صلاح يصلح ما أفسده أردوغان.. كيف عالج منتخب الفراعنة جرائم تركيا في سوريا؟
الثلاثاء، 19 يونيو 2018 06:00 م
بعد سبع سنوات من اندلاع التوترات في سوريا، وتحولها إلى ساحة معركة مفتوحة، أصبحت الأراضي السورية فضاء مستباحا لكثيرين من اللاعبين، في مقدمتهم أردوغان ومخابرات وجيشه.
طوال هذه السنوات مارست كل الأطراف جرائم مباشرة ضد الشعب السوري، ولكن كانت أكبر الجرائم من نصيب الميليشيات الإسلامية ومقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، المدعومين من قطر وتركيا، إذ تفتح أنقرة حدودها مع سوريا لعبور المقاتلين والسلاح، وتستضيف قيادات التنظيمات وتعالجهم في مشافيها، وتقدم لهم دعما ماليا ولوجستيا مباشرا، وكلها أمور تجعل تركيا المجرم الأكبر في سوريا، وصاحبة الأثر الأكثر قسوة وفداحة على السوريين، بينما تحل مصر الآن كطرف مباشر في مصالحة هؤلاء الضحايا واللاجئين.
في مخيم للنازحين شمالي سوريا، يقف عشرات الرجال والفتيان أمام شاشة تنعكس ظلالها على خيمة كبيرة لمتابعة مباريات مونديال 2018، وهي مناسبة تكاد تشكل فسحة الهروب الوحيدة من واقعهم المعيشي الصعب. وعبر مكبرات الصوت، يصدح صوت المعلق الرياضي خلال المباريات في أنحاء مخيم مدينة عين عيسى، الواقعة على بعد أكثر من خمسين كيلومتراً شمال مدينة الرقة.
في مونديال 2018، يشجع النازحون منتخب الفراعنة، وعبر عدد كبير منهم عن حزنه لخسارته وعدم مشاركة محمد صلاح في المباراة الأولى ضد الأوروجواي يوم الجمعة الماضي، لكنهم يتوقعون مشاركته في مباراة روسيا اليوم.
عشرات النازحين من الرقة وريف حلب ودير الزور يفترشون الأرض بساحة المخيم ليلاً وداخل خيمة نهاراً، للهرب من أشعة الشمس الحارقة، ومتابعة الفرق المتنافسة عبر شاشة عرض متنقلة ساهمت منظمة خيرية في تأمينها.
عبدالله فاضل العبيد يقول لوكالة فرانس برس "مشاهدة كأس العالم في المخيم مبادرة جميلة جداً لأنها تخرج الناس من الضيق الذي يعيشونه".
عبدلله نزح قبل أكثر من عام من بلدة مسكنة في ريف حلب الشرقي، تزامناً مع بدء قوات النظام السوري هجوماً لطرد تنظيم الدولة الاسلامية منها.
ويروي الرجل الذي كان يمارس كرة القدم مع فريق محلي كيف كان "داعش يتوجه للملاعب ويصادر هوياتنا ويسجن الرياضيين باعتبار أن الرياضة تشبّه وتقليد للكفار.
ويضيف "الحمدالله تخلصنا منهم ونشاهد الآن المباريات، رغم الظروف الصعبة نحن سعداء بمشاهدة كأس العالم".
وعلى رغم شغف النازحين بكرة القدم ومتابعة المباريات لكن رايات المنتخبات البارزة تغيب عن المخيم الذي يؤوي أكثر من 13 ألف نازح يعيشون وسط ظروف صعبة.
في الفترة الفاصلة بين مواعيد المباريات، يتجمع المشجعون لتقييم المنافسة، ينفث بعضهم دخان سجائره بينما يلهو الأطفال قربهم.
خارج الخيمة، يقف معبد المحمد النازح منذ عام من مدينة الرقة، ويقول الشاب الذي يهوى كرة القدم منذ طفولته "هذا المونديال صعب للغاية لأننا نعيش في مخيم وظروفنا صعبة".
ويتابع: "هنا الجو حار ونفتقد لأصدقائنا وللحماس بسبب ظروف الحرب التي حرمتنا من أشياء جميلة وكثيرة بينها الرياضة".
في مونديال عام 2014، الذي تزامن مع سيطرة التنظيم المتطرف على مدينة الرقة، كان بإمكان معبد متابعة المباريات من منزله، فيما كان التنظيم قد بدأ مداهمة المقاهي وحث السكان على التخلي عن مشاهدة كرة القدم والانصراف للصلاة.