آخر حبة فى سبحة عظماء التلاوة.. كيف يعيش الشيخ الطبلاوي بعد اعتزال القراءة؟

الثلاثاء، 19 يونيو 2018 11:00 م
آخر حبة فى سبحة عظماء التلاوة.. كيف يعيش الشيخ الطبلاوي بعد اعتزال القراءة؟
الشيخ الطبلاوي
زينب عبداللاه

وصفه  الكاتب الصحفى محمود السعدنى بأنه آخر حبة فى سبحة عمالقة التلاوة وأنه العبقرى الوحيد الموجود على الساحة حاليا والذى وهبه الله أحبالا صوتية ليس لها نظير، أسلم عدد من الأجانب بعد سماع صوته وأحبه الملوك والرؤساء وقرأ القرآن داخل الكعبة.

إنه الشيخ محمد محمود الطبلاوى نقيب المقرئين وآخر ملوك دولة التلاوة العظماء، الذى تشعر عندما تسمع صوته وهو يرتل القرآن الكريم أنك تحلق فى السماء، فيهتز قلبك ووجدانك وتتذوق حلاوة كلام الله.

قرأ الطبلاوى القرآن فى صلاة الجمعة بأحد مساجد مانهاتن بالولايات المتحدة الأمريكية، وفى فلاديفيا وفرنسا، فكان صوته سببا فى دخول عدد من الأجانب للإسلام.

رحلة عمر طويلة فى صحبة القرآن وخدمته رتل خلالها الطبلاوى القرآن فى شتى بقاع الأرض وأطهرها، حيث كان المقرئ الوحيد الذى قرأ القرآن داخل الكعبة حين كان فى ضيافة الملك خالد بن عبد العزيز ودعاه لحضور مراسم غسل الكعبة المشرفة، فدخلها الشيخ الطبلاوى وقرأ فيها القرآن وصلى فى كل ركن من أركانها، وأخذ قطعة من كسوة الكعبة لا يزال يحتفظ بها.

ولد الطبلاوى المولود بمنطقة ميت عقبة عام 1934 وتنتمى جذوره إلى محافظة المنوفية، وحظى بعلاقات قوية مع الملوك والرؤساء الذين عشقوا صوته وتلاوته، فى مصر والعالم العربى والإسلامى، وقال له الملك خالد مقولته الشهيرة: «إن القرآن نزل فى الجزيرة العربية، وطُبع فى إسطنبول، وقرئ فى مصر»، وكرمته الأردن بدعوة من مؤسسة آل البيت، وكثيرا ما قضى شهر رمضان  فى الإمارات بدعوة من الشيخ زايد، وكان يحظى بعلاقة قوية مع «بلدياته» الرئيس السادات، الذى كان كثيرا ما يدعوه لإحياء ليالى القرآن فى ميت أبو الكوم بالمنوفية ويتناول معه الطعام، كما كانت علاقته طيبة بمبارك وعائلته وقرأ القرآن  فى عزاء حفيده محمد علاء مبارك.

طاف دول العالم يرتل كلام الله، لتتحقق نبوءة والدته ورؤيتها التى رأتها قبل مولده، حيث رأت جده يقول لها إنها ستلد ولدا حافظا للقرآن، وبالفعل حرص والده على أن يحفظ  القرآن وأتم حفظه فى سن 9 سنوات،  وساعده لعب كرة القدم على طول النفس أثناء قراءة القرآن، وذاعت شهرته فى سن مبكرة، وكان  أول أجر يحصل عليه فى الأربعينيات 5 قروش، كما أنه  كان يقرأ القرآن فى القصر الملكى فى عهد الملك فاروق طوال شهر رمضان، ويأخذ 30 جنيهًا.

حمل  الطبلاوى، الذى تولى منصب  نقيبا للمقرئين عام 2011 خلفا للشيخ أبو العينين شعيشع، هموم المقرئين ، وطالما طالب بحقوقهم ، مؤكدا أن معاشهم لا يتجاوز 40 جنيها، ورواتبهم ضعيفة، مشددا على ضرورة إكرام أهل القرآن.

منذ عامين اعتزل الشيخ الطبلاوى ولم يعد يخرج فى حفلات للتلاوة، بسبب ظروفه الصحية ، يقيم فى منزله بميت عقبة مع زوجته وأبنائه وأحفاده، حيث  تزوج 4 مرات أولها  فى سن 16 عاما، وأنجب 8 أبناء و5 بنات، أصغرهم عمر الذى يبلغ 8 سنوات.

لا يخرج الشيخ من منزله إلا قليلا، ويقضى أغلب وقته فى تلاوة القرآن، ينام بعد صلاة الفجر ويستيقظ لصلاة الظهر ويقضى اليوم بين الصلاة وتلاوة القرآن.

يجلس بين أحفاده وابنه عمر ليعلمهم ويحفظهم القرآن.

يحرص الطبلاوى على حضور الاجتماع الشهرى لنقابة المقرئين، و على زيارة  قريته «صفط جدام» مركز تلا بالمنوفية، خاصة فى العشرالآواخر من رمضان حيث يحرص على توزيع الزكاة والمساعدات على أهالى قريته وقضاء العيد بينهم.

ورث ابنه محمد الطبلاوى منه حلاوة الصوت ويعمل مقرئا، وبالرغم من أن الشيخ الطبلاوى اعتزل الترتيل فى الحفلات، إلا أن محبيه يداومون على زيارته والاتصال للأطمئنان عليه دائما.

يشعر بالسعادة كلما تذكر تفاعل المستمعين معه وهو يتلو القرآن وخاصة فى الخارج ولا ينس كيف تفاعل الجمهور معه فى جنوب أفريقيا، ويشعر بالحزن كلما تذكر أن الإذاعة المصرية لا تذيع المصحف المرتل الذى سجله بصوته فى حين تذيعه معظم فضائيات وإذاعات الوطن العربى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق