جانب التهاب المنطقة المحيطة بغرف وصمامات القلب أو ما يعرف بـ«التهاب الشغاف»، وتوقف التنفس الطبيعى، وبعد فترة نصل لمرحلة «الفشل التنفسي»، التى قد تودى بحياة المريض حال إهمال العلاج.
يمكن تشخيص الالتهاب الرئوى بعدة طرق منها الفحص السريرى داخل عيادة الطبيب المتخصص، أو المستشفى، من خلال السماعة والتاريخ المرضى والأعراض الظاهرة على المريض، وقد يلجأ الأطباء إلى التحاليل الطبية أو الأشعة لتشخيص المرض، وتحديد نسبة الإصابة بالمرض ومدى انتشاره فى الرئتين، كما يوضح استشارى أمراض الصدر والحساسية، أن المريض قد يحتاج إجراء منظار لأخذ عينة من المناطق المصابة بالرئتين، لتحديد درجة الإصابة بالمرض ومدى تأثيره على الجهاز التنفسى.
ويرى زمزم، أن علاج الالتهاب الرئوى يكون بتحديد سبب الإصابة بالمرض، فإذا كان الالتهاب الرئوى ناتج عن بكتيريا، يكون العلاج بالمضادات الحيوية التى تهاجم تلك البكتريا المسببة للمرض، أما الحالات الأخرى يتم علاجها بناء على تشخيصها، مؤكدا أنه لا يمكن تجنب الإصابة بالالتهاب الرئوى، ولكنه يقدم عدة نصائح للوقاية منها الإقلاع عن التدخين، والابتعاد عن مصادر العدوى كتجنب ملامسة المصابين بالأنفلونزا ونزلات البرد والحصبة أو الجديرى، إلى جانب الاهتمام الدائم بالنظافة الشخصية، ونظافة الأدوات التى يستخدمها الإنسان، مشيرا إلى أن هناك لقاحات تعمل ضد البكتيريا الشائعة التى تسبب الإصابة بالالتهاب الرئوى، مشددا على ضرورة تعاطى المصل المضاد للأنفلونزا الموسمية بشكل دورى، لتجنب مضاعفاتها التى أخطرها الالتهاب الرئوى.