خناقة بين أفراد عصابة آل ثاني.. صحف أوروبية تكشف سيناريو الإطاحة بأمير قطر
الخميس، 21 يونيو 2018 04:00 م
في انقلاب ناعم قبل ربع القرن تقريبا، أطاح حمد بن خليفة بوالده، أمير قطر الأسبق خليفة بن حمد، وفي ضوء هذه الخبرة الانقلابية كان غريبا أن يخرج "حمد" مطرودا من القصر بالطريقة نفسها.
مرت الأيام على الأمير الشاب الذي صار كهلا، وبينما كانت تقاليد الأسرة تفرض مسارا للحكم، كانت الزوجة الثانية الأكثر غطرسة وتشددا وإمساكا بمقاليد السلطة، موزة آل مسند، ترسم مسارا مختلفا تماما، ومتصادما مع القواعد والتقاليد في البيت الذي احترف الانقلاب على التقليد.
كانت موزة آل مسند تدفع في اتجاه نقل السلطة لابنها تميم، بينما هناك آخرون يسبقونه في الأحقية بالحكم، ولقلقها من فشل مخططها، وفقدانها لوجاهة أن تكون أمًّا أميرية كما كانت زوجة أميرية، سعت لتنفيذ انقلاب ناعم آخر، والإطاحة بزوجها لصالح ابنها، وهو ما حدث كما خططت له، قبل 5 سنوات تقريبا من الآن.
خلال السنوات الماضية منذ انقلاب موزة لصالح ابنها، والإطاحة بالزوج حمد بن خليفة، وصديقه ومعاونه حمد بن جاسم، لصالح الابن الذي لم يكمل الثلاثين من عمره وقتها، حاولت الزوجة والابن تصوير الأمر على أنه انتقال سلس للسلطة، بقبول وإقرار من الطرفين، ولكن ظل حمد بن خليفة خارج قطر لفترة، قبل أن يعود بعد تعرضه لحادث كسر في الساق، ويختفي منذ العودة، شهور طويلة مرت على الاختفاء، إلى أن عاد نجم حمد بن خليفة وحمد بن جاسم للبزوغ مرة أخرى، مع المقاطعة العربية للدوحة في ضوء دعمها للإرهاب، فظهر "بن جاسم" في لقاءات إعلامية مع محطات تليفزيونية وصحف غربية، وظهر "بن خليفة" في وفد رسمي خلال فعاليات كأس العالم روسيا 2018.
الدوحة من جانبها حاولت تقديم هذا الظهور باعتباره ظهورا عاديا لوجوه من العائلة الحاكمة وكوادر سياسية وتنفيذية للدولة القطرية، بينما كان الأمر في حقيقته بداية لطرح بدائل من داخل فرع خليفة في أسرة آل ثاني، ربما في محاولة لاستدراك فشل تميم وسوء سمعته وخسارته في كثير من المعارك والميادين، أو محاولة للعودة للمشهد من رحم التوافق، أي الظهور كأنهما يقدمان خدمة للنظام القائم، بينما يسوقان نفسيهما كبديل قائم وقادر على الاضطلاع بالمسؤولية متى قرر الحلفاء والداعمون، باعتبار أن اختيار الحاكم في قطر كان مرهونا طوال الوقت بقرار من الخارج.
الرؤية السابقة تدعمها تقارير صحفية وإخبارية حول احتمال الإطاحة بتميم بن حمد قريبا، منها ما نشرته وسائل إعلام إسبانية وإيطالية قبل ساعات، بشأن توفر معلومات موثوق فيها لدى مصادرها، حول اشتعال الخلافات في أروقة قصر الحكم بالدوحة، وداخل أسرة آل ثاني الحاكمة.
وأشارت التقارير، إلى أن الدوحة قد تشهد صدور بيان عن قصر "الوجبة" خلال الأيام المقبلة، يتضمن تعيين محمد بن حمد بن خليفة أميرًا لقطر بدلاً من تميم بن حمد، بحسب ما أكدت الصحف أنها تمتلك معلومات بشأنه، ما يُعني أن صيغة الإحلال التي قد تكون الأسرة توصلت لها في إطار الضغوط والمصاعب التي تواجهها على محاور عدة، هو استبدال الوجوه من قائمة أبناء "حمد" نفسه، ولكن في ضوء العلاقة الوطيدة بين المرشح "محمد" والأمير السابق، فمن المرجح أنه سيكون ستار الأب للحكم، وليس ستار الأم كما هو الحال مع تميم.
المعلومة نفسها أكدها تقرير نشره موقع "النوتيتياريو" الإسباني، ونقله موقع "24 الإماراتي، بشأن تحركات واسعة من رئيس الوزراء القطري السابق وأحد ضلعي تنظيم الحمدين، حمد بن جاسم، شملت مقابلات ولقاءات مع أطراف من داخل قطر وخارجها، وكان محور اللقاءات والنقاشات مرحلة الاختناق التي دخلتها قطر مع المقاطعة العربية، واستمرار تعقد الأمور في ظل إدارة تميم السيئة للأزمة، وفشله في معالجة الأمور والملفات الساخنة.
وأضاف التقرير، أن تحركات "بن جاسم" المكوكية شملت أيضا مناقشة آثار قرارات تميم بن حمد وتبعاتها، وما آلت إليه الأمور في ظل الرعونة التي سيطرت على التعامل مع المشهد، بشكل زاد من كُلفة الأمور سياسيا واقتصاديا، ولم يأت في مصلحة الدولة أو الشعب القطري، وبحسب مصادر فإن انتقاد الانفراد بالقرار من جانب تميم ووالدته، والاستماع إلى مستشاريه المسيسين مثل عزمي بشارة والإخواني يوسف القرضاوي، كان محور كثير من اللقاءات، بجانب انتقاد سياساته الاقتصادية وحديثه عن مشروعات وهمية، وتبديده أموال الدولة وصندوق قطر السيادي على الرشاوى والترضيات لعدد من الدول والمؤسسات العالمية، دون فائدة مباشرة للشعب القطري.