هدية من كوريا الشمالية لأمريكا.. هل تقدم بيونج يانج عربون مودة أم تستفز واشنطن؟

الأربعاء، 20 يونيو 2018 07:00 م
هدية من كوريا الشمالية لأمريكا.. هل تقدم بيونج يانج عربون مودة أم تستفز واشنطن؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
حازم حسين

بعد سنوات من العداء والقطيعة، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون، وكتعبير عن حُسن النوايا تستعد كوريا لإرسال هدية لواشنطن، ولكن ربما تكون الهدية نفسها عامل استفزاز.

خلال قمة الرئيسين التي استضافتها سنغافورة في وقت سابق من الشهر الجاري، قال الرئيس الأمريكي إنه لن يتم رفع العقوبات الاقتصادية والتجارية المفروضة على بيونج يانج إلا بعد تفكيك ترسانتها النووية، بينما قال الزعيم الكوري الشمالي إن بلاده لن تفكك أسلحتها إلا بعد بدء رفع العقوبات والحظر المفروضين عليها، ما كان يحمل إشارة إلى احتمال مواجهة صدامة حاد بين البلدين، قبل وصولهما إلى توافق تام.

في الأيام التالية للقمة بدأت التصريحات من كل الأطراف المتصلة بالملف، فقالت كوريا الجنوبية إنها تؤيد رفع العقوبات ولكن عقب تفكيك الترسانة النووية، كما طالبت بيونج يانج برفع منصات الصواريخ طويلة المدى الموجودة قرب حدودهما المشتركة، بينما ضغطت الصين، في قمة جمعت الرئيس شي جين بينج بالزعيم الكوري الشمالي، في اتجاه بدء تفكيك الترسانة.

وسط هذه الصراعات والمواقف المتشابكة، يبدو أن الأمر في حاجة لخطوات ومبادرات لتلطيف الأجواء والتعبير عن النوايا الطيبة من كل الأطراف، وهو ما يبدو أن كوريا الشمالية قررت المبادرة به، عبر خطوة تبدو إيجابية في جوهرها، بعيدا عن احتمال أن تفسرها الولايات المتحدة بشكل عدائي أو تعتبرها منطلقا للاستفزاز.

الخطوة الكورية الشمالية للتقارب مع الولايات المتحدة، تمثلت في الاستعداد لإرسال 200 مجموعة من بقايا جثامين جنود أمريكيين كانت موجودة في كوريا الشمالية، وذلك عبر مقر منظمة الأمم المتحدة في الجارة الجنوبية، وهو ما أكده عسكريون أمريكيون في ضوء رسائل من الجانب الكوري الشمالي.

من المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعبر عن امتنانها بهذه الخطوة، وتقديرها لموقف كوريا الشمالية، ولكن قد يمثل الأمر عامل استفزاز في ضوء التذكير بالخسائر البشرية الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية، وما تراه واشنطن جرائم ارتكبها النظام الكوري الشمالي، من الجد والأب حتى الابن كيم جونج أون، خاصة في ظل سياسة واشنطن الثابتة بالقصاص لجنودها وعدم نسيان ما تعرضت له قواتها في أنحاء العالم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق